قرداحي قال إن قرار الاستقالة هدفه إعطاء فرصة للمصلحة الوطنية (AA)
تابعنا

أعلن وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي استقالته الجمعة، بعدما أثارت تصريحاته بشأن اليمن خلافاً مع دول الخليج أدخل الحكومة في حالة شلل منذ أسابيع، معبّراً عن أمله في أن يساهم ذلك في خروج لبنان من الأزمة.

يتزامن هذا القرار مع زيارة خليجية يُجريها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يقود جهوداً دولية لمساعدة لبنان على الخروج من أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها على الإطلاق.

وبدأ ماكرون جولته التي تستغرق يومين من الإمارات، على أن يزور بعدها قطر التي زارها الرئيس اللبناني ميشال عون مؤخراً والمملكة العربية السعودية.

وقال ماكرون في دبي قبل توجهه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان: "سنرى في نهاية هذه الرحلة، وما زلت حذراً، لكن أمنيتي على الصعيدين الاقتصادي والسياسي أن أكون قادراً على إعادة علاقات جميع دول الخليج مع لبنان لمساعدتها على الخروج من هذه الأزمة".

وتابع قائلاً: "آمل أن تسمح لنا الساعات القادمة بإحراز تقدم"، مضيفاً أنه يأمل أن يسمح ذلك لرئيس الوزراء نجيب ميقاتي بالاجتماع مع حكومته والمضي قدماً في جهود الإصلاح الاقتصادي المتعثرة.

"نتطلع إلى إعادة العلاقات"

وفي بيانٍ الجمعة قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، إن استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي كانت "ضرورية" بعد الأزمة التي نشأت مع السعودية ودول خليجية أخرى.

وأضاف ميقاتي: "نتطلع إلى إعادة العلاقات الطبيعية مع السعودية ودول الخليج الأخرى".

ودعا ميقاتي كل الاطراف اللبنانية "إلى عدم الإساءة بأي شكل إلى الدول الشقيقة والصديقة أو التدخل في شؤونها".

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء المصرية الرسمية، أوضح ميقاتي أن "لبنان على استعداد لإزالة أي شوائب وإقامة أفضل علاقات مع دول الخليج، لأن لبنان يشعر بالأمان حينما يكون الأخ الكبير بجانبه (في إشارة إلى السعودية)".

وأضاف: "لبنان كان وسيبقى عربي الهوية والانتماء، وعضواً مؤسساً وعاملاً في الجامعة العربية وملتزماً مواثيقها، ويتطلع إلى أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب".

"إعطاء فرصة"

وكان قرداحي انتقد التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن خلال مقابلة سُجّلت قبل أن يُعيَّن وزيراً، لكنها بُثّت على التليفزيون اللبناني بعد ذلك.

وأثارت تصريحاته غضب السعودية والكويت والبحرين والإمارات التي ردّت باستدعاء سفرائها من بيروت.

ومثّلَت هذه الخطوة ضربة للبنان الذي تشكلت حكومته في سبتمبر/أيلول بعد 13 شهراً من الانتظار، وكان يُنتظر منها أن تنفّذ إصلاحات كبيرة لإنقاذ البلاد من أزمة اقتصادية مدمرة.

وفي تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية قبل إعلان استقالته، قال قرداحي إن قرار الاستقالة هدفه إعطاء فرصة للمصلحة الوطنية.

حزب الله

وتشهد العلاقة بين لبنان والسعودية فتوراً منذ سنوات على خلفية تزايد دور حزب الله، الذي تعتبره الرياض تنظيماً "إرهابياً" ينفّذ سياسة إيران، خصمها الإقليمي الأبرز.

واعتبر وزير الخارجية السعودي أنه لا يمكن اختزال الأزمة الراهنة بتصريحات قرداحي، بل المشكلة "في استمرار هيمنة حزب الله على النظام السياسي" في لبنان.

وهذه المرة الثانية التي تثير فيها تصريحات وزير لبناني غضباً خليجياً وتحديداً سعوديّاً.

وكان وزير الخارجية السابق شربل وهبة تَقدَّم باستقالته من حكومة تصريف الأعمال في مايو/أيار على خلفية تصريحات صحافية اعتبرتها الرياض "شائنة".

ويثير قرار السعودية وقف الواردات من لبنان خشية من تداعياته على البلد الغارق في أزمة اقتصادية صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.

وتشكل السعودية ثالثة أكبر سوق تصدير للبنان، إذ استحوذت على ستة في المئة من صادرات البلاد عام 2020، بقيمة نحو 217 مليون دولار، وفق غرفة الصناعة والتجارة.

وكان حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الكبرى في لبنان، يرفض استقالة أو إقالة قرداحي.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً