روسيا تهدّد بنشر صواريخ نووية في منطقة البلطيق رداً على مساعي فنلندا والسويد للانضمام إلى الناتو. (Reuters)
تابعنا

على الرغم من التحذيرات الروسية والتهديد بإشعال حرب نووية في الشمال، تسارع السويد وفنلندا -وهما ليستا عضوين في الناتو- للردّ على بيئة أمنية أكثر تهديداً، إذ أجبرت الحرب الأوكرانية الجارتين الشماليتين على إطلاق مناقشات عما إذا كان اعتمادهما الراسخ على الحياد العسكري لا يزال أفضل وسيلة لضمان أمنهما القومي.

وفيما بدأ البرلمان الفنلندي مناقشة تقرير يحدد تداعيات ومخاطر عضوية الناتو، قالت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي يوم الثلاثاء إن السويد ستسرع مراجعتها للسياسة الأمنية، التي تتضمن وجهة نظر حول عضوية محتمَلة في الناتو، على أن تُنشَر النتيجة في منتصف مايو/أيار القادم.

في المقابل حذّرَت روسيا مراراً وتكراراً من عواقب وخيمة إذا انضمّت فنلندا والسويد إلى الناتو، وقالت مؤخراً إنها ستردّ بنشر أسلحة نووية وصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت في كالينينغراد الواقعة على بعد 500 كيلومتر فقط من العاصمة السويدية.

قدر واحد ومصير مشترك

في وقت سابق من هذا الأسبوع أعرب البرلمان الفنلندي عن دعمه الانضمام إلى نوع من التحالف العسكري، ومن المتوقع اتخاذ قرار بشأن تقديم عضوية الناتو في غضون أسابيع.

التحركات الفنلندية دفعت ليندي إلى القول: "إذا قررت فنلندا الانضمام إلى الناتو أخيراً، وكل شيء يشير إلى هذا الاتجاه، فسيكون لذلك تأثير كبير في قرارنا"، خصوصاً أن فنلندا أقرب حليف عسكري للسويد. فإذا مضت هلسنكي قدماً في طلب الانضمام إلى الناتو، فسيؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على ستكهولم لتحذو حذوها.

فيما تزايد الزخم في السويد لكي تتقدم البلاد بطلب للحصول على عضوية الناتو بعد أن أيدت أكبر صحيفة مبيعاً هذه الخطوة وأظهر استطلاع للرأي أن عدداً قياسياً من السويديين يؤيد الفكرة. أما فنلندا فكانت نتائج استطلاعات الرأي حول عضوية الناتو ثابتة عند 20-30% طوال العقدين الماضيين، لكن الغزو الروسي لأوكرانيا زاد نسب التأييد إلى أكثر من 60%.

قرار صعب

لطالما روّجَت السويد قدرتها على البقاء خارج النزاعات المسلحة لأكثر من قرنين من الزمان. من جانبه كتب أندرس ليندبرغ في صحيفة افتونبلاديت الأربعاء: "لا أرى كيف أن عدم الانحياز عسكرياً يكون كافياً إذا تصرفت روسيا كما تفعل اليوم ضد أوكرانيا غير المنحازة على حد سواء. لا أعتقد أن روسيا تنوي التوقف عند هذا الحد، لذلك يجب أن يؤخذ الخطاب الروسي على محمل الجد".

فيما يرجّح الخبراء أن تدعم دول الناتو العضوية الفنلندية والسويدية كوسيلة لتشديد الأمن في بحر البلطيق، بما يعزّز الدفاع عن إستونيا ولاتفيا وليتوانيا. لكن المسؤولين في هلسنكي وستكهولم يتطلعون بقلق إلى الانتخابات الفرنسية في نهاية الأسبوع التي تَعهَّدت فيها المرشحة الرئاسية اليمينية مارين لوبان بإخراج فرنسا من الهياكل العسكرية لحلف الناتو.

من جانبه نوّه الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف الخميس، بأنه "ليس من المناسب ربط انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو بالوضع في أوكرانيا، إذ كانت الدولتان تدرسان الانضمام إلى الناتو قبل بدء الصراع في أوكرانيا".مشيراً إلى أن الرأي العامّ في فنلندا والسويد بشأن الانضمام إلى الناتو "منقسم إلى النصف تقريباً" على الرغم من الدعاية.

روسيا تحشد العتاد شمالاً

وأضاف ميدفيديف، وهو حليف وثيق لفلاديمير بوتين، أن روسيا ستُعزِّز جميع قواتها في المنطقة إذا انضمت الدولتان من شمال أوروبا إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وهي التصريحات التي وصفتها صحيفة الغارديان البريطانية بأنها أحدث الأمثلة على قعقعة سيوف الكرملين النووية بهدف ردع الدعم الغربي لأوكرانيا.

لكن وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوشوسكاس ادّعى في منتصف أبريل/نيسان الجاري أن روسيا لديها بالفعل أسلحة نووية مخزَّنة في منطقة كالينينغراد على سواحل البلطيق المتاخمة لليتوانيا وبولندا. من جانبه أفاد اتحاد العلماء الأمريكيين (FAS) في عام 2018 بأن مستودعات تخزين الأسلحة النووية في كالينينغراد حُدّثَت.

والخميس قالت صحيفة التايمز البريطانية إن روسيا بدأت تحديث أسطولها الشمالي بمئات الأسلحة والمعدات رداً على التوترات المتزايدة بشأن الحرب في أوكرانيا ومناقشات فنلندا والسويد للانضمام إلى الناتو. ونقلت الصحيفة تصريحات سيرغي شويغو التي جاء فيها: "وسط التدهور الدراماتيكي للوضع العسكري والسياسي في أوروبا، سنعزّز أسطولنا البحري في بحر بارنتس والمناطق المحيطة به بأكثر من 500 نظام أسلحة متقدمة".

TRT عربي