تقول أوكرانيا إن عدد قتلى الهجمات الروسية على بعض المناطق الحضرية بلغ نحو 40 خلال الأيام الثلاثة الماضية (AP)
تابعنا

قالت وزارة الدفاع الروسية السبت إنها أمرت قواتها في أوكرانيا بتكثيف عملياتها بينما كانت الصواريخ تتساقط ضمن أحدث سلسلة من الضربات التي تقول كييف إنها أودت بحياة عشرات الناس خلال الأيام الماضية.

وفي أحدث ضربات، قال أوليج سينهوبوف حاكم منطقة خاركيف إن الصواريخ أصابت بلدة تشوهيف التابعة للمنطقة الواقعة بشمال شرق البلاد، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، منهم امرأة تبلغ من العمر 70 عاماً، وإصابة ثلاثة آخرين.

وجنوباً، قال حاكم إقليم دنيبروبتروفسك، فالنتين ريزنيشنكو، إن أكثر من 50 صاروخاً روسيّاً من طراز جراد سقطت على مدينة نيكوبول المطلة على نهر دنيبرو. وقالت خدمات الطوارئ إن اثنين قُتلا.

وتقول أوكرانيا إن عدد قتلى هذه الهجمات على المناطق الحضرية بلغ نحو 40 خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان على موقعها على الإنترنت إن وزير الدفاع سيرجي شويجو، أمر الوحدات العسكرية بتكثيف عملياتها لمنع توجيه ضربات لشرق أوكرانيا ومناطق أخرى تسيطر عليها روسيا.

من جانبها قالت أوكرانيا الجمعة إن الضربات الصاروخية الأوكرانية باستخدام أنظمة قدمها الغرب دمرت أكثر من 30 مركزاً لوجستياً عسكرياً روسياً في الأسابيع الماضية وقللت بشكل كبير من قدرة القوات الروسية على الهجوم.

حرب استنزاف

في حين أن تركيز الحرب، التي دخلت الآن شهرها الخامس، انتقل إلى منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، فإن القوات الروسية توجه ضرباتها الصاروخية إلى مدن في أماكن أخرى من البلاد لتتحول بشكل متزايد إلى حرب استنزاف.

وتقول موسكو، التي شنت ما سمته "عمليتها العسكرية الخاصة" ضد أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، بدعوى استئصال من وصفتهم بالقوميين الخطرين، إنها تستخدم أسلحة عالية الدقة لتقويض البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا وحماية أمنها.

وتقول كييف والغرب إن الحرب محاولة غير مبررة لإعادة احتلال دولة تحررت من حكم موسكو مع تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991.

ونفت روسيا مراراً استهداف مناطق مدنية، على الرغم من الأدلة المتزايدة على أن صواريخها أصابت مناطق سكنية في جميع أنحاء البلاد.

وفي إحدى الهجمات التي أثارت غضب أوكرانيا وحلفائها الغربيين في الآونة الأخيرة، أصابت صواريخ كاليبر كروز أطلقتها غواصة روسية في البحر الأسود يوم الخميس مبنى إدارياً في فينيتسا، وهي مدينة يسكنها 370 ألف شخص على بعد حوالي 200 كيلومتر جنوب غربي كييف.

وقالت كييف إن الضربة أدت إلى مقتل 23 على الأقل وإصابة العشرات. وكان من بين القتلى طفلة تدعى ليزا، تبلغ من العمر أربع سنوات ومصابة بمتلازمة داون، وُجدت جثتها بين الأنقاض بجوار عربة أطفال. وسرعان ما انتشرت صور لها وهي تدفع عربة الأطفال نفسها والتي نشرتها والدتها على مدونة قبل أقل من ساعتين من الهجوم.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الضربة على فينيتسا كانت موجهة إلى مبنى كان بداخله مسؤولون كبار من القوات المسلحة الأوكرانية في اجتماع مع موردي أسلحة أجانب.

وقال ريزنيشنكو، حاكم إقليم دنيبروبتروفسك التي تضم المدينتين، عبر تليجرام إن صواريخ روسية أصابت مدينة دنيبرو الواقعة على بعد حوالي 120 كيلومتراً شمالي نيكوبول في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 15 آخرين.

وأظهرت لقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي دخاناً أسود كثيفاً يتصاعد من المباني ونيراناً شبت في سيارات.

وقالت روسيا اليوم السبت إنها دمرت مصنعاً في دنيبرو يُصنّع مكونات صاروخية.

انقسام في مجموعة العشرين بسبب الصراع

هيمنت الحرب على اجتماع وزراء مالية دول مجموعة العشرين في إندونيسيا. وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إن الخلافات بسبب الصراع منعت الوزراء ومحافظي البنوك المركزية من إصدار بيان رسمي لكنهم اتفقوا على ضرورة معالجة أزمة الأمن الغذائي المتفاقمة.

وقالت يلين "هذا وقت صعب لأن روسيا عضو في مجموعة العشرين ولا تتفق معنا بشأن كيفية وصف الحرب".

وفرضت دول غربية عقوبات صارمة على روسيا واتهمتها بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا وهو ما تنفيه موسكو. ولم يصدر عن دول أخرى في مجموعة العشرين، منها الصين والهند وجنوب إفريقيا، موقف معلن من هذا الصراع.

وفي إحدى تداعيات هذا الصراع، أثار حصار يُقيّد صادرات الحبوب الأوكرانية تحذيرات من أنه قد يعرض الملايين في البلدان الفقيرة لخطر المجاعة.

وعلى الرغم من الحرب الدائرة، تحدثت كل من روسيا وأوكرانيا عن إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق لرفع الحصار خلال محادثات في الآونة الأخيرة. وقالت تركيا، التي توسطت في المحادثات، إن اتفاقاً ربما يجري توقيعه هذا الأسبوع.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً