تابعنا
تعتبر سفينة TCG-Anadolu أكبر سلاح أنتجته تركيا على الإطلاق، وسيكون له آثار سياسية واقتصادية وإقليمية.

يبلغ مدى إبحار سفينة TCG-Anadolu 9000 ميل بحري ويمكنها الإبحار بسرعة قصوى تصل إلى 21 عقدة، وتحمل 41 طائرة بلا طيار أو 29 طائرة مروحية (11 طائرة بلا طيار أو 10 طائرات مروحية على السطح البالغة مساحته 5440 متراً مربعاً و30 طائرة بلا طيار أو 19 طائرة مروحية في حظيرة الطائرات) مع إمكانية حمولة تصل إلى 1223 من الأفراد العسكريين.

كما يمكنها نقل 27 مركبة برمائية مسلحة و30 دبابة قتال رئيسية. يمكن أيضاً استخدام السفينة مستشفى في أوقات الأزمات.

في الأصل بُنيَت TCG-Anadolu منصة هبوط (LHD) إذ خططت البحرية التركية لنشر طائرات هليكوبتر وطائرات مقاتلة على متنها. عُدلت الخطة لاحقاً إذ حولها المهندسون الأتراك إلى حاملة طائرات مسيّرة، وهي الأولى في تاريخ البحرية.

وأُنتجت السفينة التي يبلغ طولها 232 متراً ووزنها 27436 طناً في سبع سنوات بتكلفة مليار دولار على الأقل.

وستكون سفينة TCG-Anadolu قادرة على تنفيذ العمليات باستخدام طائرات Bayraktar TB-3 وAkinci وKizilelma المسيّرة بالإضافة إلى طائرات Hurjet القتالية الخفيفة. ومن المتوقع أن يحدث الإقلاع الأول لطائرة TB-3 من على ظهرها في أوائل عام 2024.

تعتبر سفينة TCG-Anadolu فريدة من نوعها في عديد من الجوانب وستشكل قوة مضاعفة للجيش التركي. فمن الناحية الفنية، وعلى الرغم من امتلاكها لنفس تصميم السفينة الإسبانية خوان كارلوس الأول، فإن تصميم منصة الإطلاق التي ستحلّق منها الطائرات المسيّرة والطائرات المقاتلة الخفيفة من شأنه أن يأخذ السفينة إلى مستوى أبعد.

في حين أن السفن من طراز LHD المماثلة مصممة لهبوط المروحيات فقط، فإن تصميم TCG-Anadolu مجهز لإقلاع الطائرات بشكل عمودي وأيضاً مجهز لتلك الطائرات التي تحتاج إلى مدرج قصير لتحليقها. ألهمت هذه المواصفات سريعاً القوات البحرية الأخرى، إذ يقال إن القوات الأمريكية والصينية واليابانية تخطط للحصول على سفن مماثلة.

إذا اتبعوا خطوات الجيش التركي في هذا الأمر، فإن تركيا ستقدم مفهوماً ربما يكون الأول من نوعه في عالم البحرية.

تمنح تجربة هذه السفينة الحربية الثقة والإقدام لأحواض بناء السفن التركية والحكومة وذلك لبناء مثل هذه السفن العملاقة. إذ صرح الرئيس أردوغان بالفعل أن تركيا ستبدأ إنتاج حاملة طائرات أكبر.

وفي الوقت الذي نقلت فيه شركة Navantia الإسبانية التكنولوجيا والتصميم وبعض المعدات الأساسية للجهات المصنعة لسفينة TCG-Anadolu، فإنه السفن الكبيرة الحجم التالية ستنتَج محلياً. نتيجة لذلك، فإن أحد أهم المكاسب لتركيا هو تكنولوجيا بناء مثل هذه السفن. ومن المتوقع أن يبدأ المصنعون الأتراك عمليات تصنيع للعملاء الأجانب وبذلك يحولون تجربتهم إلى إيرادات أيضاً.

بالإضافة إلى ذلك، سيتمكن الجيش التركي من توظيف بعض مخزونه من سلاحه الجوي بشكل فعال على حاملة الطائرات البحرية.

هذا يعني أنه بدلاً من مهاجمة أهداف العدو بالسفن الحربية، فإن الطائرات بلا طيار ستقلع من على متن سفينة TCG-Anadolu وتقصف المنشآت على بعد 1000 كيلومتر من السفينة.

علاوة على ذلك، إلى جانب مهاجمة العدو في أثناء عملية الرسو، فإن السفينة ستعمل على توسيع نطاق عمل الطائرات بلا طيار على اعتبار أنها قاعدة جوية عائمة. هذا يعني أن السفينة ستمكّن القوت العسكرية التركية من إجراء عمليات في جهات بعيدة. على سبيل المثال، لو كانت السفينة متوفرة خلال العملية العسكرية للجيش التركي في ليبيا، لكانت النتيجة أكثر حسماً وسرعة وفعالية.

ولأن تركيا محاطة بثلاثة بحار، فمن المحتمل أن تأتي أكبر التهديدات لأمنها من جهة المياه. وكلما زادت قوة البحرية زاد تأثيرها الرادع. ستنقل سفينة TCG-Anadolu كميات هائلة من القوات والذخائر والطائرات والصواريخ من بحر إلى آخر بتكلفة أقل.

في ضوء المساهمات السابقة للجيش التركي، فإن السفينة الجديدة ستمهد الطريق أيضاً لتحقيق مكاسب سياسية. أولاً، من خلال السعة والقدرة على نقل أعداد كبيرة من القوات والأسلحة، تعمل تركيا على تعزيز مكانتها الإقليمية.

يمكن مقارنة سفينة TCG-Anadolu بقاعدة يمكن أن ترسو في أي محيط. يمكن رؤيتها بالقرب من سواحل ليبيا والبحر الأحمر وبحر البلطيق. ومن الطبيعي أن يؤدي عرض القوة هذا إلى بث الثقة في قلوب أصدقاء تركيا وحلفائها (مثل حلفاء الناتو)، في النفس الوقت الذي تثير فيه القلق في عواصم خصومها. بل إنها قد تجبر أولئك الذين هم في صراع مع تركيا على حل خلافاتهم ودياً. بعبارة أخرى، قد تمهد سفينة الأناضول، وهي أداة القوة الصلبة، لبيئة جديدة لحل النزاعات.

تعتبر سفينة TCG-Anadolu أكبر سلاح أنتجته تركيا على الإطلاق، وسيكون له آثار سياسية واقتصادية وإقليمية.

إن السفينة تثبت أن المشاريع الكبيرة التي تنفَّذ في الوقت المناسب لتلبية الاحتياجات اللازمة تعزز مكانة القائد بالإضافة إلى مكانة الدولة، ناهيك بالمساهمات الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإن سفينة TCG-Anadolu ليست مجرد مشروع عسكري ولكنه أيضاً نصب تذكاري ضخم يشير إلى طموح تركيا وشغفها وخططها المستقبلية.

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن TRT عربي.

TRT عربي
الأكثر تداولاً