التفسير العلمي لأشهر الأحلام العالمية (ISTOCK). (Others)
تابعنا

منذ آلاف السنين تحاول البشرية فك ألغاز الأحلام والوقوف على معانيها، وبينما اعتقدت الحضارات المبكرة أن الأحلام هي وسيط بين عالمنا الأرضي وعالم الآلهة، جاء العلم ليضع نظريات مختلفة لتفسير هذه الظواهر، إذ طرح سيغموند فرويد وكارل يونغ بعضاً من أكثر نظريات الحلم الحديثة شهرةً حتى نهاية القرن التاسع عشر.

وبينما تركزت نظرية فرويد لتفسير الأحلام حول مفهوم الشوق المكبوت، وهي الفكرة القائلة بأن الحلم يسمح لنا بفرز الرغبات غير المحسومة والمقموعة داخلنا، خرج التطور العلمي والتكنولوجي الحديث بنظريات جديدة، إحدى النظريات الحيوية العصبية البارزة في الحلم هي "فرضية التنشيط والتركيب"، التي تنصّ على أن الأحلام لا تعني شيئاً في الواقع، بل هي مجرد نبضات دماغية كهربائية تسحب الأفكار والصور العشوائية من ذاكرتنا.

وبين الحقيقة والواقع العلمي، نشأ تخصص خاصّ يُعنَى بدراسة وتفسير الأحلام يسمى "أوفيولوجيا"، وبينما يحب أولئك الذين يفضلون الجانب الباطني للأشياء على العلم أن يفسروا أحلامهم وفقاً لكتب الأحلام المختلفة ويعتقدون أنه يمكنهم التنبؤ بالمستقبل من خلال أحلامهم، يعتقد علماء النفس أن الأحلام تعكس حالتنا الحالية بدقة وأن العقل الباطن يحاول إخبارنا بشيء مهمّ عبر الأحلام من وقت إلى آخر. إليكم في هذا التقرير أشهر هذه الأحلام:

الشعور بالسقوط

ردود الفعل الأساسية في أجسامنا في أثناء النوم سببها استرخاء العضلات وانخفاض معدَّل التنفس ودرجة حرارة الجسم. ويُعتقد أن ردود الفعل المفاجئة والشعور بالسقوط تحدث نتيجة لفقدان الدماغ السيطرة في أثناء استرخاء العضلات.

ووفقاً للبحوث العلمية فإن هذا "الفقد اللحظي للسيطرة" هو نتيجة الصراع بين نظام التنشيط الشبكي الذي يحافظ على حالة اليقظة لدينا ، و"النواة البطنية الوحشية" التي تقع بالقرب من العصب البصري، وهي المسؤولة عن شعورنا بالتعب والحاجة إلى النوم.

فيما يعزو بعض الباحثين هذه الظاهرة إلى العصور القديمة، إذ كان أجدادنا الأوائل على رؤوس الأشجار لحماية أنفسهم من المفترسات، وكانوا دائماً حذرين لتجنُّب السقوط والتعرض للأذى.

الذهاب إلى الامتحان بلا دراسة

فسر علماء النفس حلم الذهاب إلى قاعة الامتحان واكتشاف أنك لم تدرس أو أنك نسيت كل شيء فجأة، بالإضافة إلى الأحلام التي تكون فيها واقفاً للتحدث أمام حشد كبير لكنك تفقد فجأة القدرة على الكلام، بأنه وسيلة ومؤشرات لاختبار أدائنا العملي بصورة انتقادية.

يُذكر أن مشاهدة هذا النوع من الأحلام لا تقتصر على الطلبة، ولكن أيضاً على الأشخاص الذين تخرجوا منذ فترة طويلة، ومن أبرز أسبابه أن تكون واجهت بعض التوتر قبل النوم أو كنت قلقاً للغاية بشأن شيء ما، في هذه الحالة من الأفضل أن تأخذ استراحة قصيرة وتحافظ على الاسترخاء.

ارتداء ملابس غير لائقة أو عدم ارتداء ملابس على الإطلاق

في بعض الأحلام يشاهد الشخص نفسه في مكان عامّ مرتدياً ملابس غير لائقة أو أنه لا يرتدي أي شيء على الإطلاق، وفي بعض الأحيان نشاهد أنفسنا قد لبسنا ملابس جميلة لكننا نسينا أن نلبس أحذيتنا، في هذه يدعونا علماء النفس إلى التركيز على المشاعر التي انتابتنا في أثناء الحلم.

يتبع هذه الأحلام بالعادة شعور بالخجل والإحراج، وهو ما يفسره عالم النفس إيان والاس بقوله: "هذا يعني أنك تشعر بالضعف في وظيفتك الجديدة أو في علاقتك الجديدة وتخشى أن يتعرف الآخرون نقاط ضعفك وعيوبك".

ولكن إذا لم تشعر بأي عار في حلمك وشعرت بدلاً من ذلك بالفخر، فهذا يعني أن ربما تشعر بعدم الاكتراث بمن حولك وتودّ أن يرى الآخرون مواهبك وشخصيتك أكثر.

التأخر عن موعد ما أو محاولة اللحاق بشيء

بعض الأشخاص يرون أنفسهم يركضون للحاق بحافلة فاتتهم أو يحاولون الإسراع للحاق باجتماع مهمّ قد نسوه أو تأخروا عنه، وهو الحلم الذي يرمز إلى الخوف من فقدان شيء مهمّ جداً في علاقاتك، وفقاً لخبير الأحلام مايكل ر.أولسن.

فعلى سبيل المثال، إذا كنت قلقاً باستمرار من عدم توافر كثير من الوقت لإنجاز الأشياء التي تراها مهمة في الحياة الواقعية، فإن لا وعيك يحاول التأثير عليك في أثناء النوم ويحاول أخبارك أنه قد حان الوقت لإعادة النظر في جدولك الزمني وتوفير بعض الوقت للأشياء المهمة حقّاً.

الهرب من مطاردة

حسب خبير الأحلام لوري لوفنبرغ فإن هذا النوع من الأحلام يطارد الأشخاص الذين يميلون إلى تجنب الصراع، والذين يخافون التسبب في المشكلات أو مواجهتها في الحياة الواقعية.

ويدعو لوفنبرغ إلى الانتباه للشيء الذي يطاردك في أثناء الحلم، فهو يرمز إلى شعور غير مريح أو موقف تحاول أن لا تفكر فيه في الحياة الحقيقية، يمكن أن يتمثل هذا الشيء في الإدمان الذي تحاول العلاج منه أو شخص تربطك به علاقة ما أو حتى جزء من شخصيتك لا تريد أن تعترف به مثل موهبة خفيَّة أو طموح ما.

لتفسير هذا النوع من الأحلام أيضاً نظرية تقول إن الأحلام بشأن الهرب من شخص ما هي ببساطة إلا صوت الصدى للغرائز البدائية الموجودة في جيناتنا التي ورثناها عن أسلافنا الأوائل، لأنهم كانوا يركضون باستمرار من الحيوانات المفترسة.

TRT عربي