دعت الولايات المتحدة، الخميس، الأطراف المتحاربة في السودان للعودة إلى مفاوضات وقف إطلاق النار، وتنسيق الجهود للالتزام بهدنة دائمة، بعد انهيار الاتفاق مجدداً، فيما قدّرت الأمم المتحدة عدد النازحين الجدد في "تشاد" بـ100 ألف نازح.
وأمس الأربعاء، قرر الجيش السوداني الانسحاب من مفاوضات السلام مع قوات الدعم السريع، والتي ترعاها الولايات المتحدة والسعودية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان: "بمجرد أن تُظهر الأطراف السودانية جديتها في الالتزام بوقف إطلاق النار، فإن الولايات المتحدة والسعودية على استعداد لاستئناف المباحثات المعلقة".
ومساء الأربعاء، أعرب البيت الأبيض عن "أسفه البالغ" إزاء قرار الجيش السوداني بالانسحاب من المفاوضات.
وقال متحدث مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي: "من المؤسف للغاية أن الجيش السوداني اختار الانسحاب، يجب أن يتوقف القتال".
وكان الجيش السوداني، أعلن صباح الأربعاء، تعليق مباحثات جدة بسبب عدم التزام قوات "الدعم السريع" بتنفيذ بنود الاتفاق واستمرار الخروقات.
ولم يصدر تعليق من قوات الدعم السريع على بيان الجيش، حتى مساء الأربعاء.
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 100 ألف لاجئ سوداني فرّوا إلى "تشاد" منذ اندلاع القتال في السودان، وبذلك ارتفعت حصيلة النازحين إلى أكثر من نصف مليون.
وحذّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من أن "عدد اللاجئين الجدد تجاوز عتبة الـ100 ألف"، داعية إلى مساعدات مالية عاجلة.
وصرحت ممثلة المفوضية في تشاد، لاورا لوكاسترو، بأن نحو 200 ألف آخرين قد يضطرون إلى الفرار أيضاً خلال الأشهر الثلاثة القادمة.
وقبل اندلاع النزاع، كانت تشاد، وهي إحدى أفقر بلدان العالم، تستضيف 588 ألف لاجئ بينهم 409 آلاف سوداني فروا من الاقتتال في إقليم، وفق بيانات المفوضية الأممية.
وذكرت الوكالة بأنها تحتاج إلى مبلغ قدره 214.1 مليون دولار لتوفير الحماية والمساعدات الضرورية لجميع اللاجئين والنازحين في تشاد، ويشمل المبلغ 72.4 مليون دولار للنازحين الجدد من السودان، فيما لم تحصل سوى على 16% فقط من هذا المبلغ.
ومنذ 15 أبريلنيسان الماضي، اندلعت في عدد من مدن السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها مئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين، بالإضافة إلى النازحين نحو البلدان المجاورة.