يقلّب سمير جابر وجبات الطعام الساخن في قدور ضخمة في مبنى تاريخي بالبلدة القديمة في مدينة القدس الشرقية، بينما ينتظر العشرات من الفلسطينيين لتلقي هذه الوجبات في حلل بلاستيكية ومن الألومنيوم .
ومنذ 22 عاماً اعتاد جابر أن يعد في التكية وجبات الطعام الساخنة يومياً، عدا يومَي الجمعة والسبت، للعائلات الفقيرة في القدس الشرقية وضواحيها، أما في شهر رمضان فتتضاعف الوجبات.
ويقول جابر للأناضول: "أعتز بأنني أقدم الوجبات لهذه العائلات وأنا فخور بتقديم الطعام لأبناء وبنات وطني، أفتخر بأنني أعمل وأقدم لهم الطعام بكل احترام".
وأضاف: "لا نقول لا يوجد طعام لأي شخص حتى تنتهي كميات الطعام، وعندنا أيضا عائلات مسيحية نحو 5 عائلات من إخواننا المسيحيين نقدم لهم الوجبات في رمضان وغيره من أشهر السنة".
تكية "خاصكي سلطان"
تكية "خاصكي سلطان" أسستها السلطانة روكسيلانة (1502- 1558م) زوجة السلطان العثماني سليمان القانوني، في العام 1552 وأوقفت عليها أوقافاً كثيرة في فلسطين.
ويضم بناء التكية، مطبخاً وفرناً وقاعة كبيرة لتناول الطعام، وغرفاً لتخزين المواد التموينية، وخاناً قديماً كان اصطبلات للخيول وأُلحق به فيما بعد مسجد، أمرت زوجة السلطان ببنائه.
وتعتبر أهم مرفد اقتصادي للفقراء في مدينة القدس، خصوصاً من يعيشون في جوار المسجد الأقصى المبارك وفي البلدة القديمة من مدينة القدس.
الأوقاف الإسلامية
وفي حديث للأناضول، قال بسام أبو لبدة، المسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس والمشرف على تكية "خاصكي سلطان"، إنها "تقع تحت مسؤولية دائرة الأوقاف الإسلامية، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية".
وأضاف: "تقدم خاصكي سلطان الوجبات الغذائية الساخنة يومياً في رمضان وغيره من أيام السنة للعائلات الفقيرة وزوار المسجد الأقصى".
واستطرد قائلاً: "تقدم التكية الوجبات الغذائية لنحو 100 عائلة يومياً وتزداد الأعداد في شهر رمضان".
22 سنة خدمةً للمحتاجين
وقال الطباخ جابر: "منذ نحو 22 سنة وأنا أطبخ للمحتاجين والفقراء والمساكين على مدار العام، وكل يوم توجد طبخة مختلفة عدا يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، أما في شهر رمضان فنقدم وجبات على مدار أيام الشهر".
وتابع: "عندنا فقراء وأرامل ومتزوجين من الضفة الغربية وضعهم الاقتصادي سيئ، نحن لا نعيد أي شخص، نقدم في ساعات الظهر الوجبات للعائلات".
وحسب معطيات إسرائيلية، يصل عدد سكان القدس الشرقية الفلسطينيين إلى 380 ألفاً ويمثلون نحو 39% من عدد سكان القدس بشطريها الشرقي والغربي.
وفي العام 2021، قالت جمعية "حقوق المواطن في إسرائيل" (غير حكومية) في تقرير إن 75% من مجموع العائلات الفلسطينية و86% من الأطفال الفلسطينيين في القدس يعيشون تحت خط الفقر.
