هذه لقطة مقربة لمقياس الشعاع في نيويورك. يشير بحث جديد نُشر الثلاثاء 16 أكتوبر في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، إلى أن جراحة السمنة قد تقلّل بشكل كبير خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية لدى مرضى السكري. (AP)
تابعنا

كلنا نعاني من تحولات وتغيرات في نمط حياتنا في فصل الشتاء. وتشمل التغيرات ساعات النوم، والنشاط البدني، والنمط الغذائي. وبعض هذه التغيرات يؤرّقنا ويسبّب لنا تبعات و نتائج غير مرغوب بها مثل المشكلات الصحية كزيادة الوزن الشائعة في فصل الشتاء، وجفاف البشرة، والخمول، وغيرها عديد من المشكلات.

تدفعنا الرغبة في السيطرة على هذه المشكلات الصحية إلى اتباع سلوكيات أخرى غير صحية كتناول أدوية مخففة للوزن، و ممارسة الرياضة بطريقة خاطئة وغير منظمة، واستعمال علاجات كيماوية ودوائية لمشكلات البشرة، فيما تجب السيطرة على التحولات في نمط الحياة في فصل الشتاء التي سينتج عنها تلافي المشكلات الصحية والتحلِّي بصحة أفضل ونمط حياة أمثل.

إن أكبر المشكلات الصحية التي تواجه الأغلبية في فصل الشتاء هي زيادة الوزن الملحوظة، فما أسباب ودوافع وطرق السيطرة على زيادة الوزن غير المرغوب فيها؟

إن أول مسبب يمتاز به فصل الشتاء هو الخمول الحركي الذي تسبّبه عوامل مثل قصر فترة النهار، والشعور بعدم وجود الطاقة الكافية لممارسة الرياضة، والأجواء الباردة والظروف الجوية، و ملازمة المنزل لفترات طويلة، مما يؤدِّي إلى التوجه للنوم لساعات طويلة، إضافةً إلى الجلوس والاستلقاء خلال الأوقات الأخرى من اليوم عدا ساعات العمل. ويؤدِّي الخمول الحركي بدوره إلى زيادة الوزن في فصل الشتاء، وعدا عن ذلك يؤدِّي أيضاً إلى الترهلات في الجسم كالترهلات في منطقة البطن تبعاً للجلوس لمدة طويلة.

أما المسبب الثاني فهو الشهية المفرطة للطعام، إذ يشعر الأشخاص في الشتاء بالجوع المتكرر، كما يشعرون بشهية كبيرة لتناول الطعام، وهو شعور فعلي وله مسببات يجب إدراكها جيداً للسيطرة على فرط الشهية الشتوي، ومن مسبباته:

- الجلوس لفترات طويلة دون حراك، كالجلوس أمام التليفزيون أو غيره من الأجهزة، إضافة إلى السهرات العائلية وتوافر الأطعمة عالية السعرات الحرارية.
- الشعور بالملل بسبب البقاء في المنزل، وهو عامل نفسي مؤثر على الشهية والوزن.
- الشعور بالبرد مما يُشعِر بالرغبة في تناول الطعام كمصدر للطاقة لتدفئة الجسم، أو الشعور بالرغبة في الدفء من خلال شرب مشروبات متنوعة كالشاي والقهوة ومصادر الكافيين الأخرى، إضافة إلى المشروبات الشائعة في فصل الشتاء، السحلب على سبيل المثال.
- تناول السكريات والنشويات البسيطة والدهنيات عند الشعور بالجوع، مما يرفع سكر الدم سريعاً، ومن ثم يمخفض مؤدّياً إلى الشعور بالجوع مرة أخرى، عدا عن سرعة هضمها، إذ تتطلب السكريات البسيطة نصف ساعة فقط للهضم.
- نقص فيتامين د الذي يزداد في فصل الشتاء بسبب عدم التعرض لأشعة الشمس التي تعمل على تنشيطه في الجسم، وقد ثبت علميّاً ارتباط نقص فيتامين د بزيادة الوزن وزيادة الشهية.

من الشائع أن حاجة الجسم إلى الطاقة تزداد في فصل الشتاء للحصول على طاقة لتدفئة الجسم، ولكن الخطأ أن نحصل على الطاقة من خلال زيادة السعرات الحرارية المستهلكة. على العكس، ما يجب فعله هو تغيير نوع الطعام المتناوَل، ومواعيد تناوله بطريقة تُبقِي الجسم في حالة نشاط وشبع لفترات أطول بنفس كمّ السعرات الحرارية المستهلكة.

يسهل التغلب على كل ما ذُكر من مشكلات وتحوُّلات في فصل الشتاء من خلال اتباع سلوكيات تغذوية للسيطرة على الشهية، وعلى المؤثرات النفسية والمعيشية، وذلك تجنبا للمشكلات الصحية المرتبطة بفصل الشتاء، كالتلبك المعوي والسمنة وزيادة الوزن، ومشكلات البشرة وتهيُّج القولون.

إن أهمّ الخطوات التي يجب اتخاذها هي:

- تناول وجبة فطور صحية مشبعة في الصباح الباكر لتحفيز الأيض، ولتزويد الجسم بطاقة كافية لتبدأ يومك بنشاط.
- الحرص على تناول 5-6 وجبات صغيرة ومتعددة يومياً لإبقاء الجسم في حالة نشاط، وتجنُّب ضربات الجوع التي تؤدِّي إلى تناول كميات كبيرة في وجبة طعام دسمة تصل بها إلى حدّ التخمة والامتلاء.
- إضافة الخضراوات إلى كل وجبة من وجباتك، فعلى الشخص البالغ استهلاك خمس حصص من الخضراوات يوميّاً. وتُعتبر الحصة حبة خضراوات طازجة كالخيار، أو كوب من شرائح الخضراوات أو السلطة أو الخضار المشوي، والبطاطا. ومن فوائد الخضار تزويدها بكم عالٍ من الألياف الغذائية، ومن ثَم تُبقي الجسم في حالة شبع لمدة أطول، إضافة إلى أهمية الفتيامينات والمعادن التي تحتوي عليها.
- تجنُّب الخبز الأبيض كالخبز العربي وخبز الحمام والتوست، لأن سرعة هضمه وامتصاصه ترفع سكر الدم. الأفضل أن نستبدل به خبز النخالة، وهو الخبز المصنع من حبوب القمح الكاملة.
- تناول الطعام ببطء، والحرص على المضغ جيداً، فمن المعلوم أن مضغ اللقمة الواحدة جيداً يجب أن يصل إلى 10 مضغات على الأقلّ، ويجب أن تأخذ الوجبة فترة لا تقلّ عن 15-20 دقيقة.
- تناول ثلاث حبات فاكهة يومياً، والحرص على تناولها كوجبات خفيفة بين الفطور والغداء، وبين الغداء والعشاء. مع الحرص على التنويع في الأصناف لإكساب الجسم تنوعاً أكبر في الفيتامينات والمعادن.
- الحرص على وجود صنف من البروتينات كاللحم والدجاج والسمك والبيض في الوجبة العذائية، إذ تحتاج البروتينات إلى فترة تقارب أربعة ساعات ليتسنى للجهاز الهضمي هضمها وامتصاصها، وبالتالي بعث نوع من الإحساس بالشبع لفترة طويلة. والمقصود بالبروتينات اللحم والدجاج والسمك والبيض والحليب ومنتجاته من ألبان وأجبان.
- استعمال بدائل للسكر في المشروبات اليومية، كإضافة القرفة أو اليانسون. أو استعمال محليات طبيعية أخرى كالعسل أو الدبس أو رحيق الصبار، التي لا تفوق السكر في السعرات الحرارية ولكنها أكثر حلاوة وفائدة.
- الحرص على اختيارات مناسبة للمشروبات الساخنة بخاصة مساءً، مثل شرب كوب من الحليب بالزنجبيل أو كوب من منقوع القرفة أو كوب من الشاي الأخضر بدلاً من شرب العصائر والنسكافيه والمشروبات الغنية بالسعرات الحرارية.
- تجنب تناول الدهنيات والتي تعتبر من أسباب فرط الشهية كما أنها تحفز تفريغ الأمعاء وبالتالي سرعة الشعور بالجوع.
- ممارسة نصف ساعة على الأقل من التمارين يوميّاً، ويمكن الاستعانة بالإنترنت وممارستها منزلياً تدريجياً.

من الأمور المؤرقة كذلك في الشتاء نقص المناعة، فمن الملاحظ تكرار الإصابة بالأمراض نتيجة التعرض لتغيرات في درجات الحرارة بين دفء المنزل وبرودة الشارع أو مكان العمل، إلخ، إضافة إلى الجلوس في أماكن مغلقة مما يزيد انتشار الفيروسات بين الأشخاص، وغيرها من الأسباب.

يجب الحرص تغذوياً على تقوية المناعة في فصل الشتاء لتزيد مقاومة الأمراض، أو مقاومة أعراضها على الأقل من خلال تناول مصادر فيتامين C الذي يمكن الحصول عليه من الحمضيات كالبرتقال والليمون، كما يتوافر في الفلفل الأخضر والفليفلة والكيوي.

كما يجب الحرص على تناول مصادر فيتيامين E، وهي المكسرات كاللوز، وبذور زهرة عبّاد الشمس، والبندق، والصنوبر، والجوز، والفول السوداني, كما يوجد في الأسماك كالسلمون، والسلمون المرقط. وفي الفاكهة كالمانجا، والكيوي، وفي الخضراوات كاللفت والأفوكادو.

وفي حالة المرض يجب الحرص على شرب السوائل الدافئة كالشُّربات الخفيفة والأعشاب المحلاة بالعسل الطبيعي، كما يُنصح بتناول الثوم والبصل، التي تُعتبر من المضادات الحيوية الطبيعية.

TRT عربي
الأكثر تداولاً