ماذا نعرف عن فريدريك ملك الدنمارك الجديد؟ / صورة: Reuters (Ritzau Scanpix/Reuters)
تابعنا

في خطابها الذي وجّهته إلى شعبها عشية رأس السنة، أعلنت ملكة الدنمارك مارغريت الثانية تنحّيها بشكل مفاجئ عن عرش البلاد، بعد أن حكمت لما يعادل 52 عاماً، على أن يخلفها ولي العهد الأمير فردريك عقب حفل التنصيب أواسط شهر يناير/كانون الثاني الجاري.

وقالت الملكة مارغريت: "في 14 يناير/كانون الثاني 2024، بعد 52 عاماً من خلافتي لوالدي الحبيب، سأتنحى عن منصب ملكة الدنمارك، وسأترك العرش لابني ولي العهد الأمير فريدريك". وعللت العاهلة قرارها بأن "العملية الجراحية التي أجريتها أثارت فيَّ تفكيراً حول المستقبل، وحول مسألة ما إذا كان الوقت قد حان لنقل المسؤوليات إلى الجيل القادم".

وعقب الخطاب ذكر بيان صادر عن مكتب رئيسة الوزراء الدنماركية أن "صاحبة الجلالة الملكة مارغريت الثانية قررت التنازل عن العرش (...) وفي 14 يناير/كانون الثاني 2024، عندما تتنازل الملكة عن العرش، سيتولى صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير فريدريك العرش".

وسينال الأمير فريدريك، بعد تنصيبه على العرش، لقب "الملك فردريك العاشر". ويُعَدّ ولي عهد الدنمارك شخصية غامضة، إذ ظلَّ بعيداً لوقت طويل عن أنظار الصحافة المحلية والدولية، على الرغم من اشتهاره بحبه للاحتفالات في شبابه ودفاعه عن قضايا البيئة.

أمير الاحتفالات

وُلد الأمير فريدريك عام 1968 لأمّ هي ملكة الدنمارك وأب دبلوماسي فرنسي من أسرة نبيلة اسمه هنري دو لابورد دو مونباز. وعُرف الأمير بتمرده خلال فترة مراهقته، إذ يصفه المختصون في شؤون العائلة الملكية الدنماركية بأنه "كان مراهقاً وحيداً ومعذّباً".

وقالت غيتي ريد، الخبيرة في شؤون العائلة الملكية بالدنمارك، إنّ الأمير فريدريك "لم يكن متمرداً بالمعنى الدقيق للكلمة، لكنه في طفولته وشبابه لم يبدِ ارتياحاً للأضواء حوله ولمستقبله بأن يصبح ملكاً".

وتلقى الأمير دراسته الجامعية في جامعة آرهوس، ودرس لمدة سنة كاملة في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة باسم مستعار هو فريدريك هينريكسن، وتخرَّج فيها عام 1995، ونال درجة الماجستير في العلوم السياسية، وكان أول فرد في الأسرة الملكية الدنماركية الذي يكمل دراسته الجامعية.

وحسب ما كتبته صحيفة الغارديان البريطانية فإنّ عدم رضا الأمير فريدريك عن حياته دفعه ليجد العزاء في حب السيارات السريعة والاحتفال والرياضة. وسبق للأمير أن أفصح: "لا أريد أن أقفل على نفسي في قلعة، أريد أن أكون على طبيعتي، إنساناً"، مشيراً إلى أنه سيحافظ على هذا السلوك حتى بعد توليه العرش.

ويبلغ الأمير فريدريك اليوم 55 عاماً، وهو متزوج بالأميرة ماري دونالدسون الأسترالية الأصل. وأنجب الزوجان الملكيان أربعة أبناء، أكبرهم الأمير كريستيان الذي يبلغ من العمر 18 عاماً.

عسكري متمرس ومدافع عن البيئة

وعلى الرغم من ابتعاد الأمر فريدريك عن الأضواء فإن له شعبية كبيرة بين عموم الدنماركيين، وكشفت وسائل إعلام دولية أن 80% من الشعب راضٍ عن تولي ولي العهد عرش البلاد.

وعدا دراسته الجامعية وهواياته الجامحة، يُعرف الأمير فريديريك بأنه عسكري متمرس، فقد خدم في ثلاثة أسلحة مختلفة داخل الجيش الدنماركي. وعمل الأمير ضمن فيلق الضفادع البشرية التابع لبحرية بلاده، وكان أحد الأربعة الذين اجتازوا جميع اختبارات هذا الفيلق، من بين نحو 300 مجند، ويلقبه رفاقه في السلاح بـ"بينغو"، أي البطريق.

وسياسياً، يشتهر الأمير فريدريك باهتمامه الكبير بقضايا البيئة والمناخ ودفاعه عنها. وحسب الموقع الرسمي للعائلة المالكة في الدنمارك فـ"منذ انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP-15) في كوبنهاغن عام 2009، التزم الأمير (فريدريك) التركيز على التحديات المناخية والبيئية، لا سيّما جعل الدنمارك دولة تضرب مثالاً في التحول الأخضر".

ويُعرف القليل عن المواقف السياسية للأمير، ذلك نظراً إلى ابتعاده عن الصحافة، وإلى شكل النظام الملكي في البلاد الذي يقصر مهمة العاهل على دورها الشرفي، أي إنه لا يتدخّل في السياسة الداخلية الحزبية للبلاد. وعقب توليه العرش في 14 يناير/كانون الثاني الجاري سيصبح الملك فريدريك العاشر ملك الدنمارك وغرينلاند وجزر الفارو.

TRT عربي
الأكثر تداولاً