قَتَل الجيش الإسرائيلي 324 فلسطينياً وأصاب نحو 17 ألفاً خلال عام 2021 (AA)
تابعنا

يرى مراقبون أن مقتل ضابطَي نخبة إسرائيليَين ليل "الأربعاء-الخميس" على يد زميلهما بالخطأ، بعد أن اعتقد أنّهما فلسطينيان، هو نتيجة لسياسة "يد خفيفة على الزناد" الّتي تنتهجها إسرائيل ضدّ الفلسطينيين.

وفجر الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، عن مقتل ضابطين عن طريق الخطأ، داخل معسكر قرب غور الأردن (شرق).

وقال الجيش في بيان آخر، إنّ "الضابطين اللذين قُتِلا بنيران صديقة في غور الأردن، هما الرائد أوفيك أهارون، 28 عاماً، والرائد إيتمار إلحرار، 26 عاماً، وهما من قادة وحدة إيغوز (النخبوية)".

ووفق تحقيق الجيش الإسرائيلي، الذي نشر موقع "واللا" الإخباري نتائجه، تبيّن أنّ الضابطين القتيلين خرجا بغرض تمشيط المنطقة، من أجل العثور على قطعة مسروقة من الوحدة، خاصة بالرؤية الليلية.

وبالتوزاي خرج ضابط آخر من الوحدة، للعثور على الأداة المسروقة دون علمهما، واشتبه بهما في الظلام، فأطلق عليهما الرصاص، من مسافة قصيرة، فأرداهما قتيلين".

تعليمات إطلاق النار

وفي 12 ديسمبر/كانون الثاني الماضي قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) إنّ الجيش أتاح لجنوده إطلاق النار على الفلسطينيين، مُلقي الحجارة والزجاجات الحارقة، حتّى بعد الانتهاء من إلقائها، وأثناء انسحاب الشبان من المكان، أي دون أن يشكلوا خطراً على الجنود.

بدورها، قالت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، في حينه إنّ القوات الإسرائيلية لا تستخدم إطلاق النار في الضفة الغربية ضمن ظروف خاصة، وإنّما "كإجراء روتيني"، حتّى دون أن يشكّل المستهدفون خطراً على تلك القوات.

فطرة مكتسبة

يقول أستاذ الإعلام بجامعة القدس، محمود فطافطة، إنّ وقوع مثل هذا الحادث، غير مستغرب.

وأرجع ذلك إلى عدة أسباب بينها البُعد النفسي الأمني "فهذه دولة قائمة على الظلم والاحتلال، وبالتالي هذا الجندي المحتل القاتل لا يفكّر إلّا في أمرين: إما أن يَقتُل أو يُقتَل، بالتالي يده على الزناد أو بيت النار، كما يُقال".

وأشار إلى دور المناهج الدراسية وميادين الرماية والتدريب، في جعل مسألة إطلاق النار على الفلسطيني، أمراً طبيعياً، بالنسبة للجنود والمستوطنين.

ويضيف: "إطلاق النار أصبح مسألة طبيعية واعتيادية ضمن ما يُسمّى بالفطرة المُكتَسبة، في علم النفس الأمني، بالتالي ما حدث مع الضابطين أمر طبيعي، لأنّ الجندي ظنّ أنّهما عربيان".

إفراط إسرائيلي

من جهته، يقول عبد الله أبو رحمة، مسؤول دائرة العمل الشعبي بهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، إنّ تعليمات إطلاق النار في الفترة الأخيرة، تستهدف الفلسطينيين المشاركين في التظاهرات السلمية، حتّى في حال انسحابهم.

ويضيف في حديثٍ لوكالة الأناضول: "هناك إفراط في التعامل العدواني مع الفلسطيني؛ إنّهم (الجنود) يتعاملون مع الفلسطينيين بفوْقية، وكأنّ الفلسطينيين طبقة دُنيا".

ويبيّن أنّ تسعة فلسطينيين استشهدوا في فعاليات المقاومة الشعبية ببلدة "بيتا" شمالي الضفة، خلال ثمانية أشهر ، وهذا "مؤشّر واضح على عنف الاحتلال والتعليمات بإطلاق النار".

وقال إنّ ما جرى للضابطين الإسرائيليين، في القاعدة العسكرية الإسرائيلية "انعكاس لما يجري مع الفلسطينيين".

وأضاف: "أوامر إطلاق النار في حال الاشتباه بوجود فلسطيني، انعكست عليهم بإطلاق النار على بعضهم البعض، وكانت نتيجة الأوامر أنّ الضربة جاءت في جنودهم".

اليد على الزناد

بدوره، يشير موسى أبو هشهش، الباحث الميداني بمنظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية إلى أنّ يد الجندي الإسرائيلي، "دائماً على الزناد بادّعاء الخوف، وهذا ادّعاء باطل لأنّه لا يمكن لدولة نووية أن تخاف من شعب أعزل".

وتابع: "تعلموا دائماً أنّ يدهم على الزناد، ونسوا أنّهم مع بعضهم في قاعدة عسكرية".

وبين يناير/كانون الأوّل ومنتصف ديسمبر/كانون الثاني 2021 قَتَل الجيش الإسرائيلي 324 فلسطينياً وأصاب نحو 17 ألفاً في الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس، وقطاع غزة، وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.

TRT عربي - وكالات