سلسلة من الفضائح عصفت ببنك كريدي سويس أحد أكبر البنوك في أوروبا (Reuters)
تابعنا

قال مصدر إن بنك كريدي سويس تواصل مع صندوق واحد على الأقل للثروة السيادية في الشرق الأوسط من أجل ضخ رأس مال، فيما تنظر صناديق إلى أنشطة البنك السويسري التي عصفت به الفضائح باعتبارها فرصاً استثمارية محتملة.

وأفادت بلومبيرغ أن أبو ظبي والسعودية تدرسان من خلال صناديق الثروة السيادية الخاصة بهما ما إذا كانتا ستضخان أموالاً في بنك كريدي سويس الاستثماري وأنشطة أخرى للبنك. وقالت إن الاستثمار سيكون بهدف الاستفادة من تقييمات منخفضة.

وذكر مصدر مطلع على الوضع أن كريستيان ميسنر رئيس الخدمات المصرفية الاستثمارية في كريدي سويس سيغادر البنك بمجرد أن يعلن عن إصلاح استراتيجي في 27 أكتوبر/تشرين الأول.

ولم تتسنَّ معرفة حجم رأس المال المستهدف المحتمل وتفاصيله الأخرى.

وامتنع متحدث باسم كريدي سويس عن التعليق، وأكد أن البنك سيتناول تطورات المراجعة الاستراتيجية التي يجريها عندما يعلن عن نتائج الربع الثالث.

وأحجم جهاز قطر للاستثمار، أكبر صندوق سيادي مستثمر في كريدي سويس من الشرق الأوسط، عن التعليق. كما امتنعت شركة مبادلة عن التعقيب. ولم يرد جهاز أبو ظبي للاستثمار وصندوق الاستثمارات العامة السعودي على الفور على طلبات التعليق.

ويحاول كريدي سويس، وهو أحد أكبر البنوك في أوروبا، التعافي من سلسلة من الفضائح مثل خسارة أكثر من خمسة مليارات دولار من انهيار شركة أركيجوس الاستثمارية العام الماضي، عندما اضطر أيضاً إلى تعليق أموال العملاء المرتبطة بالممول المفلس جرينسيل.

فضائح على مواقع التواصل الاجتماعي

وحسب فايننشال تايمز قضى بنك كريدي سويس الأيام الأولى من الشهر الجاري في محاربة شائعات وسائل التواصل الاجتماعي حول قوة ميزانيته العمومية ومحاولة إقناع المستثمرين والعملاء بأن انخفاض أسعار الأسهم والارتفاع الكبير في مقايضات التخلف عن سداد الائتمان لا يروي القصة الحقيقية لصحة البنك.

وبدأت شائعة الانهيار من تويتر بعدما نشر أشخاص مثل سبنسر جاكاب رئيس صحيفة وول ستريت جورنال والعديد من النقاد تغريدات أثارت القلق والرعب في أوساط المستثمرين بعد مذكرة الجمعة الماضية التي أصدرها الرئيس التنفيذي لبنك كريدي سويس أولريش كورنر، لإبلاغ الموظفين بأن "اليوم لا ينبغي الخلط بين أداء أسعار الأسهم اليومية للبنك وبين قاعدة رأس المال القوية ومركز السيولة".

فيما جاءت تحركات رئيس البنك الأخيرة في أعقاب ارتفاع حاد بمقايضات التخلف عن سداد الائتمان، وهي مقياس لمشاعر المستثمرين تجاه المخاطرة، والتي قفزت بأكثر من 50 نقطة أساس خلال الأسبوعين الماضيين، لتصل إلى 250 نقطة أساس يوم الجمعة، وفقاً لموقع Swiss Info.

وربما تصاعدت حدة موجة الذعر الأخيرة بسبب ارتباط اسم البنك السويسري بالتورط في عمليات فساد وغسيل أموال وتلقي ودائع من حكام فاسدين حول العالم في السنوات الأخيرة، وهو ما جعله عرضة لغرامات من القضاء الدولي. وفي فبراير/شباط الماضي عاد اسم البنك ليرتبط بفضيحة تسريب بيانات العملاء التي أثارت ضجة عالمية، وفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية.

أمل التعافي

وقال محللون إن المجموعة قد تحتاج إلى ما يصل إلى تسعة مليارات فرنك سويسري (تسعة مليارات دولار)، وقد يتعين الحصول على بعضها من مستثمرين والبعض الآخر من بيع أصول.

وقال مصدر مطلع إنها بدأت بالفعل عملية لبيع ذراعها الأمريكية لإدارة الأصول. وقالت بلومبرج نيوز التي نشرت الخبر لأول مرة يوم الاثنين إن الوحدة من المتوقع أن تجتذب اهتمام شركات الاستثمار المباشر.

ويشير نهج كريدي سويس في زيادة رأس المال إلى أن بيع الأصول وحده قد لا يكون كافياً لتغطية تكاليف الإصلاح الوشيك الذي يأمل البنك في أن يضع حداً للخسائر الفادحة وسلسلة الفضائح من خلاله.

ووافق المقرض السويسري أمس الاثنين على دفع 495 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية تتعلق باستثمارات مرتبطة بالرهن العقاري في الولايات المتحدة، إضافة إلى المليارات التي يدفعها لحل قضايا قانونية مرتبطة بنشاط للأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري السكني في الفترة التي سبقت الأزمة المالية عام 2008.

وفي يونيو/حزيران أدين كريدي سويس بعدم منع غسل أموال عصابة بلغارية لتهريب الكوكايين، كما قضت محكمة في برمودا بأن رئيس وزراء سابقاً من جورجيا وعائلته يستحقون تعويضاً يزيد على نصف مليار دولار من ذراع البنك المحلية للتأمين على الحياة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً