تابعنا
قوات الشرطة الإسرائيلية انتشرت أمس للجمعة السادسة على التوالي في ساحات وأزقة البلدة القديمة، تفرض على المقدسيين قيوداً مشددة، وتمنع دخول المصلّين إلى المسجد الأقصى، بل تمنعهم حتى من الصلاة في الشوارع حوله.

ثلاثة وأربعون يوماً والمسجد الأقصى محاط بالمتاريس والحواجز، محروم من استقبال مصلِّيه، فمنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول تقتل إسرائيل سكّان قطاع غزة بيدٍ، مستشرية في ترهيب سكان القدس والضفة باليد الأخرى.

قوات الشرطة الإسرائيلية انتشرت أمس للجمعة السادسة على التوالي في ساحات وأزقة البلدة القديمة، تفرض على المقدسيين قيوداً مشددة، وتمنع دخول المصلّين إلى المسجد الأقصى، بل تمنعهم حتى من الصلاة في الشوارع حوله، وتهاجم كل من في محيطه بالغاز المسيل للدموع والمياه العادمة.

المقدسيون يؤدون صلاة الجمعة أمس أمام باب الأسباط بعد منع الشرطة الإسرائيلية لهم. (Faiz Abu Rmeleh) (TRT Arabi)

وقد أقامت الشرطة الإسرائيلية حواجز على مداخل البلدة القديمة في القدس الشرقية لمنع الفلسطينيين من المرور للوصول إلى المسجد الأقصى، ولم تسمح سوى لكبار السن وسكان البلدة القديمة بالمرور.

تشديدات مضاعفة

سلطات الاحتلال نشرت قواتها في ساحة المسجد، مشكِّلة سياجاً على مساحة كيلومتر حوله، وهذا التضييق على المسجد منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لكن أيام الجُمع بشكل خاص تُضاعِف التشديدات على بوابات الأقصى، وتمنع دخول المسجد إلا لمن تزيد سنّه على 65 عاماً، كما أن بعض البوابات يُمنع الدخول منها من دون النظر إلى السنّ.

وعند الأبواب المؤدية إلى المسجد الأقصى تقوم القوات الإسرائيلية بإجراءات التفتيش وفحص الهويات لجميع الوافدين، ما حالَ بين مئات الآلاف من المصلّين وبين المسجد الذي بدت ساحاته ومصلّياته فارغة من المصلّين باستثناء كبار السن.

أطلقت قوات الاحتلال أمس قنابل الغاز على فلسطينيي الحي بعد منعهم من تأدية صلاة الجمعة بالأقصى، كما استخدمت المياه العادمة لتفريق المجتمعين في منطقة وادي الجوز. (Faiz Abu Rmeleh) (TRT Arabi)

وحول ذلك، قال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية أمس الجمعة إنّ "4000 فقط تمكنوا من الدخول إلى المسجد الأقصى اليوم".

ووفقاً لما نقلته وكالة وفا، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية إنه على إثر منع قوات الاحتلال المصلّين من دخول المسجد الأقصى، أدت مجموعة منهم صلاة الجمعة خارج البلدة القديمة بالقدس المحتلة، واعتدت عليهم قوات الاحتلال بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص، كما لاحقتهم في شوارع وادي الجوز وباب الأسباط.

ضغط على المجتمع المقدسي

المسجد الذي يرتاده ما لا يقلّ عن 50 ألف مُصَلٍّ كل جمعة، أصرَّ الفلسطينيون على صلاة الجمعة فيه أو حتى في الشوارع القريبة منه، رغم الاعتداء عليهم من قِبل قوات الاحتلال، بهدف مواجهة هذا الحظر الإسرائيلي.

الشرطة الإسرائيلية تدقق في هويات المقدسيين في أثناء دخولهم البلدة القديمة بالقرب من باب العامود. (Faiz Abu Rmeleh) (TRT Arabi)

الشاب محمد السلايمة (20 عاماً) من حي وادي الجوز، وهو أحد المصلّين، يقول إنّ الاحتلال الإسرائيلي أطلق قنابل الغاز والرصاص المطاطي على فلسطينيين في الحي بعد منعهم من تأدية صلاة الجمعة في الأقصى، كما استخدمت المياه العادمة لتفريق المجتمعين.

ويضيف السلايمة لـTRT عربي أن مئات الفلسطينيين اضطُرّوا إلى أداء صلاة الجمعة في الشوارع القريبة من البلدة القديمة في القدس الشرقية، بعد أن منعتهم الشرطة الإسرائيلية من الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة.

