جيسيل ماكسويل، خليلة وشريكة الميلياردير الأمريكي جيفري أبستين في قضية شبكة الدعارة البيدوفيلية اللذان كان يديرانها (Elizabeth Williams/AP)
تابعنا

أقرَّت المحكمة الفديرالية بمانهاتن، يوم الأربعاء، حكمها بإدانة جيسيل ماكسويل، خليلة وشريكة الميلياردير الأمريكي جيفري أبستين، في قضية شبكة الدعارة البيدوفيلية التي كانا يديرانها، والتي اعتبرت أكبر فضيحة استغلال جنسي بالولايات المتحدة.

وأدان قضاة مانهاتن ماكسويل بست تهم متفرقة، من ضمنها: إدارة شبكة اتجار جنسي بأشخاص تحت السن القانوني والتآمر على أشخاص تحت السن القانوني بهدف دفعهم لممارسة أنشطة جنسية غير قانونية مقابل المال، وتهريب أشخاص تحت السن القانوني من أجل الاتجار بهم. إذ تواجه المدانة عقوبة سجن قد تصل إلى 65 سنة.

فيما سبق لجيفري إيبستين أن أدين سنة 2008 في قضية الاستغال الجنسي لقاصر. القضية التي أعيد فتحها بعد ذاك بعشر سنوات، لاكتشاف أن الأمر لا يتعلق بجريمة فردية بل بشبكة دعارة بيدوفيلية، أدارها الميلياردير الأمريكي وخليلته جيسلين ماكسويل، فيما كان زبائنهم من النخبة المالية والسياسية العالمية.

أكبر شبكة استغلال جنسي في الولايات المتحدة

ارتبطت تهم البيدوفيليا بجيفري إيبستين منذ سنة 2005، بعد أن فتحت شرطة بالم بيتش فلوريدا تحقيقاً في شأنه، إثر تقدم أحد الآباء بشكاية يتهمه فيها بالتحرش الجنسي بابنته البالغة من العمر 14 سنة.

وأدين إيبستين سنة 2008 بارتكاب جرائم الدعارة والاستغلال الجنسي لفتاة دون السن القانوني، الذي يحدده القانون الأمريكي في 17 سنة، هذا بعد التحقيق معه والتفاوض حول اعترافه باقترافه هذه الجريمة. وحكم عليه بالسجن لمدة 13 شهراً فقط، مع السماح له بإدارة أعماله، وفق ما جاءت به صفقة الاعترافات.

هذا وبعد إطلاق سراحه لم يبدُ إبستين نادماً على ما اقترف، بل دافع عن موقفه في تصريح خص به صحيفة "نيويورك بوست" سنة 2011، قائلاً: "لست وحشاً مفترساً يبحث عن طرائده لإشباع رغبته الجنسية، أنا مجرد مذنب. والفرق بين الأمرين مثل الفرق بين جريمة قتل وسرقة كعكة".

لكن إعادة فتح التحقيق فيدرالياً، بعد إدانتها الأولى بعشر سنوات، أبانت أنه ذلك "الوحش المفترس" الذي أنكره. إذ كشفت تلك التحقيقات الفيدرالية بأن إيبستين وشريكته جيسلين ماكسويل كانا يديران شبكة واسعة للاتجار بالقاصرات في ولايتي فلوريدا ونيويورك، كما كانا يحتجزانهن للاستعباد الجنسي.

وفي إحدى شهادات هؤلاء الضحايا، قالت فرجينيا جيوفري، التي لم يتعدَّ عمرها وقتها 15 سنة، بأن أبستين كان يجوب بها العالم في طائرته الخاصة كي تقدم خدمات جنسية لزبائنه وأصدقائه، وأنها خضعت للتدريب على الجنس لمدة تقرب من ستة أشهر على يد أبستين ومديرة أعماله جيسلين ماكسويل.

مضيفة بأن "أبستين يمارس الجنس مع القاصرات يومياً بحضوري وكان كل المحيطين به يعرفون هوسه بالقاصرات، لكن عندما بلغت الثامنة عشر من العمر تراجع الاهتمام بي لأنني أصبحت بالغة".

فيما بلغ عدد المشتكيات اللاتي قدمن لمحكمة مانهاتن شهاداتهن 15 فتاة. بينما جاء في شهادة أحد عمال الصيانة الذين عملوا لدى أبستين ما بين 1990 و2001، أنه شاهد ما لا يقل عن 100 فتاة يعملن في التدليك في منزله خلال تلك الفترة.

زبائنه من عليَّة القوم

وكان إبستين مقرباً من عدد من رجال الأعمال والشخصيات السياسية البارزة في العالم. على رأسهم اثنين من رؤساء الولايات المتحدة، وهما دونالد ترمب وبيل كلينتون. الأمر الذي يرجع به مراقبون الحكم المخفف الذي حظي به إثر إدانة 2008.

وأورد وثائقي سابق على شبكة Netflix على لسان عدد من ضحايا إبستين، أنهن قابلن في عدد من المرات كلاً من ترمب وكلينتون في الجزيرة التي كان يملكها إبستين وكانت مسرح جرائمه.

ووجهت ضحيتان اتهامات للأمير أندرو، نجل الملكة إليزابيث الثانية، بالاعتداء عليهما جنسياً بتواطئ من إبستين الذي كان صديقه. ووصفت إحداهما ما جرى خلال اللقاء بالأمير أندرو في فيلا أبستين في نيويورك عام 2001 قائلة: "اشترت جيسلين دمية للأمير أندرو وقدمتها له ووقفت وفرجينيا لالتقاط صورة مع الأمير وقد وضع الأمير يده على صدري".

وجاء في شهادة الحارس الشخصي السابق لأبستين، الذي كان قد رافق الضحية لبعض الوقت، بأنها كانت تخشى أن يحدث لها مكروه لو رفضت ممارسة الجنس مع الأمير الإنجليزي. وقد جرى إخفاء جل شهادة هذا المرافق والتي أدلى بها تحت القسم.

هذا وأظهرت مفكرة عناوين إبستين، التي نُشرت بعد إلقاء القبض عليه، علاقاته برجال أعمال سعوديين وأفراد بالعائلة المالكة العربية. كما عن علاقات برجال أعمال لبنانيين وسوريين وإسرائيليين.

هذا وعثر سنة 2019 على إبستين ميتاً في زنزانته، فيما قيل بحسب معاينة الجثة أنه انتحر. وعبرت المشتكيات عن سخطهن مما حصل، وخيب أملهن في أن إبستين لم يلقَ العدالة في الجرائم التي ارتكبها في حقهن.

TRT عربي