من سفن مستأجرة إلى أسطول وطني.. تعرف رحلة تركيا لامتلاك أسطول عملاق / صورة: AA (AA)
تابعنا

عبر الشعلة التي أوقدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس خلال حفل ضخ الغاز الطبيعي المكتشف قبالة سواحل البلاد في البحر الأسود إلى البر، خطت تركيا أولى خطواتها على طريق أمن الطاقة واكتفائها الذاتي منها.

وفي هذه المناسبة زف أردوغان بشارتَين تتعلقان بالغاز الطبيعي المستخرج، إذ أعلن توفير الغاز الطبيعي، ضمن احتياجات المطابخ، وتسخين المياه بشكل مجاني لجميع المساكن في تركيا لمدة عام. كما ذكر أن الحكومة لن تتقاضى أجرة الغاز الطبيعي بجميع استخداماته لمدة شهر بعموم تركيا.

وبينما كانت رحلة استخراج غاز البحر الأسود وجعله قيد الاستخدام سهلة وسريعة، إذ استغرقت العملية أقل من 3 أعوام فيما يستغرق في مناطق أخرى من العالم 6 أو 7 سنوات، فإن رحلة البحث والتنقيب التركية خلال العقود الماضية لم تكن بهذه السهولة لكثير من الأسباب، لعل من أهمها ارتهان تركيا للسفن المستأجرة.

مشاكل السفن المستأجرة

بدأت أنشطة استكشاف البحر في تركيا منذ 46 عاماً، وذلك بعدما وضعت تركيا الخطط لإجراء أعمال البحث والتمشيط في بحر إيجة بسفينة مستأجرة من النرويج، لكن سحب الحكومة النرويجية التعسفي للسفينة أوقف العمل.

بعد ذلك، دخلت تركيا في عمليات بحث جديدة بسفينة استأجرتها من ألمانيا، إذ استمرت المغامرة في بحر إيجة بسفينة "هورا" (Hora)، والتي سُجلت في قائمة جرد المديرية العامة لأبحاث واستكشاف المعادن تحت اسم (MTA-SISMİK 1)، وفقاً لتقرير نشره موقع TRT Haber.

وعلى الرغم من أن السفينة الألمانية رفعت العلم التركي في بحر إيجة لمدة 28 عاماً، من 1976 إلى 2004، فإن السفن المستأجرة تسببت في عديد من المشاكل من حيث التكلفة والتبعية الأجنبية في جدول العمل. وبدلاً من المساعدة في استكشاف موارد تركيا الطبيعية تحت المياه، وضعت هذه السفن العراقيل أمام تركيا في طريقها نحو هدف الاستقلال في الطاقة، الأمر الذي دفع أنقرة إلى اتخاذ قرار حاسم لبناء أسطول وطني وعملاق بعيداً كل البعد عن الاستفزازات الغربية.

من سفن مستأجرة إلى أسطول عملاق

برؤية واضحة وضعت تركيا خططها الاستراتيجية الرامية إلى الكشف عن مصادر طاقة طبيعية جديدة داخل مياه وطنها الأزرق، وخلال وقت قصير جداً امتلكت أنقرة أسطولاً عملاقاً يضم الآن 6 سفن من الأحدث على مستوى العالم، سفينتان تنفّذان أعمال البحث والتمشيط و3 سفن خاصة بعمليات الحفر والتنقيب، بجانب سفينة التنقيب الجديدة من الجيل السابع.

وفيما يلي نستعرض سفن أسطول البحث والتنقيب التركي:

سفينة الفاتح

سفينة الفاتح، التي انضمّت عام 2017 إلى أسطول سفن مؤسسة البترول الوطنية التركية، تعتبر أول سفينة حفر وطنية. ومنذ دخولها الخدمة، كشفت الفاتح تباعاً عن كميات كبيرة من الغاز الطبيعي في البحر الأسود بلغت 710 مليار متر مكعب.

سفينة الفاتح (AA)

ومن بين 16 سفينة في فئتها، تعد واحدة من أفضل 5 سفن في العالم مجهزة بأعلى التقنيات، إذ تتميز بامتلاكها تكنولوجيا الجيل السادس التي تمكّنها من إجراء عمليات الحفر والتنقيب حتى عمق 12.2 كيلومتر، بالإضافة إلى القدرة على العمل في الأعماق ذات الضغط المرتفع.

ويبلغ طول سفينة الفاتح 229 متراً وعرضها 36 متراً وتزن أكثر من 51 ألف طن، ويبلغ ارتفاع برج الحفر على السفينة ارتفاع برج إيفل تقريباً. لديها القدرة على الحفر على عمق 12200 متر ولديها تقنية عالية المستوى.

