متى تنطفئ الشمس، وما الذي ستصير إليه بعد موتها؟ (istock/Getty Images)
تابعنا

بعد دراسة معمقّة لتاريخها وطبيعتها، توصّل فريق دولي مؤلّف من مجموعة كبيرة من علماء الفلك إلى توقعات لطريقة موت الشمس، مركز مجموعتنا الشمسية ومصدر الضوء الذي تنعم به الكرة الأرضية.

وحددّ الفريق المراحل التي يُنتظر أن تمرّ بها شمسنا قبل أن تنطفئ وترحل إلى الأبد.

وبحسب الدراسة التي نشرتها مجلة "ساينس أليرت" العلمية، فإنّ "السديم الكوكبي" الموجود في المجموعة الشمسية، وهو عبارة عن غيمة مكونة من غاز الهيدروجين والغبار والبلازما، ما هو في الحقيقة إلا الجثّة الشمسية في مرحلة من مراحل تطوّرها.

موت الشمس

يبلغ عمر الشمس نحو 4.6 مليار سنة، حيث تقاس بعمر الأجسام الأخرى في النظام الشمسي، والتي تشكّلت في نفس الوقت تقريباً.

وبناءً على فحص وملاحظة النجوم الأخرى، يتوقّع علماء الفلك أنّ الشمس ستصل إلى نهاية عمرها بعد حوالي 10 مليار سنة أخرى.

ويذهب الباحثون إلى أن في تلك الأثناء ستشهد المجموعة الشمسية تحوّلات هائلة، ففي غضون 5 مليار سنة، من المنتظر أن تتحوّل الشمس إلى "عملاق أحمر"، وسوف يتقلّص لُبّها، لكنّ طبقاتها الخارجية ستمتد إلى مدار المريخ، وتبتلع كوكب الأرض خلال هذه العملية، إن لم يكن قد دُمِّر بالفعل.

لماذا لن نشاهد تلك العملية؟

بحسب المصادر العلمية، فإن للبشر نحو مليار سنة على الأقصى يقضونها على الكوكب الأزرق، وذلك بحسب الأبحاث التي تشير إلى أنّ "سطوع الشمس يزداد بنحو 10٪ كل مليار سنة"، أي أنّ كوكبنا لن يكون صالحاً للحياة في ذلك الوقت.

وعلى هذا النحو، يؤدي ارتفاع معدل السطوع الشمسي إلى إنهاء كافة أشكال الحياة على كوكب الأرض، وستتحوّل المحيطات الزرقاء المهولة إلى صحراء قاحلة ميّتة بفعل الحرارة المرتفعة التي ستُبخّر كل الماء على الكوكب.

متى تتحوّل الشمس إلى "الأحمر العملاق"؟

من خلال عقد مقارنة مع 90% من حالات النجوم الأخرى التي شهدت ظاهرة "الأحمر العملاق"، استخدمت دراسة أُجريت عام 2018 "النمذجة الحاسوبية" لتحديد موعد تحوّل الشمس إلى تلك الظاهرة.

ووفقاً للدراسة، من المرجّح أن تتقلّص شمسنا من عملاق أحمر لتصبح قزماً أبيض ثم تنتهي في حالة "السديم الكوكبي".

وبحسب ألبرت زيلسترا، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة مانشستر في المملكة المتحدة، وأحد مؤلفي الورقة البحثية المنشورة عام 2018 في مجلة "ناتشر" العلمية، فإنّه "عندما يموت نجم، يقذف كتلة من الغاز والغبار، تُعرف باسم الغلاف، باتجاه الفضاء. ويمكن أن يصل الغلاف إلى نصف كتلة النجم تقريباً، وهذا يكشف عن قلب النجم الذي يشعله (يجعله ملتهباً) إلى أن ينفد الوقود، ثم ينطفئ قبل أن يموت في النهاية".

موت أقرب من المتوقَّع

وأردف زيلسترا: "عند هذه الحالة يجعل اللب الساخن الغلاف المقذوف يلمع بشكل ساطع لنحو 10 آلاف عام، وهي فترة قصيرة في علم الفلك. وهذا ما يجعل السّدم النجمية مرئية، لكن يصبح النجم نفسه (أو الشمس) أضعف من أن يُرى".

واستطاعت "النمذجة الحاسوبية" أن تُظهر بعض البيانات المهمة، حيث أوضحت أن الشمس تقترب من الحد الأدنى لكتلة نجم يمكنه إنتاج سديم مرئي.

وتوصلّت الأبحاث إلى أنّ أيّ نجم تقلّ كتلته عن نحو 1.1 مرة من كتلة الشمس لن يُنتج سديماً مرئياً، لذا فإن النجوم الأكبر التي تصل كتلتها إلى 3 أضعاف كتلة الشمس، ستنتج سديماً أكثر إشراقاً، وبمعنى آخر فإنّ مرحلة سطوع الشمس قبل نهايتها باتت قريبة جداً بعكس التوقعات.

TRT عربي
الأكثر تداولاً