السلطات السعودية تسمح بإقامة مناسك الحج هذا العام ضمن "ضوابط صارمة" (Reuters)
تابعنا

مع إعلان السلطات السعودية السماح بإقامة مناسك الحج هذا العام ضمن "ضوابط صارمة"، واقتصارها فقط على الحجاج من داخل المملكة، وفي ظل تأكيد وزير الحج والعمرة السعودي أن أعداد الحجاج ستكون في حدود "ألف حاج" فقط مع اشتراط تدابير وإجراءات وقائية للراغبين في أداء المناسك، بسبب المخاوف من فيروس كورونا، برزت تساؤلات عن أهم المحطات التاريخية التي تأثر فيها ركن الإسلام الخامس بسبب الكوارث أو الأوبئة.

وزير الحج والعمرة السعودي محمد بنتن أعلن الثلاثاء، أن بلاده قررت عدم استقبال حجاج من خارج المملكة، حرصاً على الحد من تفشي كورونا، كما كشف وزير الصحة السعودي توفيق الربيعة عن عدد من الإجراءات الاحترازية التي سيخضع لها الحجاج قبل المناسك وأثناءها وبعدها، وذلك بعد أنباء سابقة عن تعليق موسم الحج هذا العام بسبب الوباء.

يوضح علماء التاريخ الإسلامي أن الحج عُلق أو توقف نحو 40 مرة، بسبب أحداث سياسية أو كوارث رافقت مواسمه أهمها انتشار الأمراض والأوبئة‏، والاضطرابات السياسية‏ وعدم الاستقرار الأمني، بالإضافة إلى الغلاء الشديد والاضطراب الاقتصادي.‏

التعليق لأسباب سياسية

منذ فرض الحج في العام التاسع الهجري، عُطِّلت أو عُلِّقت الفريضة لنحو 40 مرة، ففي عام 251هـ، هاجم جيش إسماعيل بن يوسف الذي اشتهر باسم "السفاك" مكة المكرمة، وأغار على الحجاج وقتل كثيراً منهم، وأُبطل الحج فيما عرف بـ"مذبحة صعيد عرفة".

ثم في عام 317هـ، أغار القرامطة على المسجد الحرام، وقتلوا الآلاف وعطّلوا الحج لسنوات، بزعم أنه "شعيرة جاهلية". فى كتابه "تاريخ الإسلام"، قال الإمام شمس الدين الذهبى إنه في أحداث ذلك العام "لم يحج أحد خوفاً من القرامطة"، لأن القرامطة كانوا يعتقدون بأن شعائر الحج من شعائر الجاهلية ومن قبيل عبادة الأصنام.

كما خلع القرامطة الحجر الأسود من مكانه وحملوه معهم إلى مدينة "هجر" بالبحرين، حيث كانت مركز دعوتهم وعاصمة دولتهم. وقد تعطل الحج فى تلك الأعوام (يقال إنها 10 أعوام)، فلم يقف أحد على صعيد عرفة ولم تُؤدَّ المناسك.

أوبئة وأمراض

وبعد ذلك بأعوام انتشر داء سمي الماشري، ذكره المحدث ابن كثير الدمشقي في كتابه "البداية والنهاية"، إذ أشار إلى أنه في سنة 357 هـ، انتشر هذا الداء فى مكة "فمات به خلق كثير، وفيها ماتت جمال الحجيج فى الطريق من العطش ولم يصل منهم إلى مكة إلا القليل، بل مات أكثر من وصل منهم بعد الحج".

وبسبب الفرقة الداخلية وفقدان الأمن والنزاع بين السلاطين، لم يحج المسلمون في عام 492 هـ، وهي الفترة التي تزامنت مع سقوط بيت المقدس بيد الصليبيين.

في عام 1814، مات نحو ثمانية آلاف شخص جراء تفشي الطاعون في بلاد الحجاز، ما أدى إلى توقف الحج في سنة الطاعون. كذلك في عام 1831م، تفشى وباء هندي خلال موسم الحج، ومات بسببه كثير من الحجاج، وشهدت مواسم الحج حتى عام 1840م مواسم متقطعة لتفشي الوباء، وكذلك في الفترة من عام 1846 إلى عام 1850م.

كما شهد الحج على مدار سنوات تغيُّب بعض الأقطار الإسلامية عن أداء المناسك لأسباب سياسية أو كوارث طبيعية أو لتردي الأوضاع الاقتصادية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً