أفادت تقارير أمريكية بأن القوات الأوكرانية بدأت التحرك على الضفة الشرقية لنهر دنيبر. / صورة: AP Archive (AP Archive)
تابعنا

بعد شهور من جمود الجبهة الجنوبية للحرب في مقاطعة خيرسون، أفادت تقارير أمريكية يوم الأحد ببدء عبور قوات كييف إلى الضفة الشرقية وإنشائها نقاط تمركز هناك، معتمدين في ذلك على تحليل صورة حديثة للجبهة رصدها مدوّنون عسكريون روس.

ويرى محلّلون أن هجوم الربيع، الذي طالما روّجته كييف خلال أشهُر الشتاء، سيُشَنّ عبر هذه الجبهة التي كُسر مؤخراً جمودها الذي دام منذ شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، في وقت تعزّز فيه روسيا تحصيناتها العسكرية حول شبه جزيرة القرم، تَحسُّباً لذلك الهجوم.

تحرُّكات شرق دنيبر

أكّدَت تقارير لمعهد "دراسات الحرب"، وهو مركز أبحاث أمريكي مقره واشنطن، نُشرت في وقت متأخر من يوم السبت، أن اللقطات التي رصدها المدونون العسكريون الموالون للكرملين، تكشف فعلاً تحركات للقوات الأوكرانية على الضفة الشرقية لنهر دنيبر، مضيفة أنها بذلك تمكنت من إنشاء نقاط ارتكاز بالقرب من بلدة أوليشكي، إلى جانب "خطوط إمداد مستقرة" لها هناك.

وأورد تقرير المعهد أن "هذه هي المرة الأولى التي يلاحظ فيها المعهد صوراً جغرافية موثوقة لمواقع أوكرانية على الضفة الشرقية (لنهر دنيبر) إلى جانب تقارير روسية متعددة المصادر عن وجود أوكراني دائم هناك"، ذاكراً أن المواقع الأوكرانية المُبلَغ عنها كانت في مناطق المستنقعات والجزر الصغيرة والروافد، بالقرب من مستوطنتَي أوليشكي وداتشي.

وقبل أيام من صدور هذه التقارير المؤكدة، كان مسؤولون موالون لروسيا في مقاطعة خيرسون كشفوا عن استعدادات من القوات الأوكرانية لعبور نهر دنيبر.

وقال وقتها القائم بأعمال محافظ مقاطعة خيرسون الموالي لروسيا فلاديمير سالدو، إنه "على الضفة اليمنى لنهر دنيبر تناور وحدات العدو وتغيّر المواقع وتموّه بمواقع زائفة، وتُنقَل القوات والمعدات الحربية، وتُجمَع الزوارق. وهناك أدلة على استعدادات لمحاولة عبور نهر دنيبر مع محاولة إخفاء هذا التحضير".

ويعتقد محلّلو معهد "دراسات الحرب" أنه إذا ما أطلقت أوكرانيا هجوم الربيع المضادّ، الذي طالما روّجته واستعدّت له، فسيكون الهدف الرئيسي هو اختراق الممر البري بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضُمّت عام 2014، عبر عبور الضفة الشرقية لنهر دنيبر الذي يفصل الجزأين الغربي والشرقي للبلاد.

ورفضت المتحدثة باسم الجيش الأوكراني للمنطقة الجنوبية ناتاليا هومينيوك، التعليق على التقارير المذكورة. في المقابل دعت خلال تصريحاتها لقناة 24 التليفزيونية المحلية، إلى التحلّي بالصبر حيال انتظار معلومات بشأن الهجوم المضادّ، قائلة إن "عملية عسكرية جارية تتطلب السرية التامة، وسنحرص على إخطاركم عندما يُسمح بذلك".

تحصينات ودفاعات حول القرم

تأتي هذه الأنباء بعد أيام قليلة من نشر وسائل إعلام غربية لصور أقمار صناعية، تُفيد بإنشاء الجيش الروسي تحصينات عسكرية وخنادق على طول المعبر الرابط بين شبه جزيرة القرم والبر الأوكراني الرئيسي، كما رصدت تحصينات مشابهة في سواحل شبه الجزيرة.

وحسبما أظهرت الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية الأمريكية "Maxar"، حُفرَت خطوط هذه الخنادق متعرّجة وبزوايا حادة، لإعطاء الجنود المتمترسين فيها مدىً أوسع لإطلاق النار. وبجوارها تحصينات أخرى، منها خنادق عميقة مصمَّمة لتكون فخاخاً للدبابات والمركبات الثقيلة.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن هذه التحصينات ظهرت حديثاً وفي وقت ضيق، قبل هجوم الربيع المتوقع من أوكرانيا، كما شهد محيط بلدة فيتينو الواقعة على الساحل الغربي لشبه جزيرة القرم، تشييد أميال من الخنادق الروسية، على الرغم من تقليل المحللين احتمالية حدوث هجوم برمائي.

واعتبر المحلل العسكري الروسي إيان ماتفيف في حديثه لـ"واشنطن بوست"، أن حدوث مُجمَل هذه التعزيزات العسكرية الأخيرة في القرم يعني أن "الجيش الروسي يدرك أنه يجب الدفاع عن شبه جزيرة القرم في المستقبل القريب"، مما يرجح فرضية معهد "دراسات الحرب" الأمريكي بأن هجوم الربيع سينطلق من الجبهة الجنوبية.

TRT عربي
الأكثر تداولاً