هل أصبحت كوريا الشمالية مصدراً لتسليح الجيش الروسي؟ (Yuri Kadodnov/Others)
تابعنا

عادت قضية شراء روسيا لأسلحة من كوريا الشمالية لتطفو على سطح الحدث الدولي، بعد كشف الولايات المتحدة الخميس، عن أن موسكو تسعى للتوسط في صفقة جديدة مع بيونغيانغ لشراء أسلحة إضافية مقابل الغذاء، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى دعم هجومها المستمر على أوكرانيا.

وأشارت واشنطن إلى أن هذه المساعي الروسية تجري عبر وسيط سلوفاكي الجنسية يدعى أشوت مكرتيشيف ويُزعم أنّه يعمل على ترتيب صفقات أسلحة بين البلدين. ويأتي هذا بعد نحو ستة شهور من حديث تقارير استخباراتية أمريكية عن شراء روسيا ملايين القذائف المدفعية والصواريخ من كوريا الشمالية.

بوساطة أشوت مكرتيشيف

ووفق ما صرَّح به منسق الاتصال الاستراتيجي بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي الخميس فإن "الحرب المستمرة منذ عام أجبرت روسيا على التحول إلى أنظمة مارقة لمحاولة الحصول على أسلحة ومعدات لدعم عملياتها العسكرية في أوكرانيا". وأضاف كيربي، في مؤتمر صحفي، أن "هذا يرجع جزئياً إلى العقوبات الشاملة والقيود المفروضة على الصادرات التي فرضناها".

وفي حال نجحت صفقة شراء روسيا أسلحة من بيونغ يانغ، فإنها ستكون المرة الثانية من نوعها، بعد حديث تقارير استخباراتية أمريكية عن شحنة أولى شهر سبتمبر/أيلول الماضي، تضمنت ملايين القذائف المدفعية والصواريخ من كوريا الشمالية توجهت إلى أيدي مرتزقة مجموعة "فاغنر".

وأعرب كيربي عن قلق بلاده إزاء احتمال تقديم كوريا الشمالية مزيداً من الدعم للعمليات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، قائلاً: "لدينا معلومات جديدة تشير إلى أن روسيا تسعى بنشاط للحصول على ذخيرة إضافية من بيونغ يانغ".

وكانت هذه أول مرة تكشف فيها واشنطن عن هوية الوسيط في صفقات السلاح الكورية الشمالية. وهو شخص عُرّف باسم أشوت مكرتيشيف من براتيسلافا ويبلغ 56 عاماً، عمل على إبرام صفقات بيع ومقايضة أسلحة مع كوريا الشماليّة، وفق حديث منسق الاتصال الاستراتيجي بمجلس الأمن القومي الأمريكي.

تزامناً مع هذا، أعلنت الخزانة الأمريكية تطبيق عقوبات اقتصادية على مكرتيشيف. وقال بيان الوزارة الأمريكية أن مكريتشيف دخل في مفاوضات مع كبار المسؤولين الروس و"أكد استعداد روسيا لتلقي معدات عسكرية من كوريا الشمالية"، كما "جرى الانتهاء من الاستعدادات الروسية اللازمة لتنفيذ الاتفاق المقترح".

وأضاف البيان أنه: "بين أواخر 2022 وأوائل 2023 عمل (مكرتيشيف) مع مسؤولين كوريين شماليين لتأمين أكثر من 20 نوع أسلحة وذخيرة لروسيا، مقابل تزيد بونغيانغ بطائرات تجارية ومواد غذائية ومواد خام".

أسلحة كورية نحو روسيا

وتنفي بيونغيانغ بشكل قطعي تزويد موسكو بالأسلحة. وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، شهر سبتمبر الماضي، في بيان إن البلاد "لم تورد أي أسلحة إلى روسيا ولا تخطط لذلك". وفي ذات السياق أكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن كل ما أشيع بشأن حصول بلاده على ذخيرة من بيونغ يانغ مزيف.

وفي حديث سابق له، شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أوضح منسق الاتصال الاستراتيجي بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، أن هذه الصفقات "ليست فقط علامة على مدى استعداد كوريا الشمالية لمواصلة دعم روسيا، ولكن على الاحتياجات الدفاعية لروسيا ونواقصها".

ويرجح مختصون أن الأسلحة الكورية الشمالية نحو روسيا، تتكون بالأساس من القذائف المدفعية والصواريخ القصيرة ومتوسطة المدى. ووفق ما نقله موقع "ديفانس نيوز" عن النائب السابق لرئيس قسم كوريا في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بروس كلينجنر، فإن كوريا الشمالية يمكن أن تزود روسيا بقذائف 122 ملم و152 ملم، إضافة إلى قذائف لمنصات إطلاق صواريخ متعددة.

وأضاف كلينجر معللاً كلامه، بالقول إن "تلك الذخائر ستكون متوافقة مع الأنظمة الروسية، ومن الأنظمة التي تحاول كوريا الشمالية استبدال أنظمة أحدث بها".

وبخصوص طرق تسليم هذه الأسلحة يقول الباحث الدفاعي في مؤسسة راند بروس بينيت في حديثه لصحيفة "واشنطن بوست" إن بيونغ يانغ تستخدم طرقاً متعددة للتسليم من "أجل إبقاء الغرب بحالة تخمين".

وفي ذات السياق، يؤكد كين غوس الخبير في كوريا الشمالية في معهد "سي إن إي"، أن: "الكوريين الشماليين أنشؤوا طرقاً متشعبة لتصدير الأسلحة حول العالم تمكنهم بها المناورة". مضيفاً أن "الولايات المتحدة تراقب من كثب تحركات كوريا الشمالية"، ما يجعل الاعتماد على الطريق التقليدي عبر سيبيريا الأقل احتمالاً للاستخدام.

TRT عربي