ماكرون يتهم لوبان بالدفع إلى "حرب أهلية" في فرنسا برغبتها في حظر الحجاب  (Ludovic Marin/AFP)
تابعنا

اتّهم الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون الأربعاء، منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان بالمخاطرة بإشعال “حرب أهلية” في فرنسا، في حال انتُخبت رئيسة ونفّذت تعهّدها بحظر الحجاب الإسلامي في الأماكن العامة.

وأكدت لوبان خلال مناظرة رئاسية متلفزة تمسُّكها بفكرتها المثيرة للجدل بشأن حظر حجاب الرأس الإسلامي، الذي تعتبره “زياً موحداً فرضه الإسلاميون”، لكنها أكدت أنها “لا تحارب الإسلام”. وردّ ماكرون: “سوف تتسبّبين في حرب أهلية. أقول ذلك بصدق”.

وأضاف ماكرون: “إنك تدفعين ملايين من مواطنينا إلى خارج الفضاء العام”، معتبراً أن ذلك سيكون “قانون نبذ”، لكن لوبان ردّت قائلة إنه سيكون “قانوناً للدفاع عن الحرية”.

وبعد أن بدت كأنها تراجعت في الأيام الأخيرة عن هذا المشروع، عادت مارين لوبان وأكدت في المناظرة أنها “مع حظر الحجاب في الأماكن العامة”.

واعتبرت المرشحة اليمينية المتطرفة أنه أمر “يتعلق بتحرير المرأة، وكبح الآيديولوجيا الإسلامية”. وأردفت: “أنا لست ضد الإسلام، وهو دين له مكانه” في فرنسا.

ومسألة الحجاب موضوع حسّاس وله حضور متكرر في السياسة الفرنسية منذ سنوات. وتُحظَر حالياً الرموز الدينية الظاهرة في المدارس وفي إدارات الدولة، ولكن ليس في الأماكن العامة.

من أجل ناخبين متشكّكين

بدأ المتنافسان النهائيان في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، إيمانويل ماكرون ومارين لوبان، مناظرتهما المتلفزة، وهي من أبرز أحداث الحملة الانتخابية للجولة الثانية، بمناقشة القوة الشرائية للفرنسيين والسياسة الدولية، ولا سيّما الحرب في أوكرانيا.

وبعد مصافحة سريعة، أخذ المرشحان مقعديهما في استوديو تليفزيونَي "TF1" و”فرانس 2” لينطلق على مدى ساعتين ونصف نقاش حول مواضيع عدة، لا سيما القوة الشرائية والأمن والشباب والعلاقات الدولية والتنافسية والبيئة والنموذج الاجتماعي، لمحاولة إقناع ملايين الناخبين المتردّدين.

وقالت المرشحة اليمينية المتطرفة في مستهل المناظرة إن “خياراً آخر ممكن على أساس الاحترام، على أساس الفطرة السليمة”. وأضافت: “إذا منحني الفرنسيون شرف نيل ثقتهم الأحد المقبل، فسأكون رئيسة تعمل يومياً من أجل قيمة العمل، والقوة الشرائية، والمدرسة”.

من جانبه قال الرئيس المنتهية ولايته: “لقد مررنا جميعاً بفترة صعبة من الأزمات غير المسبوقة”.

وأضاف: “قضيت هذه الفترة الزمنية على رأس بلدنا محاولاً اتخاذ القرارات الصحيحة، وأريد الاستمرار في ذلك لأنني أومن أولاً وقبل كل شيء بأنه علينا ويمكننا أن نجعل بلدنا أكثر استقلالية وقوة على طريق الاقتصاد والعمل والبحث والابتكار وعن طريق ثقافته”.

وعلى صعيد السياسة الخارجية، اتّهم ماكرون غريمته بـ”التبعية للسلطة الروسية و(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين”، بسبب قرض مالي حصلت عليه المرشحة اليمينية المتطرفة من بنك روسي.

وردّت لوبان بنفي هذا الاتهام بحدّة، مؤكّدة أنها “امرأة حرّة تماماً وقطعاً”، مبرّرةً لجوأها إلى البنك الروسي بأنَّه ما من مصرف فرنسي وافق على منحها قرضاً.

وردّاً على الإشارة إلى قربها من الرئيس الروسي قالت لوبان: “أدعم أوكرانيا حرّة، لا تتبع لا الولايات المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي ولا روسيا، هذا هو موقفي”، مشيرة إلى تغريدة نشرتها عام 2014.

وهذه المناظرة بين لوبان وماكرون هي الثانية بينهما منذ عام 2017، وبعض ناخبي اليسار، ولا سيما الذين صوّتوا لمرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون الذي جاء في المركز الثالث في الجولة الأولى، متشكّكون، أو يميلون إلى الامتناع عن التصويت.

وقبل أربعة أيام من موعد الجولة الثانية، لا تزال استطلاعات الرأي تمنح الأفضلية للرئيس المنتهية ولايته بنيات تصويت تراوح بين 54 و56,5 بالمئة، مقابل 43,5 و46 بالمئة لمنافسته اليمينية المتطرفة، وهي فجوة أضيق بكثير مما كانت عليه عام 2017، عندما فاز ماكرون بنسبة 66 بالمئة من الأصوات.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً