موسكو تحذر من عواقب وخيمة جرّاء تدخل واشنطن والناتو في أوكرانيا / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

حذّرت روسيا الخميس، من أن ضلوع الولايات المتحدة وحلف الناتو في الحرب في أوكرانيا يجازف بالتسبب بـ"عواقب وخيمة"، وفقاً لكلمة نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بمؤتمر "نزع السلاح" التي قاطعها عديد الدبلوماسيين الغربيين.

وقال ريابكوف بالمؤتمر المنعقد في جنيف إن "التهديد الاستراتيجي الأكثر حدّة تمثله الآن الولايات المتحدة وسياسة الناتو الهادفة إلى زيادة تأجيج الصراع داخل أوكرانيا وحولها".

وأضاف أن "ضلوعهما المتزايد في مواجهة مسلحة محفوفة بمخاطر صدام عسكري مباشر لقوى نووية له عواقب وخيمة".

ألقى ريابكوف كلمته في قاعة فارغة إلى حد كبير، بعد أن اختار العديد من الدبلوماسيين الغربيين بشكل خاص التجمهر رمزياً لالتقاط الصور أمام رسم جداري بلوني العلم الأوكراني الأزرق والأصفر، أثناء إلقائه كلمته.

لكنه لم يُقابل بمغادرة جماعية كبيرة كالّتي قوبلت بها كلمة وزير الخارجية سيرغي لافروف بالفيديو أمام المؤتمر نفسه العام الماضي.

وقالت السفيرة الأوكرانية يفهينيا فيليبنكو لوكالة الصحافة الفرنسية: "نعتبر هذا تعبيراً استثنائياً عن التضامن مع الشعب الأوكراني الذي يقاوم عدواناً روسيّاً غير مبرر".

بدوره قال السفير البريطاني سايمون مانلي: "إلى أن تسحب روسيا دباباتها من الساحة الأوكرانية (...) نحن هنا لنظهر دعمنا لزميلتنا الأوكرانية" مضيفاً "معركتهم هي معركتنا".

ومؤتمر نزع السلاح أهم منتدى متعدد الأطراف من نوعه في العالم، وقد تأسس في 1979 بهدف وضع حد لسباق التسلح خلال الحرب الباردة.

والمؤتمر ليس هيئة تابعة للأمم المتحدة، لكنه يعقد اجتماعاته في مقر الأمم المتحدة في جنيف ثلاث مرات كل عام لمناقشة مراقبة الأسلحة ونزعها مع التركيز على كبح جماح سباق التسلح النووي.

غير أن الكلمات التي تُلقى على منصة المؤتمر تتزايد عدائية منذ بدء الحرب الأوكرانية قبل عام.

وفي افتتاح جلسة المؤتمر الاثنين، انتقدت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون مراقبة السلاح والأمن الدولي بوني جنكينز، تعليق روسيا مشاركتها في معاهدة نيو ستارت، آخر معاهدة للحد من السلاح النووي بين موسكو وواشنطن.

وقالت إن "روسيا تُظهر للعالم مرة أخرى أنها ليست قوة نووية على قدر من المسؤولية" محذرة من "أننا نواجه بيئة أمنية غير مستقرة بشكل كبير تُبعدنا عن التحرك الجماعي هنا".

وشدّد ريابكوف، الخميس، على أن ليس أمام روسيا سوى خيار تعليق مشاركتها في المعاهدة نظراً لأن "حرباً هجينة بالكامل شُنت علينا".

وأضاف: "وفي الوقت نفسه، كما سبق القول، سنواصل الالتزام بالحدود العددية للأسلحة الاستراتيجية الهجومية".

ومن المتوقع أن يخاطب ريابكوف، في وقت لاحق الخميس، مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وألقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كلمة بالفيديو أمام ذلك المجلس صباح الخميس، شدد فيها على الحاجة إلى توسيع مهمة لجنة تحقيق رفيعة المستوى في جرائم حرب، لتشمل أفعال روسيا في أوكرانيا.

وقال: "ما دامت روسيا مستمرة في شن حربها، يجب أن تستمر لجنة التحقيق في توثيق مثل هذه الانتهاكات، وتوفير سجل محايد لما يحدث، وأساس لجهود وطنية ودولية لمحاسبة الجناة".

كما أشاد بقرار المجلس تعيين خبير لرصد الانتهاكات داخل روسيا.

وقال إن "الحكومات التي ترتكب فظائع في الخارج من المحتمل أيضاً أن تنتهك حقوق الناس في الداخل، وهذا بالضبط ما تفعله روسيا".

وأطلقت روسيا في 24 فبراير/شباط 2022 هجوماً على أوكرانيا تبعته ردود فعل دولية غاضبة، وتشترط موسكو لإنهائه تخلي كييف عن أي خطط للانضمام إلى أي كيانات عسكرية والتزام الحياد، ما تعتبره الأخيرة "تدخلاً في سيادتها".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً