أغلقت السلطات المدخل الرئيسي لشرق العاصمة للسماح للجيش بإجراء التدريبات على استعراض عسكري كبير   (الرئاسة الجزائرية)
تابعنا

تدشّن الجزائر احتفالات عيد الاستقلال الثلاثاء باستعراض عسكري غير مسبوق في العاصمة، يخلّد الذكرى الـ60 لنهاية الاستعمار بعد 132 سنة من الوجود الفرنسي.

ورغم مرور ستة عقود على انسحاب الجيوش الفرنسية فإنّ العلاقات بين باريس والجزائر لم تصل بعد إلى طبيعتها.

وقد بعث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برسالة إلى نظيره الجزائري عبد المجيد تبّون، مساء الإثنين، هنّأه فيها على مرور 60 عاماً على استقلال الجزائر عن فرنسا، معرباً عن أمله "بتعزيز العلاقات القوية أساساً" بين البلدين.

وذكرت الرئاسة الفرنسية أن إكليلاً من الزهر سيوضع باسم ماكرون على "النُصب التذكاري الوطني لحرب الجزائر والمعارك في المغرب وتونس"، في رصيف برانلي بباريس، إحياءً لذكرى الأوروبيين ضحايا مجزرة وهران، التي وقعت في نفس يوم الاستقلال عام 1962.

ومنذ الجمعة أغلقت السلطات المدخل الرئيسي لشرق العاصمة للسماح للجيش بإجراء التدريبات على استعراض عسكري كبير، سيكون الأول منذ 33 عاماً.

وجرى تحويل المرور إلى طرق أخرى حتى الأربعاء، وتسبّبت هذه الإجراءات باختناقات مرورية كبيرة.

وينتظر أن يحضر الاحتفالات وبخاصة الاستعراض العسكري ضيوف أجانب، من بينهم رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ورئيس النيجر محمد بازوم.

وفي دلالة على أهمية المناسبة جرى تصميم شعار خاص يظهر منذ أسابيع على جميع القنوات التلفزيونية، وهو عبارة عن دائرة مزيّنة بستين نجمة وفي وسطها عبارة "تاريخ مجيد وعهد جديد".

ورغم مرور كل هذه الأعوام على التحرر من الاستعمار، فإن الجراح في الجزائر لم تندمل بعد، وقد سعى ماكرون منذ انتخابه لتهدئة الذاكرة بسلسلة مبادرات رمزية، جميعها لم يصل إلى حدّ تقديم "الاعتذار" رسمياً.

وفي مارس/آذار الماضي أكد الرئيس عبد المجيد تبون أن "جرائم الاستعمار" الفرنسي في الجزائر لن تسقط بالتقادم، داعياً إلى "معالجة منصفة ونزيهة لملف الذاكرة والتاريخ في أَجواء المصارحة والثقة".

وبدا أنّ العلاقات بين البلدين تراجعت إلى أدنى مستوى لها في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، عندما صرّح ماكرون بأنّ الجزائر تأسّست بعد استقلالها على "ريع ذاكرة" يقف خلفه "النظام السياسي العسكري"، ما أثار غضب الجزائر.

لكن في الأشهر الأخيرة تحسنت العلاقات تدريجياً وأعرب الجانبان عن رغبتهما في "تعميقها".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً