هدوء حذر بالخرطوم إثر اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة قبل يوم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

تشهد العاصمة السودانية الخرطوم هدوءاً حذراً بعد اشتباكات عنيفة شهدتها الساعات الماضية في مدن ولاية الخرطوم بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، استُخدمَت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي في أجواء العاصمة.

ومساء الأحد دارت اشتباكات "عنيفة" في مدينة أم درمان غربي العاصمة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، فيما ذكر شهود عيان للأناضول أن اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" اندلعت في أحياء جنوبي الخرطوم وشرقيها مع تحليق مكثف للطيران الحربي.

تأتي الاشتباكات بعد يوم من التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية بين الطرفين في مدينة جدة السعودية برعاية أمريكية-سعودية، والتزام طرفَي الصراع تنفيذ الاتفاق.

وليل السبت-الأحد، أعلنت السعودية والولايات المتحدة دخول هدنة جديدة في السودان حيز التنفيذ مساء الاثنين، على أن تستمر لمدة أسبوع، فضلاً عن استمرار محادثات طرفَي النزاع في جدة في محاولة للتوصل إلى وقف دائم للقتال وحلّ النزاع بالحوار.

وأكّد البيان أن الهدف من الاتفاق "تحقيق وقف إطلاق نار قصير الأمد، لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية الطارئة واستعادة الخدمات الأساسية".

مسلسل الهدنة ولجنة التنسيق

ومنذ تفجُّر الاشتباكات المسلحة أُعلنَ وقف إطلاق النار في أكثر من 12 مناسبة، تبادل طرفا النزاع الاتهامات بخرقها بعد ساعات من دخولها حيز التنفيذ، ما يدفع مواطني السودان إلى النظر بريبة وشك في إمكانية التزامهما الاتفاقية.

وهذا ما تحاول الاتفاقية تجاوزه عبر تشكيل "لجنة المراقبة والتنسيق" المكونة من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وثلاثة ممثلين لكل طرف، وتعمل بالتنسيق مع الأطراف الدولية الإنسانية الفاعلة في السودان.

وتسعى اللجنة للمساعدة على "اتخاذ الترتيبات اللازمة لوصول المساعدات الإنسانية فوراً وكاملةً وبلا عوائق، وإصلاح البنية التحتية والخدمات المدنية الأساسية".

تدهور الأوضاع الإنسانية

ما زالت أحياء العاصمة السودانية تعاني أزمة في وصول المياه والكهرباء، وتوفير خدمات الاتصال والإنترنت، وسط مطالبة الجهات الإغاثية والإنسانية بتأمين ممرات لنقل المساعدات الإنسانية والأدوية إلى المناطق المتضررة.

وأكدت الأمم المتحدة أنها تسعى لجمع 206 مليارات يورو لمساعدة السودان، وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية في وقت سابق من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تقديم مساعدات بقيمة 103 ملايين دولار للسودان ودول الجوار للمساعدة على مواجهة الأزمة الإنسانية.

كما أعلن مسؤول الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث تخصيص 22 مليون دولار من صندوق طوارئ تابع للأمم المتحدة لمساعدة السودانيين الذي فرُّوا إلى البلدان التي لها حدود مع السودان والتي استقبلت النازحين والفارّين من المعارك.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً