hلقصة المنسية.. كتاب جديد يكشف كيف خططت إسرائيل لتدمير حي المغاربة بالقدس (Wikimedia)
تابعنا

يؤكد المؤرخ الفرنسي فنسان لومير في كتابه "عند أقدام السور: حياة وموت حي المغاربة في القدس (1187- 1967)" الذي يصدر الجمعة، أن إسرائيل خططت لتدمير هذا الحي بعد احتلالها القدس الشرقية في أعقاب حرب عام 1967، وحاولت تمويه ما فعلت.

ويتوقع لومير ردود فعل ناقدة وجدلاً بعد نشر كتابه، كون المسألة تتعلق بالأماكن المقدسة في القدس.

واستند المؤرخ الذي يدير مركز الأبحاث الفرنسي في القدس، في كتابه، إلى وثائق محلية وعثمانية وفرنسية تعمّق فيها خلال ست سنوات، وعاد من خلالها إلى القصة المنسية لحي المغاربة على مدى ثمانية قرون.

ويشرح المؤرخ أن الحي، الذي عاش فيه الزعيم التاريخي للفلسطينيين ياسر عرفات لبعض الوقت بعد وفاة والدته، "لم يدمَّر بناء على مبادرة من 15 مقاولاً إسرائيلياً غداة حرب 1967، كما تقول الرواية الرسمية التي أعاد البعض النظر فيها خلال السنوات الأخيرة، إنما بناء على قرار من الحكومة الإسرائيلية".

على أعلى مستوى

قبل حرب 1967، عندما كانت القدس الشرقية تخضع للإدارة الأردنية، كان يوجد حي مسلم يضم نحو 135 بيتاً بنيت في عهد صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر الميلادي، ثم ضُمّ إلى وقف أبو مدين، وهي مؤسسة دينية تأسست لتقديم السكن والطعام والعلاج لحجاج قادمين من منطقة المغرب.

وتقول الرواية الإسرائيلية المتداولة إن 15 مقاولاً إسرائيلياً أقدموا على تدمير حارة المغاربة بعد احتلال المدينة القديمة مباشرة. وتحدثت وسائل إعلام آنذاك عن دور لعبه رئيس بلدية القدس تيدي كول يك في العملية.

لكن المؤرخ الفرنسي يقول لوكالة الصحافة الفرنسية: "كيف يمكن أن نتخيّل أن 15 مقاولاً خاصاً دمروا حياً تاريخياً من دون إذن على أعلى مستوى من الدولة؟ لم يقتنع أحد يوماً بهذه الرواية".

ويضيف أن "كتابه يقدم دليلاً قاطعاً ومكتوباً عن التخطيط العمد والمسبق لهذه العملية وتنسيقها".

ويتابع: "توجد وثائق دامغة"، مشيراً الى "محضر اجتماع بين كوليك وقائد الجيش المسؤول عن القدس حينها في التاسع من حزيران/يونيو 1967، قبل 36 ساعة فقط من هدم الحارة".

ويقول لومير: "كان تدمير حي المغاربة بين النقاط المدرجة على جدول الأعمال".

كما اطلع لومير على مذكرة داخلية لوزارة الخارجية الإسرائيلية صدرت في اليوم نفسه وتضمنت العناصر التي كان يفترض استخدامها لتبرير عملية تدمير الحي.

وكانت المذكرة تهدف، وفق قوله، إلى "جعل الناس يعتقدون أنها مساكن متداعية ومبان خطرة".

كما وجد مذكرة في أرشيف بلدية القدس تشير إلى "ضرورة إزالة أنقاض الحي المدمر بأمر من القيادة العسكرية".

TRT عربي - وكالات