ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة باللوم على الغرب في أزمة الغذاء والطاقة العالمية الناشئة، وجدد عرض حكومته بتوفير ممر آمن للسفن التي تصدر الحبوب من أوكرانيا إذا تمت إزالة الألغام من مياهها الإقليمية، فيما أكدت إدارة بايدن أنها لا تسعى إلى إطالة أمد الحرب في أوكرانيا "بهدف إلحاق الضرر بروسيا".
في تصريحات أدلى بها للتلفزيون الرسمي الروسي وتناقلتها وكالة الأنباء "تاس" الحكومية، قال بوتين أيضاً إن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا لن تؤدي إلا إلى تردي الأسواق العالمية، ما يقلل المحصول ويرفع الأسعار.
كما قال بوتين إن التضخم نشأ عن "مطبعة" الدولارات غير المسبوقة خلال جائحة فيروس كورونا، ملقياً باللوم على السياسات الأوروبية قصيرة النظر في قلة الاستثمار في بدائل إمدادات الطاقة التقليدية، ورفع الأسعار.
وأوضح زعيم الكرملين كذلك أن روسيا لم تمنع شحنات الحبوب من أوكرانيا، وأن الغرب يستخدم روسيا "كبش فداء" لمشكلاته.
وتعهد بوتين بأنه إذا تمت إزالة الألغام من المياه، فلن تهاجم روسيا شحنات الحبوب.
"لا نريد إلحاق الضرر بروسيا"
أكدت الخارجية الأمريكية، الجمعة، أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى إطالة أمد الحرب في أوكرانيا "بهدف إلحاق الضرر بروسيا".
جاء ذلك في بيان للوزارة الأمريكية بالتزامن مع مرور 100 يوم على بدء الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
وذكر البيان أن الولايات المتحدة وحلفاءها "لا يسعون إلى إطالة الحرب بغرض إلحاق الأذى بروسيا".
وشدد البيان على أن هدف واشنطن "رؤية أوكرانيا ديمقراطية مستقلة وذات سيادة وتمتلك وسائل ردع لحماية نفسها من أي عدوان مقبل".
وتابع البيان: "العالم شاهد شجاعة الشعب الأوكراني وعزيمته في قتاله من أجل بلده، ونجدد الدعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوضع نهاية فورية لهذا النزاع وكل المعاناة والفوضى التي سببتها حربه".
"التفاوض على تسوية"
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة إنه يعتقد أنه من الضروري التوصل إلى "تسوية يجري التفاوض عليها" لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
رداً على سؤال حول ما إذا كان يتعين على أوكرانيا التخلي عن بعض أراضيها لروسيا مقابل إنهاء الحرب وتحقيق السلام في المنطقة، أوضح بايدن أن سياسته مستمرة في أن الولايات المتحدة لن تتخذ أي قرارات بشأن أوكرانيا نيابة عن الأوكرانيين.
وأضاف بايدن "إنها أراضيهم ولن أخبرهم بما يجب عليهم أن يفعلوه أو لا يفعلوه".
لكن الزعيم الأمريكي تابع قائلاً "يبدو لي أنه في مرحلة ما سيتعين وجود تسوية يجري التفاوض عليها في هذا الصدد".
وأفاد بايدن أنه لا يعرف ما ستكون عليه مثل هذه التسوية لكن "الولايات المتحدة مستمرة في مساعدة الأوكرانيين في الدفاع عن أنفسهم".
وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا هجوماً على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات على موسكو التي تشترط تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعدّه الأخيرة تدخلاً في سيادتها.
