تقارير جديدة تكشف دعم موسكو لسيف الإسلام  القذافي (Paul Hackett/Reuters)
تابعنا

تترقب ليبيا نهاية العام انتخاباتها الرئاسية، في واقع تعب فيه الليبيون من دوامة الحرب المستمرة التي دخلت فيها بلادهم منذ أن ثاروا على رئيسها السابق، معمر القذافي. فيما يستبشرون بعودة المسار السياسي السلمي بعيد إجرائها.

أمانٍ يجتمع عليها الشعب الليبي، لا يهدد تحققها سوى شبح عودة النظام السابق من جديد، مجسداً في نجل من خلعوه سابقاً بالقوة، سيف الإسلام القذافي، الذي لم يخفي نيته في الرجوع لاستعادة "عرش أبيه" خلال خروج إعلامي أخير له بعد سنوات من الاختفاء.

لم تكن روسيا تنتظر أكثر من تلك الدعوة لإعلان اصطفافها خلف ابن العقيد في الانتخابات القادمة، هذا ما تكشفه تقارير إعلامية أخيرة. وتكشف كذلك أن اعتماد موسكو على المشير خليفة حفتر بات مهددًا بعد ظهور سيف الإسلام، الذي رأى فيه بوتين الورقة الأنسب لاستمرار تدخل موسكو، سياسياً وعسكرياً، في أغنى بلد بشمال إفريقيا من ناحية موارده النفطية.

مناورة بوتين الأخيرة

"سألته إن كان لا يزال سجيناً، فقال إنه حرٌّ ويعتزم العودة إلى الساحة السياسية" بهذه الكلمات نقل صحفي نيويورك تايمز، روبرت وورث، نية سيف الإسلام القذافي عودته إلى الساحة السياسية الليبية عبر بوابة انتخاباتها الرئاسية القادمة. كان ذلك خلال خروج إعلامي نادر له بعد اختفاء دام سنوات، في لقاء صحفي أجرته معه الصحيفة الأمريكية أواخر شهر تموز/يوليو الماضي.

لم ينتظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر من هذه دعوة لوضع كل رهانه على الهارب العائد، بأن يكون رجله خلال الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 24 كانون الأول/ديسمبر القادم. هذا ما يكشف تقرير لوكالة بلومبورغ، نقلًا عن ثلاثة مسؤولين روس، أكدوا توجه موسكو في هذا الإطار.

"إن روسيا تضغط على المشير خليفة حفتر لدعم خصمه سيف الإسلام القذافي الذي ترى فيه مرشحها الذي لن يُقهر خلال الانتخابات القادمة" ينقل تقرير بلومبورغ، مضيفاً أن بوتين الذي "راعته" مقاطع إعدام معمر القذافي "يعتبر ليبيا قضية شخصيَّة بالنسبة إليه".

ونقلاً عن أحمد المسماري، المتحدث الرسمي باسم قوات حفتر، بأنهم "لم يتخذوا قراراً" حول الانتخابات، حسب ما جاء في التقرير، وأن قرارهم رهين بـ "النص الدستوري وقوانين الانتخابات التي لم يحسم في أمرها بعد". وحول ما إذا تعرض حفتر لضغط روسي من أجل دعم سيف الإسلام، نفى المسماري علمه بذلك.

بالمقابل، لم يعلن إلى حد الآن أي من الفرقاء الليبيين نيته الترشح للرئاسيات القادمة، لكن هذا لا ينفي عزم حفتر ترشيح نفسه. بينما الانتخابات الرئاسية الليبية القادمة، والتي يتأمل فيها الليبيون أن تكون حبل نجاتهم من سنوات الحرب الطاحنة التي تعرفها البلاد أتمت عقدها الأول، يرجح التقرير المخاوف حول إمكانية أن تمثل نتائجها مثار نزاع لا يقل دموية عن الجاري.

دولياً، ما الموقف من خطط الروس الجديدة؟

إعادة القذافي إلى حكم ليبيا يعني أن "روسيا قادرة على تمزيق كل مخططات الغرب" يقول مستشار سياسي في الكرملين لبلومبورغ. فيما يورد تقريرها بأن لعبة بوتين "الأكثر رعونة" هذه تلقى موافقة من القاهرة، حسب ما أكده لها متحدثان من موسكو.

وإضافة إلى مصر، فإن عودة القذافي إلى الحكم تخدم مصالح إيطاليا الاقتصادية، وبالتالي هي الأخرى توافق على خطة الروس. بالمقابل تعارضها الإمارات وباريس، الداعمين الآخرين لخندق حفتر، صعود اسم القذافي مجدداً على رأس هرم السلطة بالبلاد.

وبينما لا يزال سيف الإسلام القذافي مطالباً لدى العدالة الدولية بارتكابه جرائم حرب وقت الثورة الليبية، يحاول استثمار التذمر الشعبي من الحرب الدائرة ليوسع نطاق شعبيته تحضيراً للسباق الانتخابي القادم.

TRT عربي