تدفع الإمارات باتجاه زيادة خط إنتاجها الأساسي قبل الموافقة على التمديد إلى ما بعد أبريل/نيسان (Angus Mordant/Reuters)
تابعنا

رفضت الإمارات الأحد خطة يتفاوض عليها أعضاء تحالف "أوبك بلس" حول تمديد استراتيجية خفض إنتاج النفط الحالية، في تصعيد لخلاف قد يؤدي إلى عرقلة عملية تعافي سوق الخام بعد جائحة كورونا.

ويضع الخلاف دولة الإمارات التي عادة ما تفضّل حل المسائل الشائكة بعيداً عن الأنظار، في مواجهة علنية نادرة مع حليفتها التقليدية السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم وزعيمة مجموعة الدول المصدرة "أوبك".

وأدّى دفع الإمارات باتجاه زيادة خط إنتاجها الأساسي، إلى خروج اجتماع تحالف الدول المنتجة للنفط عن مساره الأسبوع الماضي والفشل في التوصل إلى اتفاق.

وبينما تؤيّد السعودية وروسيا اللتان تقودان تحالف "أوبك بلس" تمديد الاتفاق كما هو حتى ديسمبر/كانون الأول 2022، ترغب الإمارات في فتح نقاش حول زيادة مستويات الإنتاج، قبل الموافقة على التمديد إلى ما بعد أبريل/نيسان، تاريخ نهاية الاتفاق الحالي.

وتتجه الأنظار إلى اجتماع فيينا الاثنين.

وفي مداخلة تليفزيونية تخلّلتها تصريحات شديدة اللهجة، قال وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي الأحد، إنّ "مطلب الإمارات هو العدالة فقط بالاتفاقية الجديدة ما بعد أبريل/نيسان، وهذا حقنا السيادي، أن نطلب المعاملة بالمثل مع باقي الدول".

وتابع في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز العربية" إنّ "مسألة دخولنا أو إجبارنا على دخول اتفاقية جديدة وربطها بزيادة الإنتاج، لا نراها طلباً منطقياً ولو اتّفقت عليه كل الدول"، مضيفاً: "لا يُعقل أن نقبل استمرار الظلم والتضحية أكثر مما صبرنا وضحينا".

وتريد الإمارات اتخاذ قرار التمديد "في اجتماع لاحق بهدف إتاحة المجال لاتخاذ قرار فوري بزيادة الإنتاج اعتباراً من أغسطس/آب حتى نهاية الاتفاقية الحالية".

وشملت محادثات الجمعة الماضية اجتماعاً بين أعضاء أوبك البالغ عددهم 13 دولة بقيادة السعودية، تلاه اجتماع فني ومناقشة بين أعضاء "أوبك بلس" البالغ عددهم 23. وتضم المجموعة الأوسع روسيا، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم.

قال محللون من مجموعة "دويتشه بنك" الاستشارية، إن المناقشات تعقّدت بسب اعتراض الإمارات في اللحظة الأخيرة على صفقة روسية سعودية تُوُصّل إليها في وقت سابق، وهي التمديد حتى نهاية 2022.

وتُصِرّ الإمارات على رفع خط الإنتاج الأساسي بمقدار 0,6 مليون برميل يوميّاً إلى 3,8 مليون برميل، بما يسمح لها بزيادة الإنتاج من جانب واحد ضمن الحصة الحالية، حسب خبراء "دويتشه بنك".

ووفقاً للخبيرة في مركز "ريستاد" لأبحاث الطاقة لويز ديكسون، فإنّ "المفاوضات ستكون صعبة لأن (أوبك بلس) تدرك أنه إذا سُمح للإمارات بالإنتاج من قاعدة مختلفة، فقد يحتجّ أعضاء آخرون".

والخميس نقلت وكالة بلومبرغ للأخبار المالية عن مصدر لم تكشفه، توقعاته بالعودة إلى حجم إنتاج يبلغ مليونَي برميل يومياً بنهاية 2021، بمعدَّل 400 ألف برميل يوميّاً كل شهر اعتباراً من أغسطس/آب، وهو خيار لم يُقَرّ الخميس.

ويتماشى هذا مع الاستراتيجية العامة التي تتبعها "أوبك بلس" منذ مايو/أيار القاضية بزيادة الإنتاج تدريجياً، بعد خفضه كثيراً مع التراجع الهائل في الطلب منذ تفشِّي جائحة كوفيد.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً