كيف أعادت قضية زيدان فتح ملفات فساد الاتحاد الفرنسي؟ / صورة: AFP (Franck Fife/AFP)
تابعنا

أثارت التصريحات الأخيرة لرئيس اتحاد كرة القدم الفرنسي، نويل لو غريت، عاصفة في الساحة الرياضية بالبلاد. بعد أن تحدث بشكل غير لائق بخصوص اللاعب الأسطورة زين الدين زيدان، الذي كثر الحديث مؤخراً عن قرب تدريبه لمنتخب الديوك، بعد الهزيمة التي مُني بها المنتخب في مباراة نهائي مونديال قطر 2022.

وقال لو غريت في تصريحات لإذاعة "RMC"، يوم الأحد، متحدثاً عن زيدان: "لم أجب حتى على اتصالاته، ولم نفكر قطّ في الانفصال عن ديديه ديشان". وأضاف مستخفاً باللاعب السابق الذي منح فرنسا أول كأس للعالم: "لا أهتم، فليفعل ما يحلو له، هذا ليس من شأني وليس عملي".

ورد نجم المنتخب الفرنسي كيليان مبابي، مهاجماً لو غريت في تغريدة، قال فيها: "زيدان هو فرنسا، لا تجوز إساءة الأدب بهذا الشكل في حق أسطورة". ولقيت تغريدة مبابي صدى داخل وزارة الرياضة الفرنسية، والتي طلبت هي الأخرى من رئيس اتحاد الكرة المحلي الاعتذار إلى يدان عما بدر منه تجاهه.

وقال وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا كاستيرا، في مؤتمر صحفي، إن "رئيس الجمهورية يشعر بخيبة أمل وجرح حقيقي عند الإدلاء بمثل هذه التصريحات في حق أسطورة للرياضة الفرنسية والعالمية". وأضافت بخصوص رئيس الاتحاد: "لا يمكننا الاستمرار في وضع يُخرج فيه مراراً عن مسالك اللياقة والاصطدام بعديد من التصريحات الصادمة".

كما أعادت قضية زيدان فتح الملفات السوداء لاتحاد كرة القدم الفرنسي ورئيس نويل لو غريت، والتي تتعدد فيها قضايا العنصرية ضد اللاعبين المسلمين أو من أصول إفريقية، وجرائم التحرش الجنسي وشبهات الفساد المالي والإداري.

عنصرية لو غريت

ولم تقف تصريحات رئيس الاتحاد الفرنسي عند الإساءة لزين الدين زيدان، بل تعدتها لمهاجمة اللاعب كريم بنزيما، الذي تشهد علاقته مع المنتخب الفرنسي توترات جديدة. وانتقد لو غريت بنزيما قائلاً: "لو كان في المنتخب (خلال كأس العالم) لربما لم نكن لنحرز كل تلك الأهداف".

ويعد كريم بنزيما أحد أكثر اللاعبين في المنتخب الفرنسي الذين تعرَّضوا للعنصرية، خصوصاً من وجوه اليمين المتطرف الذين يفضلون غريمه في نفس المركز؛ المهاجم أولفيي جيرو. فيما تخلَّف لو غريت دائماً عن دعم اللاعب الفرنسي من أصول جزائرية، والتزم الصمت تجاه ما وقع له.

وصمت لو غريت عن قضايا العنصرية برز بشكل جلي في قضية اللاعب كيليان مبابي، الذي تعرض لانتقادات بسبب لون بشرته عقب إقصاء المنتخب من يورو 2020، لدرجة أعلن بها مبابي اعتزاله اللعب للديوك. واشتكى وقتها مهاجم "باريس سان جيرمان" لرئيس الاتحاد ما وقع، لكنه لم يتدخل، بل زيّف الوقائع في ظهور إعلامي قال فيه إن "مبابي أراد الاعتزال لأنه محبط بسبب إضاعته ضربة جزاء"، وهو ما كذبه اللاعب.

واتهم لو غريت بصمته عن العنصرية في الملاعب الفرنسية، بعد الهتافات المسيئة التي طالت عدداً من اللاعبين من أصول إفريقية خلال مباريات "ليغ 1". وقتها صرح رئيس الاتحاد بأنه "لا عنصرية في كرة القدم الفرنسية"، مع أن الوقائع تثبت العكس.

تحرش جنسي وفساد مالي

وتلاحق نويل لو غريت عدداً من اتهامات التحرش الجنسي، أبرزها تلك التي كشفتها مؤخراً وكيلة الأعمال سونيا سويت، في حديثها إلى صحيفة "L'équipe"، إذ اتهمت رئيس الاتحاد بقول: "أخبرني وجهاً لوجه، في شقته، بوضوح شديد، أنه إذا كنت أريده أن يساعدني يجب أن أذهب معه إلى السرير".

وأضافت سويد مستنكرة: "رئيسي يراني أداة جنسية".

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، كشفت مجلة "سو فوت" عن سلوك غير لائق من غريت، ولا سيما الرسائل النصية ذات الطبيعة الجنسية، رغم دحضه لكل ما نسب إليه.

وحسب ذات المصدر، كشفت إذاعة "فرانس إنتر"، أن "سيدات عديدات اشتكين لبعثة التدقيق سلوك نويل لو غريت تجاههن". كما أكد مسؤول تنفيذي سابق في اتحاد كرة القدم الفرنسي "إطلاع المفتشين على الرسائل النصية ورسائل الواتساب، وهي بالتأكيد ليست غير قانونية، لكنها (...) تثير تساؤلات بالنظر إلى الارتباط الهرمي الذي كان قائماً بينهم (رئيس الاتحاد والسيدات)".

وتضاف إلى هذه الاتهامات بالتحرش شبهات الفساد المالي الذي تحوم حول الجهاز الذي يرأسه لو غريت. ووفق ما كشفت صحيفة "لوموند" سابقاً، فإن ميزانية بعثة المنتخب الفرنسي لمونديال روسيا، التي ناهزت 17.4 مليون يورو، تخللتها مصروفات مبالغ فيها، يصعب على الاتحاد الفرنسي تبريرها.

وأشارت الصحيفة إلى أقارب لو غريت، الذين استفادوا من علاوات مشبوهة من ميزانية الاتحاد، بعد توقيع الرئيس عقود عمل باسمهم في ذات الجهاز الرياضي. وفواتير أخرى بمئات آلاف اليوروهات تمويلات غير مبررة لأنشطة بعيدة عن اختصاص الاتحاد الفرنسي لكرة القدم.

TRT عربي