وزير الخارجية التركي يجري مباحثات مع نظيره الأردني في عمان (Fatih Aktas/AA)
تابعنا

قال وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو الثلاثاء إن العلاقات التركية-الأردنية مهمة جداً من أجل الاستقرار في المنطقة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الأدرني أيمن الصفدي في العاصمة الأردنية عمان.

وناقش جاوش أوغلو مع الجانب الأردني القضية السورية والليبية والفلسطينية وأهمية مدينة القدس ومكانتها، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي بين البلدين، إذ أكد جاوش أوغلو سعي بلاده لرفع حجم التبادل التجاري مع الأردن.

وأضاف: "نعمل على تنظيم منتديات اقتصادية مع الأردن وتطوير العلاقات المشتركة".

من جانبه قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن "بين الأردن وتركيا علاقات اقتصادية متجذرة وجرى التوافق على اتفاقية تعاون اقتصادي تؤطر العلاقات الاقتصادية".

وتابع: "حجم التبادل التجاري مع تركيا سيرتفع ويتجه نحو التوازن في الميزان التجاري بين البلدين".

سلامة الأردن من سلامة تركيا

في سياق متصل نشرت صحيفة "الغد" الأردنية مقالاً لوزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو بعنوان "سلامة الأردن جزء لا يتجزأ من سلامة تركيا"، قبيل بدء زيارته لعمان الاثنين.

وكتب جاوش أوغلو أن زيارته للأردن هي بدعوة من نظيره أيمن الصفدي ولها "أهمية خاصة بالنسبة إليه". وأثنى على إنجازات الأردن، مشدداً على أنه "قطع شوطاً طويلاً في كل المجالات في القرن الماضي".

وأضاف: "لعب التراث التاريخي للبلاد، والموقع الجغرافي الحساس، والسكان المتعلمون والمؤهلون جيدا ًدوراً رئيسياً في هذا التقدم".

وتابع بأن "المستوى الذي وصل إليه الأردن اليوم مصدر فخر لنا أيضاً، نرى أن رفاهية الأردن وسلامته جزء لا يتجزأ من رفاهية تركيا وسلامتها".

وقال جاوش أوغلو إن العلاقات بين تركيا والأردن "قائمة على مبادئ المساواة في السيادة والاحترام المتبادل وتستمد قوتها من روابطنا الثقافية وتواصلنا الإنساني". وأردف: "نرغب في تعزيز تعاوننا الملموس مع الأردن، بما يتماشى مع عمق علاقاتنا ومحتواها".

ورأى أنه توجد "حاجة إلى خطوات إضافية، خاصة في مجالات التجارة والاستثمار"، مع إمكانية استكشاف فرص جديدة في المجال ذاته، بعد تجاوز وباء "كورونا".

وبشأن القضايا الإقليمية قال جاوش أوغلو: "مقارنة بالسنوات السابقة نعتقد أننا دخلنا مرحلة يمكن فيها معالجة القضية الفلسطينية بطريقة أكثر واقعية وصحية". وأضاف: "يسعدني أن أرى أن مقاربات البلدين بشأن هذه القضية الأساسية متشابهة للغاية".

وقال: "إننا ندعم بقوة الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس، ونعتقد أن الأردن يضطلع بهذه المسؤولية على أفضل وجه".

وتابع: "بالنظر إلى المستقبل القريب أرى أنه بالإضافة إلى فلسطين يوجد عدد من الأزمات الإقليمية والدولية التي تتطلب اتصالاً وتعاوناً وثيقاً بين البلدين".

بدوره أكد وزير الخارجية الأردني خلال المؤتمر الصحفي الثلاثاء اتفاق بلاده مع تركيا على أن "وضع فلسطين لا يمكن أن يستمر ولا بد من تحقيق اختراق باتجاه إيجاد أفق سياسي يتيح العودة إلى مفاوضات جادة لتحقيق السلام العادل".

