تتصاعد الضغوط مرة أخرى على بكين للنظر في تحقيق جديد في منشأ الجائحة (Mauro Pimentel/AFP)
تابعنا

رفضت بكين، الجمعة، بشكل قاطع دعوة أطلقتها منظمة الصحة العالمية "لتعاون أفضل حول منشأ جائحة كورونا"، معترضةً على إجراء تحقيق جديد، وإعطاء بيانات إضافية، و"تسييس" الملف، مؤكدةً دعمها الجهود "العلمية" لا "السياسية" لمعرفة أصل ومنشأ الفيروس.

وتتصاعد الضغوط مرة أخرى على بكين للنظر في تحقيق جديد في منشأ الجائحة التي انطلقت للعالم من مدينة ووهان الصينية، وسط البلاد، وأودت بحياة أكثر من أربعة ملايين شخص، وألحقت أضراراً بالغة بالاقتصاد العالمي.

ويبذل العلماء جهوداً حثيثة لتحديد منشأ الوباء؛ فهل انتقل الفيروس من حيوان إلى البشر؟ أم تسرّب من مختبر صيني؟

تعترض بكين بشدة على الفرضية الأخيرة، إذ إنها لا تريد أن تظهر بمثابة الجهة المسؤولة عن تفشي الوباء.

وكان فريق مكوّن من مجموعة خبراء دوليين، أرسلته منظمة الصحة العالمية، إلى ووهان في يناير/كانون الثاني 2021 لإجراء أبحاث أولية حول منشأ الفيروس.

وقد أفاد تقرير المرحلة الأولى الذي كُتب بالتعاون مع خبراء صينيين، أن الفيروس انتقل على الأرجح من الخفافيش إلى البشر عن طريق حيوان وسيط.

واعتبر التقرير الذي حدد أربع فرضيات، أن فرضية تسرب الفيروس من المختبر "غير محتملة".

لكن في الأشهر الأخيرة، أعادت منظمة الصحة العالمية مجدداً طرح فرضية التسرب من المختبر، والتي تحدثت عنها واشنطن مراراً في سياق من الخصومة السياسية مع بكين.

وحضت المنظمة الخميس دول العالم كافة، بالأخص الصين، على تعزيز تبادل بيانات الإصابات الأولى بفيروس كورونا من أجل التقدم في التحقيق حول منشأ الوباء.

وفي بيان حول المضي قدماً في المرحلة التالية من الدراسات لاكتشاف أصل الوباء، قالت المنظمة: "بهدف التمكن من النظر في فرضية المختبر، من المهم أن يكون لدينا حق الوصول إلى جميع البيانات غير المعالجة"، معتبرةً أن "الوصول إلى البيانات لا ينبغي أن يكون رهاناً سياسياً في أي حال من الأحوال".

وردّت بكين على منظمة الصحة العالمية، الجمعة، بتأكيد موقفها الذي دافعت عنه لأشهر وهو أن التحقيق الأولي المشترك كافٍ وطلبات الحصول على بيانات إضافية لها دوافع سياسية خفية.

وقال ما تشاوتشو، نائب وزير الخارجية الصيني: "نعارض تسييس البحث عن الأصول (..) والتخلي عن التقرير المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية"، مضيفاً: "نحن ندعم البحث العلمي".

وفي ما يخصّ البيانات التي طالبت بها منظمة الصحة خصوصاً حول المصابين الأوائل في ووهان، تحدثت الصين مجدداً عن ما تعتبره "سرية طبية".

ومن جانبه أكد ليانغ وانيان، رئيس الوفد العلمي الصيني الذي شارك في إعداد التقرير المشترك مع منظمة الصحة، "نرغب فقط في حماية الحياة الخاصة للمرضى".

وتابع: "بدون موافقتهم، لا يحقّ لأي خبير أجنبي تصوير أو نسخ البيانات الأصلية".

وأصبحت الآن فرضية "تسرب المختبر" متداولة على نطاق أوسع، وذلك بعد التصريحات الجديدة الصادمة التي أدلى بها رئيس فريق الخبراء الدوليين بيتر امبارك، والذي زار ووهان في يناير/كانون الثاني 2021.

ففي وثائقي بثته الخميس قناة "TV2" الدنماركية الرسمية، انتقد الخبير الدنماركي الجنسية، للمرة الأولى بكين بشدة.

وقال امبارك نصاً: "حتى قبل 48 ساعة من انتهاء المهمة، لم نكن قد توافقنا بعد حول ذكر فرضية المختبر في التقرير".

وأوضح أنه بعد جولات من المباحثات حصل وفد منظمة الصحة أخيراً على إذن زيارة مختبرين، حيث تُجرى أبحاث حول الخفافيش.

وأكد رئيس فريق الخبراء الدوليين أن: "موظفاً (في مختبر) أُصيب أثناء أخذه عيّنات يندرج في سياق إحدى الفرضيات المحتملة، وهي أن الفيروس انتقل مباشرةً من الخفاش إلى الإنسان".

وأنهى امبارك انتقاداته اللاذعة لبكين، مؤكداً أن الخفافيش لا تعيش في البرية في منطقة ووهان، و"أن الأشخاص الوحيدين الذين من المحتمل أن يكونوا قد اقتربوا من الخفافيش المشتبه في حملها الفيروس المسبب لوباء كورونا، هم موظفون في مختبرات المدينة الصينية".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً