بدأت في نيويورك، الاثنين، محاكمة دونالد ترمب في قضية جنائية، في سابقة هي الأولى لرئيس أمريكي سابق، وهو تطوّر قد يشكّل تحوّلاً دراماتيكياً في استحقاق رئاسي يسعى فيه الجمهوريون للعودة إلى البيت الأبيض.
والرئيس السابق الذي لطالما وصف القضية بأنها صورية، جدّد الاثنين، في ختام الجلسة الأولى لهذه المحاكمة التشكيك في نزاهة القاضي خوان ميرشان، المكلّف بترؤس جلسات المحاكمة.
ولدى وصوله إلى المحكمة في مانهاتن قال ترمب في تصريح لصحافيين إن المحاكمة هي "اعتداء على الولايات المتحدة".
وقال ترمب للصحافيين: "لن نُمنح محاكمة عادلة"، مضيفاً: "لدينا مشكلة حقيقية مع هذا القاضي".
لكنّ موقف ترمب، البالغ 77 عاماً، من هذه القضية لم يغيّر في شيء موقف القاضي ميرشان، الناظر فيها، الذي حذّره في خطوة معتادة مع كل المتهّمين من أنه سيتعين عليه حضور الإجراءات في محكمة مانهاتن يومياً، وإلا سيواجه التوقيف.
وحدّد القاضي جلسة استماع الأسبوع المقبل للادعاء لتقديم دفوعه في ما يتعلّق بإدانة ترمب بازدراء المحكمة وخرقه أمراً قضائياً يمنعه من توجيه انتقادات إلى أشخاص على صلة بالقضية.
وترمب هو أول رئيس سابق في تاريخ الولايات المتحدة يَمْثل أمام محكمة في قضية جنائية، في محاكمة قد تُفضي إلى حكم بالسجن، وبالتالي إلى قلب موازين حملة الانتخابات الرئاسية التي يخوضها الملياردير، مرشحاً عن الحزب الجمهوري.
وبدأت عملية انتقاء أعضاء هيئة المحلّفين الاثني عشر مع إبقاء هوياتهم طي الكتمان لحمايتهم من أي رشوة أو ضرر جسدي.
وهؤلاء مكلّفون البتّ في ما إذا كان الملياردير الجمهوري مذنباً في تزوير مستندات محاسبية لمجموعته العقارية "Trump Organization".
وسمحت هذه النسخ المزوّرة، حسب الادعاء، بإخفاء مبلغ 130 ألف دولار في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية في 2016 دُفعت لممثّلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز كي تتستّر على علاقة جنسية قبل عشر سنوات مع ترمب، ينفي الرئيس الأمريكي السابق حدوثها.
ومن أصل 96 مرشحاً جرى استبعاد 50 منهم سريعاً بعدما أقرّوا بتعذّر اتّخاذهم موقفاً منصفاً وغير متحيّز في قضية على صلة بترمب، ولاحقاً سُمح لتسعة آخرين بالمغادرة بعد إعلانهم أسباباً تمنعهم من أداء الدور المطلوب منهم. وقال أحد محامي ترمب إن العملية قد تستغرق أسبوعين.
وطلب الادعاء تغريم ترمب لخرقه حظراً فرضه القاضي ميرشان يمنعه فيه من توجيه انتقادات إلى شهود محتملين وغيرهم من طاقم المحكمة على شبكات التواصل الاجتماعي. وأشار ميرشان إلى أنه سيبتّ في هذه المسألة لاحقاً.
وبعد أكثر من ثلاث سنوات من تركه البيت الأبيض في حالة فوضى، يواجه ترمب (77 عاماً) نظرياً عقوبة بالسجن. لكنّ ذلك لن يمنعه من أن يكون مرشّحاً للانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني القادم، التي يسعى خلالها إلى الثأر من جو بايدن، إلا أنه سيضع الحملة في وضع غير مسبوق.
