تمكنت تشيلي من تطعيم نحو 87% من السكان بشكل كامل، بل والانتقال لإعطاء جرعات معزّزة. (Esteban Felix/AP)
تابعنا

بعد مرور ما يقارب عام ونصف على جائحة كورونا، قررت مجموعة من الدول إنهاء القيود وتبني استراتيجية "التعايش مع الوباء"، ويعود ذلك إلى ارتفاع نسبة التلقيح في بعض الدول، أو التكاليف الاقتصادية والاجتماعية الباهظة لاستمرار الإغلاق في دول أخرى.

فيما يلي 5 نماذج لدول طبقت تلك استراتيجية التعايش مع الوباء، وهي الدنمارك وسنغافورة وتايلاند وجنوب إفريقيا وتشيلي، وفق تقرير أعدّته شبكة CNN الإخبارية.

أولاً: الدنمارك

في 10 سبتمبر/أيلول الجاري، رفعت الدنمارك جميع القيود المفروضة، وأعلنت أن كوفيد-19 "لم يعد مرضاً يمثل تهديداً خطيراً على المجتمع".

ومنذ ذلك الحين، أصبح بإمكان الدنماركيين دخول المطاعم والملاهي دون إبراز "الشهادة الصحية"، وأيضاً استخدام وسائل النقل العام من دون ارتداء كمامات، بالإضافة إلى التجمع بأعداد كبيرة دون قيود، أي العودة بشكل عام إلى الحياة الطبيعية قبل الوباء.

تمكنت الدنمارك من اتخاذ ذلك القرار، بعد أن تجاوز معدل التلقيح فيها 74% من إجمالي عدد السكان، وفق بيانات Our World In Data.

من جانبه، أوضح وزير الصحة ماغنوس هيونيك، الأربعاء الماضي، أن معدل انتقال العدوى أصبح حالياً 0.7%، ما يعني أن منحنى تفشي الوباء مستمر في الانخفاض.

ورغم ذلك، ظلّت الحكومة حريصة على تنبيه الناس، إذ أكد هيونيك أنه "على الرغم من كل ذلك، إلا أن الوباء لم ينتهِ بعد، ولن تتردد الحكومة في اتخاذ قرارات عاجلة إذا عاد الفيروس إلى تهديد مجتمعنا".

ثانياً: سنغافورة

في أغسطس/آب الماضي، بدأت السلطات تخفيف القيود ومحاولة التعايش مع الوباء، سمح ذلك للأشخاص الملقحين بالكامل أن يرتادوا المطاعم، والالتقاء في مجموعات لا تتعدّى 5 أشخاص.

إلا أن تلك الاستراتيجية واجهت تحدياً حقيقياً بسبب متحور دلتا شديد العدوى، ما دفع السلطات إلى التراجع مؤقتاً محذرين من أنهم قد يلجؤون إلى القيود الكاملة مجدداً إذا عجزوا عن احتواء التفشي الجديد.

بدأت الدولة في فرض إجراءات تضمن تتبع مسار العدوى الجديد، وأعلنت الحكومة، الثلاثاء الماضي، عن أعلى معدل إصابات يومي منذ أكثر من عام، إلا أن عدد الأشخاص الذين يصابون بمضاعفات المرض ما زال منخفضاً بسبب ارتفاع نسبة التلقيح.

يعود ذلك إلى أن سنغافورة تملك واحداً من أعلى معدلات التطعيم في العالم، إذ تم تلقيح أكثر من 81% من إجمالي عدد السكان، تلقيحاً كاملاً.

ثالثاً: تايلاند

على الرغم من ارتفاع معدل الإصابات، إلا أن السلطات التايلاندية أعلنت، الأسبوع الماضي، اعتزامها إعادة فتح بعض الوجهات السياحية الشهيرة مثل بانكوك مجدداً، في محاولة لإحياء السياحة وتخفيف التداعيات الاقتصادية للوباء.

وألزمت السلطات السياح بضرورة الحصول على التلقيح كاملاً لاستقبالهم، إذ إنها تمتلك معدل تطعيم لا يتجاوز 18% بكامل الجرعات، و21% جرعات جزئية.

رابعاً: جنوب إفريقيا

تزامناً مع انخفاض معدل الإصابة في البلاد، قررت السلطات، الأحد الماضي، تخفيف القيود، مثل تقليل عدد ساعات الحظر الليلي إلى الساعة 11 مساء وحتى الرابعة صباحاً، كما سمحت بالتجمعات حتى 250 شخصاً في الأماكن المغلقة، و500 في الأماكن المفتوحة.

رغم ذلك، حذر الرئيس سيريل رامافوزا، من أن الموجة الثالثة المدمرة من الوباء لم تنته بعد، داعياً السكان إلى تلقّي التطعيم والالتزام بالقيود المتبقية، حتى لا تضطر البلاد للعودة إلى الإغلاق مجدداً.

خامساً: تشيلي

تمكنت تشيلي من تطعيم نحو 87% من السكان بشكل كامل، بل والانتقال لإعطاء جرعات معزّزة، ما دفع العديد من الدول للإشادة بتلك النسبة المرتفعة عالمياً.

ونتيجة لذلك، أعلنت السلطات الأربعاء الماضي، عن إعادة فتح البلاد أمام السياحة الدولية، اعتباراً من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بشرط استيفاء مجموعة من الشروط من بينها العزل 5 أيام عند الوصول.

وأكد وكيل وزارة السياحة خوسيه أوريارتي أن تلك "هي الخطوة الأولى، وسنكون قادرين على الاستمرار في مزيد من الانفتاح إذا نجحنا في الحفاظ على الظروف الصحية اللازمة".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً