أعلنت شركة الطيران الأوروبية الرائدة لوفتهانزا إلغاء 33 ألف رحلة هذا الشتاء أو 10% من رحلاتها بسبب تراجع الحجوزات (Reuters)
تابعنا

قبل شهر ونصف من الدورة الأولمبية الشتوية في بكين في الرابع من فبراير/شباط، لم تتردد الصين في عزل سكان شيآن الصينية البالغ عددهم 13 مليوناً بسبب عودة تفشي وباء كورونا، بموجب سياستها الصارمة القاضية بـ"صفر حالة كوفيد".

ومع ذلك، هناك بصيص أمل قبل أعياد نهاية السنة، فقد أظهرت دراسات أولية من جنوب إفريقيا واسكتلندا وإنكلترا أنه يبدو أن أوميكرون تتسبب في عدد أقل من حالات دخول المستشفى من المتحورة دلتا. ووفقاً لوكالة الصحة البريطانية فإن المرضى المصابين بالمتحورة الجديدة لديهم فرص تفادي دخول المستشفى بنسبة تصل إلى 70%.

إصابات قياسية في بريطانيا

في المملكة المتحدة، البلد الذي تضرر بشدة من عودة تفشي الوباء، سُجّل ما يقارب 120 ألف حالة إضافية بكوفيد-19 الخميس، في رقم قياسي جديد.

وتتجاوز الزيادة على سبعة أيام 50% وبدأ عدد الحالات التي تستلزم دخول المستشفى بالارتفاع خصوصاً في لندن. وأعلنت ويلز وإيرلندا الشمالية واسكتلندا قيوداً أكثر صرامة. لكن في إنكلترا، تستمر حكومة بوريس جونسون في المماطلة.

وأحصت فرنسا ما يزيد على 90 ألف إصابة جديدة في 24 ساعة، في رقم قياسي لم يسبق تسجيله منذ بدء الوباء في مارس/آذار 2020، بحسب أرقام نشرتها الدوائر الصحية الرسمية الخميس.

وتراهن السلطات الفرنسية على التطعيم أكثر من اعتمادها على فرض قيود جديدة حاليا. ودعا الرئيس إيمانويل ماكرون الفرنسيين إلى "الاعتناء ببعضهم البعض" لا سيما عن طريق الفحوص أو الفحوص الذاتية لكشف الإصابة قبل لقاء أقاربهم بمناسبة أعياد نهاية السنة.

إسبانيا

في الأثناء، أعادت إسبانيا إحدى الدول التي سجّلت أعلى معدلات تلقيح في العالم، فرض وضع الكمامة في الخارج. ومع ارتفاع عدد الحالات قررت الحكومة جعل وضع الكمامة إلزامياً في الخارج اعتباراً من الخميس. وسمح القضاء الإسباني بفرض حظر تجول ليلي في جزء كبير من كاتالونيا.

بدورها، اتخذت الحكومة الإيطالية الإجراء نفسه وفق ما أعلن وزير الصحة روبرتو سبينوزا بعد اجتماع لمجلس الوزراء الخميس، لكنه لم يحدد تاريخ بدء سريان هذا التدبير.

من جانبها، أعلنت اليونان الخميس أن وضع الكمامات سيكون إلزامياً في الداخل والخارج خلال موسم الأعياد، في محاولة لاحتواء انتشار الوباء، وذلك بدءاً من الساعة 04,00 بتوقيت غرينتش الجمعة حتى 2 يناير/كانون الثاني 2022 على الأقل.

وفي السويد، تدخل تدابير جديدة حيّز التنفيذ الخميس، مع فرض العمل من بُعد وإبراز شهادة تلقيح للمشاركة في الأحداث العامة التي تجمع أكثر من 500 شخص.

وفي بلجيكا، احتجّت الأوساط الثقافية بعد قرار السلطات إغلاق دور السينما والمسارح اعتباراً من يوم الأحد.

مدينة مقفلة في الصين

في آسيا كانت شوارع مدينة شيآن الصينية مقفرة وأحياؤها مغلقة مع فحوص كشف الإصابة على نطاق واسع.

وبعد اكتشاف مئة إصابة في المدينة، فُرض على سكان شيآن بدءاً من منتصف ليل الخميس البقاء في منازلهم "ما لم يكن هناك سبب قاهر".

ويُسمح لشخص واحد فقط من كل عائلة بالخروج للتسوق كل يومين.

وفي الولايات المتحدة، أصبحت المتحورة أوميكرون شديدة العدوى تمثّل 73% من الإصابات الجديدة.

وأجازت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" الخميس الاستخدام الطارئ للدواء المضاد لكوفيد-19 لدى البالغين المعرّضين لأخطار عالية والذي أنتجه مختبر ميرك، وذلك غداة السماح باستخدام حبة مماثلة طورتها شركة فايزر.

وعلى الصعيد الصحي، أكدت مجموعة أسترازينيكا السويدية-البريطانية الخميس، أن جرعة ثالثة من لقاحها المضاد لكوفيد-19 "تزيد بشكل كبير" من نسبة الأجسام المضادة ضد أوميكرون.

وأعلن هانز كلوغه مدير منظمة الصحة العالمية لأوروبا أن "أوميكرون ستصبح أو أصبحت المتحورة المهيمنة في العديد من البلدان بما في ذلك الدنمارك والبرتغال والمملكة المتحدة، حيث تتضاعف الأرقام كل يوم ونصف إلى ثلاثة أيام ما يؤدي إلى معدلات غير مسبوقة لانتقال العدوى".

وهذا تفشٍ وبائي كبير يمكن أن يضرّ في النهاية بالنشاط الاقتصادي.

وأعلنت شركة الطيران الأوروبية الرائدة لوفتهانزا الخميس، إلغاء 33 ألف رحلة هذا الشتاء أو 10% من رحلاتها بسبب تراجع الحجوزات.

ولا تزال المتحورة أوميكرون تُعتبر أقلّ فتكاً، لكن نظرياً قد تؤدي إلى عدد كبير من الوفيات.

وأودى الوباء بحياة ما لا يقل عن 5 ملايين و376 ألفاً و527 شخصاً في كل أنحاء العالم منذ بدء تفشيه في ديسمبر/كانون الأول 2019 وفقاً لتقرير أعدته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مصادر رسمية الخميس. وتُقدّر منظمة الصحة العالمية أن العدد الفعلي للوفيات قد يكون أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً