توصلت أبحاث في عدد من الدول إلى أن عقار "الكولشيسين" المستخلص من الزعفران يفيد في علاج المصابين بفيروس كورونا، خصوصاً في غرف العناية المركزة، ويساعد في تقليل الاعتماد على أجهزة التنفس الصناعي.
وجُرّب العقار المستخدم سابقاً في علاج داء النقرس على مرضى العناية المركزة المصابين بكورونا في عديد من البلدان حول العالم، وكانت النتائج ناجحة.
وقد أجرى أستاذ أمراض القلب في معهد أمراض القلب بكلية الطب جراح باشا بجامعة إسطنبول الدكتور نظمي جولتكين ومساعدة اختصاصي الأحياء الدقيقة السريرية الدكتورة أمينة كوجوكاتيش دراسة. إذ بدأ الخبراء دراسة علمية عن "الكولشيسين" المشتق من الزعفران البري، المعروف باسم "العلاج السحري" لابن سينا.
واستخدم الأطباء الأتراك "الكولشيسين" لأول مرة لعلاج مرضى القلب، بعد الحصول على نتائج ناجحة نُشرت في دراسة لأول مرة بمجلة طبية دولية تسمى JPMA (مجلة الجمعية الطبية الباكستانية) في باكستان في عام 2014.
وبعد وباء فيروس كورونا، اختُبر على مرضى العناية المركزة في عديد من البلدان حول العالم، وكانت النتائج ناجحة.
انخفاض معدل الوفيات في العناية المركزة
يقول الدكتور جولتكين: "استُخدم هذا الدواء السحري في العناية المركزة للمرضى في إيطاليا وإسبانيا وروسيا، حيث سُجّل أكبر عدد من إصابات كورونا ومعدلات الوفيات في مارس/آذار وأبريل/نيسان من العام الماضي. في العناية المركزة، عندما يضعف نظام المناعة، تنشط الفيروسات، وفي الوقت نفسه يعاني بعض المرضى عاصفة السيتوكين، وهذا الدواء الغامض يقلل هذه العاصفة".
من جانبها تشير إخصائية علم الأحياء الدقيقة أمينة كوجوكاتيش إلى أنهم كانوا يعملون على "الكولشيسين" لسنوات وحققوا نتائج ناجحة. وتوضح: "عندما تمسك الفيروسات عضلة القلب، فإنها تجعل القلب غير صالح للعمل؛ تقلّ قدرة القلب على العمل. إذا لم يُعالَج تحدث الوفاة. لكن الكولشيسين يقتل الفيروسات ويعيد لعضلة القلبالقدرة الطبيعية على العمل".
وتضيف: "جرّبنا هذا على مجموعة من المرضى لأكثر من 10 سنوات، وحققنا نتائج ناجحة، زادت قدرة القلب على العمل بنسبة 30 ثم 40 ثم 50 في المئة في شهر واحد، وعولج المرضى بنجاح. بعد دراستنا، يُحقَّق في هذه التجربة في إنجلترا. يقولون: لماذا لا نستخدم الكولشيسين لمرضى كورونا؟ بعد ذلك ثبت من خلال دراسات مكثفة في إيطاليا وإسبانيا وروسيا وأمريكا أنها خفضت معدل الوفيات لدى مرضى كورونا في العناية المركزة، بخاصة في إيطاليا".
