كيرشنر شخصية شعبية ومثيرة للانقسام، ولا تزال مؤثرة في السياسة الأرجنتينية بعد سبع سنوات على مغادرتها الرئاسة (Juan Mabromata/AFP)
تابعنا

اعتُقل رجل الخميس في الأرجنتين بعدما صوّب سلاحه الناري إلى نائبة الرئيس كريستينا كيرشنر أمام منزلها، في حادث أثار سلسلة من الإدانات من جانب السياسيين في الأرجنتين والعالم.

وبثت قنوات تلفزيونية عدة صورة لهذا الشخص خلال تصويبه سلاحاً باتجاه رأس كيرشنر على بعد بضعة أمتار عنها دون أن تطلق أي رصاصة، بينما كانت تتحدث إلى مؤيدين لها أمام منزلها في حي ريكوليتا.

وقال أحد مؤيدي كيرشنر لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم كشف هويته: "رأيت ذراعاً مرفوعة على كتفي بسلاح وبوجود أشخاص حولي جرت السيطرة على حامل السلاح".

ويظهر العراك القصير بشكل واضح في لقطات بثتها محطات التلفزيون.

ووقف شرطيون بعد ذلك المشتبه به واقتادوه إلى سيارة للشرطة في شارع مجاور طوقوه فوراً.

وغادرت السيارة المكان بعد فترة وجيزة وسط صرخات وهتافات منددة من الحشد.

من جهته قال الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز في بيان بعد ساعات من الحادث إن "كريستينا على قيد الحياة لأن السلاح الذي كان يحتوي على خمس رصاصات لم يعمل لسبب لم يجرِ تأكيده تقنياً، على الرغم من الضغط على الزناد".

وأدان رئيس الدولة الحادث معتبراً أنه يتسم "بخطورة هائلة". وأشار إلى أنه "أخطر حادث تشهده البلاد منذ استعادتها الديمقراطية" في 1983. وأعلن أن الجمعة هو يوم عطلة وطني "ليتمكن الشعب الأرجنتيني من التعبير بسلام ووفاق عن نفسه دفاعاً عن الحياة والديموقراطية وتضامناً مع نائبة الرئيس".

وجرى إغلاق التقاطع أمام المبنى الذي تعيش فيه كيرشنر بسرعة بعد الهجوم بشرائط كتب عليها "مسرح جريمة"، وكان رجال الشرطة يجمعون أدلة.

وذكر عدد من وسائل الإعلام الأرجنتينية أن المشتبه به يبلغ من العمر 30 عاماً ويحمل الجنسية البرازيلية. لكن لم تؤكد مصادر رسمية هذه المعلومات.

ويتجمع مئات الناشطين كل مساء منذ عشرة أيام أمام منزل كريستينا كيرشنر للتعبير عن دعمهم لرئيسة الدولة السابقة (2007-2015) التي تحاكم حالياً بتهمة الاحتيال والفساد.

وكان عددهم بضع عشرات عند وقوع الحادث مساء الخميس.

وفي 22 أغسطس/آب طلب الادعاء حكماً بالسجن لمدة 12 عاماً لكيرشنر وحرمانها إمكانية الترشح في الانتخابات مدى الحياة، في محاكمة تتعلق بمنح عقود عامة بمعقلها في سانتا كروز (جنوب) خلال ولايتيها الرئاسيتين.

وفي أجواء من الاستقطاب السياسي الشديد أدت لائحة الاتهام إلى تظاهرات تأييد لكيرشنر نظمها اليسار البيروني الذي تعد أهم شخصياته. وجرت تجمعات الأسبوع الماضي في مدن عدة.

وكيرشنر شخصية شعبية ومثيرة للانقسام، ولا تزال مؤثرة في السياسة الأرجنتينية بعد سبع سنوات على مغادرتها الرئاسة وقبل عام من اقتراع رئاسي مقبل لم تعلن بعد عن نواياها بشأنه.

ولا يُتوقع صدور حكم في محاكمتها قبل أواخر 2022، وحتى إذا أدينت فلا يمكن أن تسجن وتستطيع أن تترشح لانتخابات 2023، لأنها تتمتع بحصانة برلمانية بصفتها رئيسة لمجلس الشيوخ.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً