متطوعون بوسنيون يجمعون المساعدات لضحايا الزلزال في تركيا وسوريا / صورة: AA (AA)
تابعنا

تربط دول البلقان بتركيا علاقات ودية متجذرة في القدم، وهو ما جددت تلك الدول التعبير عنه خلال كارثة الزلزال المدمر الذي تمر به البلاد، كونهم من الأوائل الذين هبوا للمساعدة، في وقت قدّم فيه قادتها واجب العزاء لتركيا وقيادتها.

وساهمت فرق البحث من كرواتيا وألبانيا والبوسنة والهرسك في إنقاذ عدد من العالقين تحت الأنقاض. كما خففت قوافل المساعدات الإنسانية القادمة من تلك الدول، معاناة كثير من المتضررين من الزلزال.

تعازٍ وفرق بحث

منذ اللحظات الأولى للزلزال، قدم قادة وكبار السياسيين في دول غرب البلقان تعازيهم لتركيا في أرواح ضحايا الكارثة. وزارت رئيسة وزراء جمهورية صربيا آنا برنابيتش السفارة التركية لدى بلغراد بعد صلاة الجمعة، ووقعت على دفتر التعازي. وكتبت برنابيتش: "تشارك جمهورية صربيا وشعبها الشعبَ التركي الصديق ألمهم وحزنهم. مستعدون لتقديم المساعدة اللازمة".

وفي بودابست، وقّع وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو، على دفتر التعازي في السفارة التركية. كما وقّع رئيس وزراء الجبل الأسود دريتان أبازوفيتش ذات الدفتر، وكتب: "شعب الجبل الأسود يقف إلى جانب البلد الصديق تركيا. تركيا أكثر من مجرد صديق لنا".

وفي كوسوفو، زارت رئيسة البلاد فيوزا عثماني، ورئيس الوزراء ألبين كورتي، السفارة التركية في العاصمة بريشتينا، لتقديم التعازي. ومن جانبها، قالت وزيرة الخارجية الألبانية أولتا شاكا، إن بلادها "قدمت المساعدة لتركيا منذ اللحظات الأولى (للزلزال)، وستواصل فعل ذلك".

بالإضافة إلى التعازي، أرسلت دول غرب البلقان فرقاً للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ. على رأسها البوسنة والهرسك التي بعثت 140 شخصاً، فيما أرسلت ألبانيا 88 بين مختصين في الإنقاذ وأطباء، وصربيا 45 وكرواتيا 40 وكوسوفو 30 و15 من الجبل الأسود.

وفي حديث إلى TRT world، أعرب قائد فريق الإنقاذ الألباني نبي موكاي، عن أن أفراد فريقه "شعروا بالارتباط الشديد وتقاسموا الألم لدرجة أن الضحايا كانوا مثل أفراد عائلاتهم".

وهو نفس التأثر الذي أبداه رئيس الوزراء البوسني فاضل نوفاليتش، خلال استقبال فريق المنقذين بعد عودتهم إلى ساراييفو. قائلاً: "لم يكن بإمكاني ولا بإمكانكم تخمين مدى صعوبة المهمة. بينكم مَن لن ينسى أبداً المشاهد التي رأيتموها هناك طوال العمر".

ومن بين إنجازات هذه الفرق، ما فعله الفريق الصربي بإنقاذه ثلاثة أشخاص، منهم فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً عُثر عليها بعد 108 ساعات وانتشالها حية من تحت الأنقاض. إضافة إلى شخصين عُثر عليهما باستخدام معدات خاصة.

قوافل إغاثية وتبرعات

إضافة إلى فرق الإنقاذ، أطلقت منظمات وجمعيات مدنية ورسمية في البوسنة والهرسك والجبل الأسود وصربيا وشمال مقدونيا وألبانيا وكوسوفو حملات لجمع المساعدات الإنسانية. وتشمل هذه الحملات جمع مواد غذائية وملابس وأغطية وتبرعات نقدية سيجري إيصالها إلى المتضررين من الكارثة.

وقال السفير التركي في بودغوريتسا، عاصمة الجبل الأسود باريس كالكافان إن "27 طناً من المساعدات، بالإضافة إلى جمع ما يقرب من 400 ألف يورو (42696 دولارًا) مساعدات نقدية، يُظهر مدى قرب شعب الجبل الأسود من الشعب التركي".

وأوضح السفير التركي لدى بلغراد هامي أكسوي، أن الشعب الصربي بعث هو الآخر مساعدات إلى تركيا. قائلاً: "أظهرت صربيا أنها صديقة حقيقية لتركيا. ساعدتنا صربيا، دولةً، بأكملها، من خلال التبرعات العينية والنقدية". وأضاف أنه سيجري إرسال ما يقرب من 3000 مدفأة، تبرع بها رجل أعمال صربي "لأطفال غازي عنتاب".

وأرسلت البوسنة والهرسك نحو 60 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى ضحايا الزلزال المدمر. كما نظمت مؤسسة خيرية، ماراثون عدو توجهت عائداته إلى جهود الإغاثة. ومن مقدونيا الشمالية، جرى تحميل نحو 25 طناً من المواد الغذائية ومستلزمات النظافة بالإضافة إلى 4000 بطانية على شاحنتَين لتسليمها إلى الهلال الأحمر التركي.

TRT عربي