هل يستمر ماسك بتوفير الإنترنت الفضائي مجاناً لأوكرانيا؟ (Dado Ruvic/Reuters)
تابعنا

تستمر علاقات الملياردير الأمريكي وصاحب شركة "سبيس إكس" للأبحاث الفضائية، إيلون ماسك، مع كييف بالتوتر. منذ أن أعلن في تغريدة سابقة بأن "شبه جزيرة القرم أراض روسية تاريخياً" وأنها كذلك منذ 1783، وطالب بإجراء استفتاء برعاية الأمم المتحدة داخل الأراضي التي ضمتها روسيا حديثاً، يجري من خلاله تحديد مصير تلك الأراضي.

وزاد ذلك التوتر بعد خروج إعلامي جديدة لماسك، تذمر فيه مما وصفه بـ "الخسائر" التي تكبدتها شركته جراء توفيرها خدمة الإنترنت المجاني "ستارلينك" لأوكرانيا، مهدداً بوقفها إذا لم يتدخل البنتاغون لتمويلها. ما قد يضر بشكل كبير بالجيش الأوكراني، الذي يعتمد على تلك الخدمة في التواصل والتنسيق بين وحداته.

ادفعوا وإلا أوقفتها!

في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، نشرت شبكة "CNN" الأمريكية مضامين رسالة بعثتها شركة "سبيس إكس" إلى البنتاغون، تقول فيها الشركة بأنها غير قادرة على الاستمرار في تحمل تكاليف خدمة الإنترنت المجاني التي تقدمها لأوكرانيا، عبر شبكتها "ستارلينك".

وأضافت الشبكة الأمريكية بأن "سبيس إكس" طالبت في رسالتها البنتاغون "أن يتولى تمويل استخدام الحكومة الأوكرانية والجيش الأوكراني لستارلينك، والتي ستكلف الشركة أكثر من 120 مليون دولار لبقية العام، وقد تكلف ما يقرب من 400 مليون دولار للأشهر الـ12 المقبلة".

هذا وأثار الكشف عن هذه الوثيقة غضباً أوكرانياً وغربياً ضد ماسك، رابطين بين مطالبه فيها وتغريدة سابقة له تقول إن "القرم أراضٍ روسية منذ 1783".

وفي تفاعل مع الطلب، أوردت تقارير إعلامية أن البنتاغون يناقش موضوع تمويل خدمة "ستارلينك". ونقل موقع "بوليتيكو" عن مسؤولَين في وزارة الدفاع تأكيدهما، أن الوزارة قررت الدفع من أجل خدمة الإنترنت في إطار مبادرة المساعدة الدفاعية لأوكرانيا، والتي أنشئت أساساً لتقديم الدعم الناجع والمستدام لكييف من أجل مقاومة الغزو الروسي لأراضيها.

وفي السياق ذاته، ذكر تقرير لصحيفة "فاينانشل تايم"، أن الاتحاد الأوروبي أيضاً عازم على الدفع من أجل استمرار خدمة "ستارلينك" لأوكرانيا، حسب ما أفاد به ثلاثة مسؤولين أوروبيين للصحيفة البريطانية.

مع توارد الانتقادات إليه، وكذلك توارد أخبار استعداد الجهات الحكومية على الدفع، أعلن إيلون ماسك بشكل مفاجئ تراجعه عن طلب التمويل. وقال في تغريدة، بتاريخ 17 أكتوبر/تشرين الأول، أن "سبيس إكس سحبت طلب التمويل الذي بعثت به سابقاً إلى البنتاغون".

لماذا "ستارلينك" مهم للجيش الأوكراني؟

توفر خدمة "ستارلينك" التي أطلقتها شركة "سبيس إكس"، المملوكة لإيلون ماسك، أواخر عام 2020، خدمة الإنترنت السريعة إلى الزبائن في المناطق، حيث تُعدّ شبكات الإنترنت الأرضية الثابتة والمتحركة ضعيفة، عبر مجموعة أقمار صناعية موضوعة في مدار أرضي منخفض.

ومنذ اندلاع النزاع في أوكرانيا، لعبت هذه الشبكة دوراً محورياً مع إغلاق خدمات الإنترنت الأرضية وشبكات الهاتف المحمول. حيث يجري استخدامها بشكل واسع في الاتصالات الحكومية، كذلك في تنسيق العمل العسكري وتوجيه الصواريخ وجمع المعلومات على الأرض ونقلها بشكل أسرع.

وهو ما تؤكده الدكتورة مارينا ميرون، باحثة في الدراسات الدفاعية في كينغز كوليدج بلندن، بقولها: إن القوات الأوكرانية تستخدم الشبكة "من أجل التواصل، على سبيل المثال، بين المقرات والقوات في الميدان"، مُرجعةً ذلك لكون "ستارلينك لا يمكن تشويش إشاراتها مثل إشارات الراديو العادية، ويستغرق إعداد الأدوات 15 دقيقة فقط".

وزودت "سبيس إكس" أوكرانيا العديدَ من أجهزة استقبال "ستارلينك" منذ بداية الحرب، فيما كشفت الوثائق التي اضطلعت عليها "CNN" بأن الجيش الأوكراني طالب ماسك بـ8 آلاف جهاز استقبال إضافي، في يوليو/تموز المنصرم. هذا واحتفى نائب الرئيس الأوكراني، ميخايلو فيدروف، بـ"الدور الحيوي" الذي تلعبه "ستارلينك" في دعم قوات بلاده.

TRT عربي