سفينة يافوز

سفينة يافوز (AA)

واشترت تركيا سفينة الحفر والتنقيب يافوز وضمّتها مباشرة إلى أسطول سفن البحث والتنقيب داخل بنية مؤسسة البترول الوطنية في عام 2018.

ومثل سفينة الفاتح تُصنَّف سفينة يافوز من سفن الحفر من الجيل السادس، ويبلغ طول السفينة 230 متراً وعرضها 36 متراً، وتمتلك السفينة بُرجَي حفر يمكّنانها من العمل المتزامن، إذ يمكن إنجاز الأعمال الرئيسية والإضافية. كما وتتميز بأنها واحدة من 16 سفينة في هذا التصنيف في جميع أنحاء العالم.

سفينة القانوني

سفينة القانوني (AA)

انضمت سفينة القانوني إلى الأسطول في عام 2020 لتكون ثالث سفينة حفر تركية. ويبلغ طول السفينة 227 متراً وعرضها 42 متراً بوزن إجمالي يتجاوز 60 ألف طن، ويمكنها الحفر حتى عمق 12.2 كيلومتراً.

وسفينة القانوني هي سفينة حفر وتنقيب بدأت بناءها وتطويرها شركة سامسونغ في كوريا الجنوبية عام 2012، وتمتلك السفينة تكنولوجيا الجيل السادس كمثيلتيها سفينتَي الفاتح وياووز.

سفينة عبد الحميد خان

سفينة عبد الحميد خان (AA)

سفينة عبد الحميد خان هي سفينة الحفر الرابعة التي ضُمت إلى الأسطول التركي في عام 2022. وتعتبر من الأحدث والأقوى في الأسطول بمعداتها الفنية وخصائصها المادية المتطورة.

كما تُصنَّف ضمن سفن التنقيب العميقة من الجيل السابع، إذ لا سفن تنقيب تتفوق عليها من الناحية التكنولوجية. وتملك السفينة الجديدة تكنولوجيا أكثر تقدماً من سفن الجيل السادس، القادرة على الحفر في أعماق البحار تحت ضغط عالٍ للغاية على عمق 12 ألف متر، إذ يُتوقع أن تزيد سفن الجيل السابع هذه القدرة وتسهم في الوصول إلى أعماق أكبر بكثير.

ويبلغ طولها 238 متراً وعرضها 42 متراً، أما ارتفاع البرج فهو 104 متراً. وهي قادرة على حفر ما يصل إلى 12 ألفاً و200 متر. ولديها أيضاً مهبط للطائرات المروحية.

سفينة خير الدين بربروس

سفينة خير الدين بربروس (AA)

اشترت تركيا سفينة البحث خير الدين بربروس في أواخر عام 2012، وكانت بمثابة أولى سفن البحث التي أُلحقت بمؤسسة البترول الوطنية (TPAO).

ويبلغ الوزن الإجمالي للسفينة نحو 4711 طناً، فيما يصل طولها إلى 84 متراً وعرضها 21.6 متراً، وبها مهبط خاص للطائرات المروحية.

ولدى السفينة القدرة على إجراء أبحاث زلزالية ثنائية وثلاثية الأبعاد لقاع المسطحات المائية، ويمكنها تنفيذ أعمال البحث عن مصادر الطاقة وجمع البيانات على عمق 8 كيلومترات تحت سطح البحر.

سفينة عروج رئيس

عروج رئيس (AA)

بعد شراء سفينة خير الدين بربروس، باشرت تركيا على الفور في بناء سفينة عروج رئيس الخاصة بأعمال الأبحاث الزلزالية عام 2012 بموارد محلية خالصة. وما إن دخلت السفينة الخدمة منتصف عام 2017 حتى اعتُبرت من أفضل 5 سفن أبحاث متعددة الأغراض حول العالم.

ويبلغ طول السفينة 86 متراً وعرضها 22 متراً، ويمكن للسفينة البقاء في البحر لمدة 35 يوماً عندما تكون خزانات الوقود والماء محملة بالكامل، فيما يبلغ عمر السفينة الاقتصادي 30 عاماً. كما تحتوي على غواصة محلية الصنع تُدار من بُعد وتحوز أنظمة لرسم خرائط قاع البحر، وأنظمة القياس وأخذ العينات.

والسفينة مجهزة بأحدث الأجهزة الخاصة بعمل المسوحات الزلزالية العميقة الثنائية والثلاثية الأبعاد في البحار المفتوحة، بما يمكّنها من إجراء أبحاث علمية مهمة استراتيجياً، مثل تنفيذها مهامَّ مراقبة اليابسة تحت الجرف القاري وأعمال البحث عن النفط والغاز الطبيعي تحت مياه البحار، إذ يمكنها متابعة ودراسة الهياكل الجيولوجية على عمق 15 كيلومتراً من قاع البحر.

TRT عربي
الأكثر تداولاً