القمة الإفريقية التي شهدت مشاركة إفريقية ودولية واسعة تستمر يومين (Reuters)
تابعنا

تصدرت ملفات "صفقة القرن" والصراع المحتدم في ليبيا ومكافحة التطرف وشطب السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية كلمات الزعماء وقادة المنظمات الإقليمية والدولية، في اليوم الأول للقمة الإفريقية في أديس أبابا.

وانطلقت في العاصمة الإثيوبية الأحد، القمة الإفريقية العادية الـ33 تحت شعار "إسكات البنادق وتهيئة الظروف للتنمية في إفريقيا".

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي في كلمته أثناء افتتاح القمة، إن "إفريقيا تحتاج إلى تعاون جميع الشركاء الدوليين لحل الأزمة القائمة في ليبيا".

وأضاف فكي: "نقدّر انطلاق مبادرة السلم والمصالحة في ليبيا بالتزامن مع مسار مؤتمر برلين"، ودعا الولايات المتحدة إلى رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأعرب عن "القلق من تحوُّل الشباب نحو التطرف".

وبالنسبة إلى صفقة القرن، فقد حذر فكي من أنها "ستفاقم من الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، واعتبر الخطة الأمريكية انتهاكاً "لكل قرارات الأمم المتحدة وقرارات الاتحاد الإفريقي، ولن تسهم إلا في زيادة التوتر".

"صفقة القرن" والفصل العنصري

بدوره، هاجم رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامبوسا "صفقة القرن"، وقال في كلمته، إن "مقترحات ترمب تشبه القوانين التي كانت تنفذ في جنوب إفريقيا خلال فترة الفصل العنصري".

وأضاف: "عندما استمعت إلى المقترحات وقرأت كل ما كتب عنها، عاد إلى ذاكرتي التاريخ الفظيع الذي مررنا به في جنوب إفريقيا".

في السياق ذاته، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الدول الإفريقية إلى تأكيد رفضها لـ"صفقة القرن" والعمل لعقد مؤتمر دولي للسلام.

وقال اشتية، في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس: "خطة ترمب لا تشكل الحد الأدنى من العدالة والحقوق لشعبنا الفلسطيني، ولا تتضمن المعنى الحقيقي للسيادة الفلسطينية والحرية على المعابر، وتضرب عرض الحائط بأسس القانون الدولي".

وتابع: "فلسطين تلتزم بالحل السياسي على أساس المرجعيات الدولية، ولكن هذه الخطة تريد شرعنة الأمر الواقع، وإلغاء تسمية هذا الوضع باسمه الحقيقي وهو الاحتلال العسكري المخالف للقوانين والمرجعيات الدولية".

وأشار إلى أن تجارب المفاوضات قد عجزت عن الوصول إلى حل يفضي إلى قيام دولة فلسطينية، وتجب إعادة التفكير في الآليات المتبعة، من دون مزيد من التفاصيل.

أزمة ليبيا تزداد تعقيداً

في ملف الأزمة الليبية، قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني خلال كلمته، إن "الأزمة في ليبيا تزداد تعقيداً وتتفاقم تداعياتها على صعيد القارة الإفريقية بشكل عام".

وأشار الغزواني إلى أن مجموعة دول الساحل الخمس (موريتانيا، ومالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، وتشاد) وضعت مؤخراً بالتعاون مع شركائها، خارطة طريق تهدف إلى الرفع من فاعلية مواجهتها للنشاط المتنامي للحركات الإرهابية.

ولفت إلى أن بلاده حريصة على أن تتحقق أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، في سعيها لإيجاد تحول اقتصادي واجتماعي تكاملي يفضي إلى بناء إفريقيا متطورة ومزدهرة وآمنة ومستقرة.

وقال الغزواني: "الأفارقة لن يتمكنوا من بناء تنمية مستدامة ولا تحقيق اندماج اقتصادي قاري مثمر إلا بقدر ما نتمكن من تحقيق الأمن والسلام في قارتنا، خصوصاً في ليبيا ومنطقة الساحل في الوقت الراهن".

من ناحيته، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة وقف إطلاق النار في ليبيا، قائلاً إن "الحل السياسي وحده سيجلب السلام للشعب الليبي".

وقال غوتيريش أمام القمة الإفريقية، إنه يتعين وضع حد للصراع في ليبيا، مضيفاً: "علينا ألا ننسى أن الأزمة فيها مثل أزمة المناخ لديها تأثير مباشر على دول الساحل الإفريقي وما وراءها".

وذكر أنه يشاطر الدول الإفريقية مشاعر الإحباط بشأن الوضع في ليبيا منذ 2011، وتابع: "وضعنا إطار شراكة جديدة بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لتنسيق جهودنا المشتركة بشكل أفضل".

ومضى غوتيريش قائلاً: "أدعم بشكل كامل فكرة تنظيم اجتماع في إفريقيا لمصالحة الفصائل المتحاربة بليبيا"، واستطرد: "وقف إطلاق النار في ليبيا ضرورة قصوى".

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط تحدث هو الآخر في كلمت حول الأزمة الليبية، قائلاً إن "ليبيا تشهد تصعيداً خطيراً للأزمة بعد مرور أكثر من عشرة أشهر على اندلاع العمليات القتالية حول طرابلس".

وأضاف أبو الغيط أن "الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي قادران على إخراج البلاد من أزمتها ودعم عملية المصالحة الوطنية الجامعة بين أبنائها".

ودعا إلى تثبيت الهدنة القائمة بين الأطراف الليبية والوصول إلى ترتيبات دائمة لوقف إطلاق النار ومراقبته، وإيقاف كل أشكال التدخلات الخارجية بالشأن الليبي.

وشدد على أنه لا يمكن إطلاق عملية التنمية الشاملة في إفريقيا بمعزل عن إرساء دعائم الأمن والاستقرار في القارة.

وطالب أبو الغيط بتعظيم العمل المشترك لمعالجة التحديات الأمنية وجذور الأزمات السياسية التي تزعزع استقرار دول القارة السمراء.

السودان وقوة لمكافحة الإرهاب

من جانبه، أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمته، عن استعداد بلاده لاستضافة قمة إفريقية مخصصة لبحث إنشاء قوة إفريقية لمكافحة الإرهاب.

وقال السيسي: "استمرار النزاعات وزيادة مخاطر الإرهاب والتطرف تعد أساس التحديات أمام القارة الإفريقية". مضيفاً أن "جهود التنمية الشاملة في إفريقيا لن تتم من دون تحديث للبنية التحتية".

من جهة أخر وفيما يخص السودان، قال غوتيريش إن "الوقت حان لشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب".

وتستمر القمة الإفريقية التي شهدت مشاركة إفريقية ودولية واسعة على مدار يومين. وستُنقل خلالها رئاسة الاتحاد الإفريقي من مصر إلى جنوب إفريقيا.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً