يغفيني بريغوجين، مؤسس شركة التعهدات الأمنية "فاغنر". / صورة: Getty Images (Mikhail Metzel/Getty Images)
تابعنا

أصبح قائد مجموعة "فاغنر" ورجل الأعمال الروسي، يغفيني بريغوجين، يكتسب صلاحيات واسعة داخل الكرملين، تجعله في مركز متساوٍ مع وزراء السيادة كالخارجية أو الدفاع. لقربه الكبير من الرئيس فلاديمير بوتين، كما للدور الذي تلعبه "فاغنر" خلال الحرب الأوكرانية الجارية، منذ اندلاعها في 24 فبراير/شباط الماضي.

هذا ما صرَّح به رجل أعمال روسي آخر ومعتقل سياسي سابق، ميخائل خودروفسكي، في مثوله في شهادة أمام البرلمان البريطاني، يوم الثلاثاء، مؤكداً النفوذ المتصاعد لبريغوجين داخل مركز السلطة السياسية في البلاد، ما مكّنه من التأثير في القرارات السياسية والعسكرية الروسية.

يعامل معاملة الوزراء!

وحسب شهادة لخودروفسكي، أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، فإن يغفيني بريغوجين أصبح يمتاز بنفس القدر من الوصول إلى الرئيس بوتين، مثله مثل وزير الخارجية سيرجي لافروف أو وزير الدفاع سيرجي شويغو. مضيفاً أنه من كان وراء تعيين الجنرال سيرجي سوروفكين لقيادة العملية العسكرية في أوكرانيا مؤخراً.

ويرجع المعارض الروسي المقرب من الغرب هذا النفوذ المتصاعد لبريغوجين، إلى الدور الذي يلعبه مرتزقة "فاغنر" في الحرب الأوكرانية، وصعود شعبيتها بشكل كبير في البلاد. واتهم خودروفسكي "فاغنر" بأنها "متورطة في أعمال الإرهاب والقتل"، كما اتهم الرئيس الروسي باستغلال هؤلاء المرتزقة "الذين يجنَّدون في غالب الأحيان من السجون"، لأنهم "يسمحون له بالكذب وإنكار المسؤولية وتنفيذ سياسة خارجية غير قانونية"، على حد وصفه.

وفي ذات السياق، تطرق خودروفسكي إلى آثار التعبئة العسكرية التي أعلن عنها بوتين سابقاً، شهر سبتمبر/أيلول، قائلاً إنها "ضربة خطيرة لصناعة الدفاع لبوتين وللاقتصاد الروسي". إذ دفعت، حسب تقديره، بما يزيد على 700 ألف روسي إلى الهجرة للخارج.

هذا قبل أن يحث المملكة المتحدة على استقبال هؤلاء الفارين، والاستفادة من خبراتهم، كون "هؤلاء الأشخاص هم الأكثر نشاطاً وتعليماً، ولديهم موارد مالية مهمة".

ما دور فاغنر في أوكرانيا؟

يقدر خودروفسكي، أن أكثر من 7000 مقاتل تحت راية "فاغنر" في أوكرانيا اليوم. ولأول مرة منذ إنشائها، اعترف يغفيني بريغوجين، في شهر سبتمبر الماضي، أنه المؤسس والمدير التنفيذي لشركة التعهدات الأمنية الروسية، وأنه بنفسه "نظف البنادق القديمة وبحث عن السترات الواقية" لمقاتليها الأوائل.

فيما يقرأ محللون في هذا الإقدام المفاجئ لبريغوجين على الخروج من الظل، والاعتراف بكونه جندي الخفاء الواقف وراء تأسيس "فاغنر"، في سياق سعيه لتلميع صورته أمام الرأي العام الروسي وتسويق نفسه "محارباً ملحمياً" دفاعاً عن البلاد وأمن شعبها.

بالمقابل، تنفذ فاغنر عملياتها في أوكرانيا منذ 2015، لكن وجودها العسكري تضاعف خلال العملية العسكرية الروسية الأخيرة. ووفقاً لتقارير استخباراتية بريطانية، فإن نوعية المهمات العسكرية المنوطة بـ "فاغنر" شهدت تغييراً كبيراً منذ دخولها الأول للأراضي الأوكرانية، وأصبحت تتكلف أكثر بمهمات الاشتباك الواسع النطاق "للنقص الكبير الذي تواجهه روسيا في المقاتلين المشاة".

ومع زيادة الطلب على خدماتها، أصبحت فاغنر تتبع طرقاً غير تقليدية في التجنيد، إذ توجهت إلى المساجين من أجل توظيف المقاتلين، وهو ما رُصد في مقطع فيديو يصور بريغوجين في أحد السجون الروسية يعد قاطنيها بحذف عقوباتهم الحبسية إذا وفقوا على القتال ضمن قواته.

هذا وترى تقارير استخباراتية أمريكية، بأن هذا النسق الجديد في التجنيد يؤثر سلباً على فعالية قوات فاغنر، إذ في أغلب الأحيان لا يتلقى المرتزقة الجدد تدريباً بما يكفي لخوض تلك العمليات العسكرية.

TRT عربي