وأضاف الصفدي: "القضية الفلسطينية مركزية للأردن وتركيا، ولا بد من تجسيد الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

مستمرون بالمباحثات بشأن أفغانستان

وفي الشأن الأفغاني قال وزير الخارجية التركي إن "رد حركة طالبان على طلب أنقرة بالمحادثات كان إيجابياً، وسندعم تعزيز الأمن والاستقرار في أفغانستان".

وأضاف: "نستمر في محادثاتنا مع كل الأطراف الأفغانية ونعمل على استشارة الجميع لمستقبل آمن في أفغانستان"، مشيراً إلى أهمية دور دولة قطر في هذه القضية".

الصراع في سوريا وليبيا

وأكد جاوش أوغلو أن "تركيا والأردن هما البلدان الأكثر تأثراً بالعبء الإنساني والسياسي والاقتصادي الناجم عن الصراع المستمر منذ عشر سنوات في سوريا. بصفتنا دولتين متجاورتين فإن من أولوياتنا المشتركة إيجاد حل للأزمة السورية من أجل ضمان العودة الآمنة والطوعية والكريمة للنازحين".

وفيما يتعلق بليبيا أكد جاوش أوغلو أن "الحفاظ على الوحدة الوطنية وسلامة أراضي ليبيا هو هدفنا المشترك مع الدعم الكامل لحكومة الوحدة الوطنية، نعمل بإخلاص من أجل إجراء انتخابات وطنية ولكي تتمتع ليبيا بكيان ديمقراطي مستقر وآمن ومزدهر في أقرب وقت ممكن".

وأفاد أيضاً بأن "أحد مجالات الاهتمام المشترك مع الأردن هو شرق البحر الأبيض المتوسط".

وأضاف أن "تركيا تؤيد الحوار والتعاون في شرق البحر الأبيض المتوسط، كما طالبنا بعقد مؤتمر إقليمي حول هذه المنطقة تشارك فيه جميع الأطراف الفاعلة فيها".

وتابع: "تهدف دعوة فخامة رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان إلى تحويل شرق المتوسط إلى حوض للتعاون والسلام اليوم كما كان في الماضي".

وأردف: "في هذا السياق نبدي أقصى درجات الاحترام لحقوق ومصالح جميع الأطراف، وبالتالي نتوقع أن نرى نفس الاهتمام من دول المنطقة، حقوق تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط ستبقى قائمة".

وزاد بقوله: "نؤيد تحديد مناطق الصلاحية البحرية بشكل عادل ووفقاً للقانون الدولي. في مواجهة المطالب المفرطة للثنائي القبارصة الروم واليونان سنواصل حماية حقوق ومصالح كل من تركيا والقبارصة الأتراك في المنطقة".

جائحة كورونا

وحول جائحة "كورونا" قال جاوش أوغلو: "تأتي فترة ما بعد الجائحة بتحولات عالمية مهمة ستؤثر على منطقتنا بشكل كبير. نشهد بالفعل بعض التطورات التي تؤثر بشكل مباشر على اقتصادات المنطقة، لا سيما التغيير في سلاسل التوريد العالمية".

وتابع: "باعتبارنا أحد أكبر الاقتصادات في المنطقة (تركيا) فإن إنشاء شبكة تعاون اقتصادي مستديم على المستوى الإقليمي هو أحد أهدافنا الرئيسية".

وأكد جاوش أوغلو أنه "على الرغم من العديد من المشاكل والتحديات أثبتت تركيا والأردن قدرتهما على التغلب على المشاكل بفضل متانة بنية الدولتين وخبرتهما المؤسساتية".

واستطرد: "إنني على ثقة تامة بأننا سنتغلب على التحديات المشتركة التي نواجهها، لا سيما القضايا الناجمة عن عبء الهجرة الثقيل، بروح التعاون في الفترة المقبلة".

والاثنين وصل جاوش أوغلو إلى عمان في زيارة رسمية وبدأ نشاطه الرسمي الثلاثاء، إذ يلتقي على مدار يومين نظيره أيمن الصفدي والملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء بشر الخصاونة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً