كيف تستعد أوكرانيا لهجوم الربيع؟ / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

أعلنت أوكرانيا أنها انتهت من تشكيل ثمانية ألوية عسكرية جديدة، بقوام 40 ألف مقاتل إضافي جندتهم مؤخراً في التعبئة التي أطلقتها إعداداً للهجوم المضاد الذي تخطط له خلال فصل الربيع الجاري. فيما يأتي هذا في وقت تتوالى فيه شحنات الأسلحة والذخائر نحو البلاد، قادمة من حلفائها الغربيين.

هذا وكان وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف، صرَّح قبل أسبوع، بأن الاستعدادات لشن الهجوم المضاد "شارفت على نهايتها". كما أطلقت قوات كييف هجوماً في أربعة محاور في الدونباس، مع بدأ الحديث أيضاً عن تحركاتها في الضفة الشرقية لنهر دنييبر على محور إقليم خيرسون.

ألوية "العاصفة" الجديدة

في مقابلة مع وكالة "أنترفاكس" الأوكرانية، أعلن وزير الخارجية الأوكراني إيهور كليمينكو، انتهاء بلاده من تشكيل ثمانية ألوية حرس هجومي جديدة، أطلقت عليها اسم "ألوية العاصفة"، وستخضع لقيادة قوات المسلحة الأوكرانية "بعد تلقي مهمتها قتالية".

وقال كليمينكو أن: "هذه الألوية شُكلت بالكامل، وعددها ثمانية. كما لدينا خطط لتشكيل ألوية إضافية، للطلب الكبير عليها ولوجود فرص لإجراء ذلك في الوقت الحالي". إضافة إلى هذا، يضيف الوزير، "نحن نعيد تسليح الألوية الحالية، وسوف تخضع للتدريب المناسب، من 2 إلى3 أسابيع، وفي نفس الوقت نبدأ في تشكيل وحدات إضافية".

وتتمثل مهمة هذه الألوية الجديدة، "التي أنشئ بعضها من الصفر"، في تنفيذ أعمال قتالية هجومية "جنباً إلى جنب مع قوات الجيش"، وفق ما أوضح الوزير. فيما أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إلى أن تعداد هذه القوة العسكرية الجديدة بلغ 40 ألف مقاتل، مع احتمال زيادتها لاحقاً.

وفي وقت لاحق، الأربعاء، كشف نائب البرلمان الأوكراني ياروسلاف جيليزنياك، عبر تليغرام، أن الرئيس فولودومير زيلنسكي، مرر مجموعة مشاريع قوانين من أجل التصديق عليها البرلمان، تستهدف تمديد العمل بالأحكام العرفية والتعبئة العسكرية العامة لمدة غير محددة.

أسلحة وذخائر إضافية

تأتي هذه المستجدات، تزامناً مع إعلان الولايات المتحدة اكتمال تسليم كييف كل حزمات المساعدات العسكرية التي كانت رصدتها لها، وكشفها عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 300 مليون دولار.

وحسبما نشرت وكالة "فرانس بريس"، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار، أن واشنطن برمجت "حزمة جديدة من الدعم العسكري لمساعدة أوكرانيا في مواصلة الدفاع عن نفسها". وتشمل هذه الحزمة "ذخائر إضافية لراجمات الصواريخ العالية الدقة من طراز هايمارس ومدافع هاوتزر إضافية وطلقات مدفعية وهاون، وقدرات مضادة للدروع" وفق ما أضافت المتحدثة.

هذا وأعلنت الدنمارك الثلاثاء أنها أرسلت حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، بلغت قيمتها 250 مليون دولار، وتشمل آلات إزالة الألغام والذخيرة والجسور الميدانية وتمويلات للدفاع الجوي. وعقب الإعلان، قال وزير الدفاع الدنماركي ترولز لوند بولسن: "نأمل أن يساعد التبرع في ضمان حصول أوكرانيا على نقطة انطلاق أفضل لتصبح سيد منزلها".

وفي 26 أبريل/نيسان المنصرم، أفاد موقع الحكومة البريطانية أن المملكة تعتزم تزويد كييف بصواريخ هجومية يتراوح مداها ما بين 100 و300 كيلومتر، هذا بالإضافة إلى معدات كشف الألغام وجسور ميدانية وأنظمة ملاحة وذخائر مدفعية.

هذا وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، الأربعاء 19 أبريل، تسلمها منظومة الدفاع الجوي "باتريوت" من الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا. وقال وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف: "أصبحت سماؤنا الأوكرانية الجميلة أكثر أماناً اليوم لأن أنظمة الدفاع الجوي باتريوت وصلت".

وفي شهر مارس/آذار المنصرم، سلمت كل من بريطانيا وألمانيا، الدفعات الأولى من دبابات ليوبارد 2 وتشالنجر للجيش الأوكراني. كما سلمت سلوفاكيا كييف 13 طائرة من طراز "ميغ-29" السوفييتية الصنع.

هجوم على محاور عدة

منذ فبراير/شباط الماضي، بدأ الإعداد في كييف لهجوم مضاد ضد القوات الروسية، في فصل الربيع. فيما لم يُكشف إلى الآن عن أي معلومات إضافية عنه، ما ترك تكهنات حول المحاور التي سيشملها الهجوم وأهدافه الاستراتيجية.

ومن ضمن السيناريوهات المحتملة للهجوم أن ينطلق على الجبهة في الدونباس، خاصة باخموت التي تشهد منذ أشهر معركة تكسير عظم للسيطرة عليها. وفي وقت سابق، في 19 أبريل الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية بدأ هجوم مضاد في أربع محاور في الدونباس، وهي باخموت ومارينكا وأفدييفكا وليمان.

غير أن نائبة وزير الدفاع الأوكراني آنا ماليار، قالت وقتها في تصريح تلفزيوني، أن هذا الهجوم ليس إلاً جزءاً من هجوم مضاد أوسع، لافتة إلى أن "القوات الأوكرانية تتقدم بنجاح في محاور ليمان وأفدييفكا ومارينكا". وفي يوم الاثنين، قال جنرال أوكراني كبير إن هذه الهجمات المضادة نجحت في طرد القوات الروسية من بعض المواقع في باخموت، لكن الوضع لا يزال "صعباً".

بالمقابل، وفي سيناريو آخر، من المحتمل أن تشن كييف هجومها من الجبهة الجنوبية، في محور خيرسون نحو ماريوبول، وقطع الربط البري الوحيد بين شبه جزيرة القرم والبر الأوكراني.

وفي هذا الصدد، أكّدَت تقارير لمعهد "دراسات الحرب"، وهو مركز أبحاث أمريكي مقره واشنطن، نُشرت 25 أبريل، تحركات للقوات الأوكرانية على الضفة الشرقية لنهر دنيبر في مقاطعة خيرسون، مضيفة أنها بذلك تمكنت من إنشاء نقاط ارتكاز بالقرب من بلدة أوليشكي، إلى جانب "خطوط إمداد مستقرة" لها هناك.

وأورد تقرير المعهد أن "هذه هي المرة الأولى التي يلاحظ فيها المعهد صوراً جغرافية موثوقة لمواقع أوكرانية على الضفة الشرقية (لنهر دنيبر) إلى جانب تقارير روسية متعددة المصادر عن وجود أوكراني دائم هناك". وقبل أيام من هذه التقارير، كان مسؤولون موالون لروسيا في مقاطعة خيرسون كشفوا عن استعدادات من القوات الأوكرانية لعبور نهر دنيبر.

وفي ذات السياق، كانت وسائل إعلام غربية قد نشرت مطلع أبريل الماضي، صور أقمار صناعية تُفيد بإنشاء الجيش الروسي تحصينات عسكرية وخنادق على طول المعبر الرابط بين شبه جزيرة القرم والبر الأوكراني الرئيسي، كما رصدت تحصينات مشابهة في سواحل شبه الجزيرة.

وحسبما أظهرت الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية الأمريكية "Maxar"، حُفرَت هذه الخطوط الدفاعية على طول أميال، وهي عبارة عن خنادق متعرّجة وبزوايا حادة لإعطاء الجنود فيها مدىً أوسع لإطلاق النار. وبجوارها تحصينات أخرى، منها خنادق عميقة مصمَّمة لتكون فخاخاً للدبابات والمركبات الثقيلة. في مؤشر على توقع موسكو حدوث هجوم بري على شبه الجزيرة التي تسيطر عليها منذ عام 2014.

TRT عربي
الأكثر تداولاً