ويتحدث خضر نجم (60 عاماً)، أحد القادمين إلى المسجد الأقصى ، عما حدث معه أمس وكيف مُنع من حق ممارسة شعائره الدينية، ويقول: "أصبحت البلدة القديمة عبارة عن ثكنة عسكرية مغلقة، وتمنع الشرطة المصلّين من العبور، حاولنا الدخول من عدة أبواب لكننا مُنعنا بالقوة".

قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز والرصاص المطاطي على فلسطينيين في الحي بعد منعهم من تأدية صلاة الجمعة أمس بالأقصى . (Faiz Abu Rmeleh) (TRT Arabi)

ويضيف خضر لـTRT عربي أن "حرية ممارسة العبادة يُفترض أنها شيء محفوظ ولا يُمس في جميع أنحاء العالم، لكن هنا لا توجد حرية للعبادة".

وبإصرار أكد خضر بالقول: "نحن نحاول تجربة الدخول من كل الأبواب على أمل أن ننجح بالدخول إلى المسجد الأقصى في هذا اليوم المبارك".

ويلفت إلى أن هذه الإجراءات محاولة للضغط على المجتمع المقدسي بسبب ما يحدث في غزة، مشيراً إلى أنه منذ بداية الأحداث لم يستطع الدخول إلى المسجد الأقصى بسبب إجراءات السلطات الإسرائيلية المتشددة.

تفتيش واستهزاء

"الطريق صعب ومتعب، ولا توجد مواصلات عامة، وحواجز الشرطة منتشرة في كل مكان"، هكذا تصف باسمة زيدان (57 عاماً) الوضع في القدس، وهي إحدى المصلّيات وقد جاءت من راس العامود.

الشرطة الإسرائيلية تدقق في هويات المصلّين أمس على حواجز الشرطة أمام باب الساهرة، أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس. (Faiz Abu Rmeleh) (TRT Arabi)

وتؤكد باسمة لـTRT عربي أنها وصلت إلى القدس مشياً على الأقدام، وتقول: "وصلت إلى باب الأسباط وانتظرت أكثر من نصف ساعة في طوابير التفتيش، كان العشرات من المصلّين متجمعين يحاولون الدخول إلى المسجد، والشرطة الإسرائيلية تسمح بعبور شخص بعد شخص على الحواجز وتدقق في الهويات وتفتيش الحقائب".

وتلفت باسمة قائلةً: "لقد استهزؤوا بنا وأشعرونا بالذل والمهانة، لكن سنحاول الدخول مهما حدث، فالأقصى جزء من روحي، وسأفعل المستحيل لأصلّي فيه".

الصحفيون أيضاً

لم تكتفِ قوات الاحتلال بقمع المقدسيين وترهيبهم فقط، بل امتد طغيانها إلى الصحفيين الذين يحاولون متابعة الأحداث من أمام المسجد، حيث هاجمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي طاقم قناة TRT خبر التركية، وحطمت مُعَدّاته في أثناء تغطيته الأحداث في محيط المسجد الأقصى، ولكن أعضاء الفريق أكدوا أنهم يواصلون التغطية رغم أن كاميراتهم تهشمت.

قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز على فلسطينيين في الحي بعد منعهم من تأدية صلاة الجمعة أمس بالأقصى . (Faiz Abu Rmeleh) (TRT Arabi)

ويروي المصور أحمد باغيش والمراسل مراد جان أوزتورك من فريق TRT خبر التركية في أثناء بث مباشر لهما أن أحد عناصر الشرطة دفعهم ثم ضرب بماسورة بندقيته كاميرا الفريق الإخباري، ما نتج عنه تحطم زجاجها.

وأضاف باغيش أن قوات الاحتلال الإسرائيلي حاولت منع بث الأحداث في محيط الأقصى، رغم أن الفريق التركي كان يؤدي مهمته الصحفية في المنطقة من دون إعاقة قوات الأمن.

المقدسيون يصلّون الجمعة أمس في راس العامود بعد منع الشرطة الإسرائيلية لهم. (Faiz Abu Rmeleh) (TRT Arabi)

ويوضح باغيش قائلاً: "دفع أحد ضباط الشرطة عدداً من زملائنا في الفريق، رغم أننا كنا في الخلف كي لا نعرقلهم، ثم دفعني أولاً، وبعد ذلك عندما اتسعت المسافة ضرب العدسة بماسورة البندقية. الحمد لله، رغم أن عدستنا انكسرت فإننا لا نزال نواصل التغطية".

وتفرض الشرطة قيوداً على دخول المصلّين إلى الأقصى منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكنها تشدد القيود بشكل خاص في أيام الجُمع، كما تشدد السلطات الإسرائيلية إجراءاتها في مدينة القدس وتفرض حصاراً على المدينة، وتشن حملات اعتقال وملاحقة بحق المقدسيين.

TRT عربي
الأكثر تداولاً