يصرّ الفلسطينيون على أن القدس الشرقية هي عاصمة لدولتهم المستقبلية فيما تعتبر إسرائيل أن القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لها  / صورة: AA (AA)
تابعنا

تحولت مسيرة الأعلام الإسرائيلية في مدينة القدس الشرقية إلى عنوان لصراع فلسطيني إسرائيلي على السيادة في مدينة القدس الشرقية.

وتنطلق المسيرة الخميس تزامناً مع ذكرى احتلال إسرائيل للقدس الشرقية (7 يونيو/حزيران 1967)، لكن حسب التقويم العبري.

وتطلق عليها إسرائيل اسم "مسيرة الأعلام" أو "رقصة العلم"، إذ يحمل آلاف المشاركين الأعلام الإسرائيلية ويرقصون عند باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة، فيما يصفها الفلسطينيون بـ"مسيرة الأعلام الاستفزازية".

ويُصِرّ الفلسطينيون على أن القدس الشرقية هي عاصمة لدولتهم المستقبلية، فيما تعتبر إسرائيل أن القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لها.

وفعلياً، بدأت مسيرة الأعلام في سبعينيات القرن الماضي، ولكنها لم تكُن تمُرّ من باب العامود. لكن منذ سنواتٍ بدأت أعداد المشاركين بالمسيرة المارّين من خلال باب العامود تزداد.

خطوة غير مسبوقة

برز اسم هذه المسيرة بشكل أكبر عام 2021، عندما هددت فصائل فلسطينية بإطلاق الصواريخ من غزة على القدس الغربية في حال السماح بالمسيرة، فجرى تأجيلها عن موعدها لعدة أسابيع قبل أن تجري تحت إجراءات أمنية مشددة.

وفي 2022 أجْلَت إسرائيل منطقة باب العامود من الفلسطينيين وفرضت منطقة عازلة في محيط موقعها لتمكين المسيرة بحراسة آلاف من عناصر الشرطة.

والاثنين، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المسيرة ستقام في موعدها ومسارها رغم تحذيرات من إمكانية تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية مجدداً بعد أن دعت فصائل فلسطينية إلى إلغائها.

وفي خطوة غير مسبوقة، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن 4 وزراء على الأقل سيشاركون بالمسيرة.

والأربعاء الماضي، نشرت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، خريطة تشير إلى أن المسيرة ستجري بمسارين: الأول يبدأ من القدس الغربية مروراً بباب الخليل، أحد أبواب البلدة القديمة، ثم قُبالة الحي الأرمني، وصولاً إلى حائط البراق، على أن يبدأ الثاني من القدس الغربية مروراً بباب العامود، ثم طريق الواد، وصولاً إلى حائط البراق.

ويُعَدّ المسار الثاني إشكالياً بالنسبة إلى الفلسطينيين الذين يعتبرون المسيرة "استفزازية"، كونها تمُرّ من باب العامود وطريق الواد بالبلدة القديمة.

ما مسيرة الأعلام؟

وفق الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) فإنه "في يوم القدس تقام الاحتفالات داخل القدس وخارجها"، وإنّ "الحدث الرئيسي لهذا اليوم هو مسيرة الأعلام، أو رقصة الأعلام، التي تُقام في ساعات بعد الظهر".

ويذكر البرلمان الإسرائيلي في موقعه الإلكتروني: "يأتي في هذا الحدث آلاف الأشخاص إلى القدس، معظمهم من الشباب من الحركة الدينية الصهيونية، ويقوم المحتفلون بمسيرة كبيرة مصحوبة بالغناء والرقص والتلويح بالعلم، تبدأ من وسط المدينة وتدخل البلدة القديمة، وتنتهي عند الحائط الغربي (حائط البراق) في صلاة شكر جماعية".

صراع على السيادة

يقول زياد الحمّوري، مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية (غير حكومي)، إنّ "إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال تعتبر أن مسيرة الأعلام الاستفزازية هي مظهر من مظاهر ما تسمّيه توحيدها للقدس بشطريها وسيطرتها على القدس الشرقية".

وأشار الحمّوري إلى أن "السلطات الإسرائيلية اعتادت أن تفرض على أصحاب المحالّ التجارية الفلسطينيين في المنطقة التي تمُرّ من خلالها المسيرة، وخصوصاً البلدة القديمة، إغلاق محالّهم التي غالباً ما تتعرّض لاعتداءات وتخريب من قِبل المتطرفين في أثناء المسيرة".

تحريض وعنف

وتقول مؤسسة "عير عميم"، وهي مؤسسة يسارية إسرائيلية تُعنى بشؤون القدس، إنّ "موكب الأعلام هو عرض من التحريض والعنصرية والعنف".

المؤسسة التي يعني اسمها مدينة الشعوب باللغة العبرية، ذكرت في "ورقة موقف" أنه "كما هو موثَّق منذ سنوات عديدة فإن المسيرة ليست احتفالاً بحرّية التعبير، بل هي احتفال بالتحريض والعنصرية والعنف وسحق حقوق السكان الفلسطينيين وأصحاب الأعمال على طول الطريق التي تمُرّ بها".

ولفتت إلى أنه جرى توثيق عنف المتظاهرين في لقطات مصورة للمسيرات منذ عام 2010، وتتضمن عنفاً لفظياً وهتافات مثل "الموت للعرب"، و"الموت لليسار"، و"سيقام المعبد" في إشارة إلى الهيكل، و"ستحرق قريتكم" و"محمد مات".

وأشارت الجمعية اليسارية الإسرائيلية إلى أن المتظاهرين خلال المسيرة "يقرعون أبواب المنازل (الفلسطينية) بقوة، وتعرضت المتاجر في الشارع أكثر من مرة للتخريب، بما في ذلك وضع الغراء على أقفال المحلات، وإتلاف اللافتات والمصابيح، وكتابة شعارات بغيضة".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً