أطلق موقع ميديابارت سلسلة جديدة من المقالات تكشف وقائع الإسلاموفوبيا في فرنسا.  (AA)
تابعنا

أطلق موقع ميديابارت الفرنسي سلسلة قصصاً صحفية تكشف وقائع العنصرية والإسلاموفوبيا التي تتفشى وسط النسيج الاجتماعي للجمهورية، وتنغص حياة ضحاياها من مسلمين للاضطهاد الذي يعانونه هناك.

فيما اختار الموقع أن تأتي هذه المبادرة وسط زخم الانتخابات الرئاسية المرتقبة في أبريل/نيسان القادم، ذلك لما تشهده من تنافس بين مرشحي اليمين كون من هو الأشد منهم عداء للمسلمين. كما لإبراز تأثير خطاب الكراهية ذاك المتصاعد على المدنيين، وما يخلف من جرائم حتى قبل بداية المعركة الانتخابية.

ونشر الموقع يوم الاثنين أولى حلقات سلسلته تلك، التي حكت قصة ياسين الشاب جزائري الأصل، الذي وقع الاعتداء عليه بحرق معدات بناء بيته في بلدة سان جوريس (جنوب غرب البلاد)، لا لشيء إلا لأن مخطط البيت المستقبلي تضمن غرفة صلاة خاصة.

الحلقة الأولى.. نيران بيت ياسين!

استفاقت سان جوريس، البلدة الصغيرة الواقعة جنوب غرب البلاد والتي لا تتعدى ساكنتها الـ900 نسمة، يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على رائحة الدخان التي ملأت سماءها الشتوية الرمادية بدمغة سوداء على غير عادتها. كانت تلك شهادة الأجواء على تفاصيل جريمة كراهية استهدفت الشاب المسلم الجديد في القرية.

فيما القصة بدأت عندما قرَّر ياسين (34 سنة)، رجل أعمال جزائري الأصل من مدينة ليون، البحث عن مكان هادئ ليقيم عليه بيت أحلامه بعد سنوات طويلة قضاها في السكن وسط المناطق الحضرية الصاخبة. لتشد اهتمامه قطعة أرض بمساحة 11 ألف متر ببلدة سان جوريس، صالحة لإنشاء مزرعة صغيرة ومنزل أرحب لتكبر فيه ابنتاه.

ابتاع ياسين قطعة الأرض تلك، وسارع لطلب الترخيصات اللازمة لبدء عمليات البناء، بل ووضع معدات إنجاز المشروع على الأرض في ارتقاب انطلاق العمل عليه. غير أن أحد الأشخاص سرب مخطط البيت لساكنة القرية، والذي يضم إلى جانب عشر غرف مصلى خاص بالشاب المسلم وعائلته.

وكان وجود هذا المصلى شرارة انطلاق حملة كراهية استهدفت ياسين وحرضت ضده دون أن يدري، وانتشار شائعات بلغت حد وصفه بأنه يدبر لـ"مؤامرة إسلامية" بإنشاء مسجد وكُتاب قرآني سري. هكذا تم وضعه تحت التحقيق من قبل الساكنة، وأدى إلى انتهاكات كثيرة لخصوصيته الشخصية والعائلية.

ولم يقف الاضطهاد الذي تعرض له ياسين عند هذا الحد، بل تعداه لإحراق معدات البناء التي وضعها على الأرض، مسببين له خسائر بعشرات آلاف اليوروهات. وجرى تهديد عمدة البلدة من قبل جماعات يمينية متطرفة دخلت على خط، واتهامه بأنه "محابٍ للاحتلال الإسلامي"، حتى رضخ لمطالبهم بإلغاء تراخيص بناء بيت ياسين. هذا وانتشرت الملصقات التحريضية ضد المسلمين على جدران البلدة أياماً بعد حادث الحريق الذي سجل ضد مجهول.

"وقائع كراهية عادية"

وكشف ميديابارت بأن صحفيّته التي عملت على إنجاز الروبورتاج تعرَّضت هي الأخرى للتهديد من قبل أحد النشطاء المحرضين ضد ياسين بسان جوريس. وقالت بأن "جو"، أحد سكان البلدة وابن متعاون سابق مع حكومة فيشي النازية هناك، الذي قاد حملة التحريض ضد ياسين، هدد الصحفية من أجل سحب تصريحاته العنصرية التي صرح لها بها أثناء الروبورتاج.

فيما يسعى الموقع الفرنسي من خلال سلسلة الروبورتاجات تلك إلى الكشف عن مدى تأثير الخطاب الانتخابي التحريضي ضد المسلمين في انتشار جرائم الكراهية بالبلاد. وأوضح الموقع بأنه: "من خلال سلسلة "وقائع كراهية عادية"، يكشف الموقع ما تفعله العنصرية وكراهية الإسلام ومعاداة السامية، التي يتبناها العديد من المرشحين ووسائل الإعلام في هذا البلد (...) نظراً لأنها غالباً ما تكون غير مرئية، وبالتالي ستكون فرصة لمنح هؤلاء الكلمة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع".

TRT عربي
الأكثر تداولاً