مكان قبر جماعي لضحايا قرية الطنطورة، الذي يقع حالياً تحت ساحة انتظار سيارات "شاطئ دور" بمدينة قيسارية (Tomer Appelbaum)
تابعنا

ارتكبت العصابات الصهيونية المُسلّحة خلال أحداث النكبة الفلسطينية عام 1948، عشرات المجازر التي راح ضحيتها آلاف المدنيين الفلسطينيين "العُزْل" في مختلف القُرى والمُدن.

ورغم المحاولات الإسرائيلية الحثيثة لإخفاء وطمس حقيقية تلك المجازر، فإن شواهد تاريخية كـ"المقابر الجماعية" وشهادات لجنود إسرائيليين شاركوا في ارتكاب هذه الجرائم، ظلّت دليلاً دامغاً على وقوعها.

وحسب تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية عام 2019، فإن فرقاً من وزارة الدفاع الاسرائيلية أزالت منذ أوائل العقد الماضي مجموعات من الوثائق التاريخية لإخفاء دليل النكبة والفظائع التي رافقتها، كما حاولت إخفاء شهادة من جنرالات حول قتل المدنيين وهدم القرى، أو طرد البدو خلال العقد الأول من قيام الدولة.

وعام 2013 اكتشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" 6 مقابر جماعية تضم مئات الرفاتات والهياكل العظمية لشهداء ومدنيين قُتلوا خلال عامي 1936 و1948، وذلك خلال أعمال ترميم كانت تنفذها المؤسسة في مقبرة الكزخانة في مدينة يافا (شمال).

فيما كشفت صحيفة "هآرتس" في 21 يناير/ كانون الثاني الماضي عن آخر هذه الشواهد، التي كانت لمقبرة جماعية لفلسطينيين قُتلوا إبّان حرب 1948 على شاطئ مدينة قيسارية الشهير (شمال).

وأشارت الصحيفة إلى وقوع عمليات "قتل جماعي للعرب بعد استسلام قرية الطنطورة" عام 1948.

وذكرت "هآرتس" أن فيلماً وثائقياً للمخرج ألون شوارتز بعنوان "الطنطورة" سيُعرَض الأسبوع القادم عبر الإنترنت، ويتضمن شهادات جنود إسرائيليين شاركوا في المجزرة.

وحسب الصحيفة فقد دُفن نحو 200 فلسطيني بعد إعدامهم في قبر جماعي يقع حالياً تحت ساحة انتظار سيارات "شاطئ دور".

ويقول فلسطينيون إن المجموعات اليهودية المسلحة نفذت عديداً من المجازر بالقرى الفلسطينية خلال حرب 1948 لإجبار سكانها على الرحيل.

وحسب مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات (مقره بيروت) فإن عدد المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في الفترة بين 1937 و1948، زادت على 75 مجزرة، راح ضحيتها أكثر من 5 آلاف شهيد فلسطيني، فضلاً عن إصابة آلاف.

وقال المركز في أحد إصدارته لعام 2009، إن ذروة تلك المجازر كانت خلال الفترة الممتدة بين عامي 1947 و1948، وهي الفترة المعروفة بالنكبة.

وهذه أبرز المجاز الموثَّقة إبان النكبة الفلسطينية:

  • - مجزرة فندق "سميراميس" بالقدس في 5 يناير/كانون الثاني: هدمت عصابة صهيونية الفندق، مما تسبب في مقتل 20 فلسطينياً على الأقلّ، وجرح 20 آخرين.

  • - مجزرة بوابة يافا في مدينة القدس في 7 يناير/كانون الثاني: ألقت عصابة صهيونية، قنبلة على بوابة يافا في مدينة القدس، فقتلت 18 عربياً وجرحت 41 آخرين.

  • - مجزرة "السرايا العربية" بمدينة يافا في 8 يناير/كانون الثاني: فجّرت عصابات صهيونية سيارة ملغومة قرب مبنى كان يُطلَق عليه اسم السرايا العربية (كان يضمّ مقر اللجنة القومية العربية) وسط يافا، مما أسفر عن مقتل 70 عربياً وإصابة عشرات.

  • - مجزرة "السرايا العربية" الثانية في 14 يناير/كانون الثاني: فجّرت عصابة صهيونية سيارة ملغومة بجانب السرايا القديمة، مما أسفر عن مقل 30 عربياً.

  • - مجزرة عمارة المغربي بمدينة حيفا في 16 يناير/كانون الثاني: تفجير قنبلة موقوتة قرب عمارة يطلق عليها اسم "المغربي"، مما أسفر عن مقتل 31 عربياً وإصابة ما يزيد على 60 آخرين.

  • - مجزرة قرية يازور قضاء يافا في 22 يناير/كانون الثاني: هاجمت عصابة صهيونية قرية يازور على مدخل مدينة يافا ليلاً، ونسفت بعض المباني، مما أسفر عن مقتل نحو 15 عربياً وهم نيام على فراشهم.

  • - مجزرة شارع عباس في حيفا في 28 يناير/كانون الثاني: دحرجت عصابة صهيونية برميلاً مملوءاً بالمتفجّرات في شارع عباس العربي (مُنحدر)، مما تسبب في هدم بعض البيوت على ساكنيها ومقتل 20 عربياً وجرح 50.

  • - مجزرة قرية سعسع قضاء حيفا في 14 فبراير/شباط: هاجمت عصابة صهيونية قرية سعسع، ودمرت نحو 20 منزلاً فوق رؤوس ساكنيها، مما أسفر عن مقتل 60 مواطناً معظمهم من النساء والأطفال.

  • - مجزرة "بناية السلام" في القدس في 20 فبراير/شباط: فجّرت عصابة صهيونية مركبة مملوءة بالمتفجرات وضعتها أمام بناية السلام في مدينة القدس، مما تسبب في مقتل 14 عربياً وجرح 26 آخرين.

  • - مجزرة قطار حيفا في 31 مارس/آذار: فجّرت عصابة صهيونية القطار السريع المعروف باسم القاهرة-حيفا، مما أسفر عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 60 آخرين.

  • - مجزرة "دير ياسين" في 9 أبريل/نيسان: شنّنت عصابات صهيونية هجوماً على قرية دير ياسين غربي القدس، نُسفت خلاله المنازل على رؤوس سكانيها، واستُهدف المواطنون الفارون من المجزرة استهدافاً مباشراً.
    وحسب مصادر عربية ودولية فإن عدد قتلى المجزرة بلغ 254، بينهم 25 سيدة حاملاً بُقرَت بطونهن أحياءً برؤوس الحراب.

  • - مجزرة قرية "قالونيا" في 12 أبريل/نيسان: هاجمت عصابة صهيونية القرية الواقعة بجوار مدينة القدس، وهدّمت المنازل وتسببت في مقتل 14 مواطناً على الأقلّ.

  • - مجزرة قرية ناصر الدين في 14 أبريل/نيسان: هاجمت عصابة صهيونية القرية المُطلّة على بحيرة طبريا، وفتحت نيران أسلحتها صوب السكان، مما تسبب في مقتل 50 شخصاً من أصل 90 هو عدد سكان القرية آنذاك.
  • - مجزرة قرية الحسينية شمال صفد في 21 أبريل/نيسان: هاجمت عصابات صهيونية القرية بالأسلحة الرشاشة والمتفجّرات، مما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين.

  • - مجزرة حيفا في 22 أبريل/نيسان: هاجمت عصابات صهيونية المدينة ليلاً فاحتلوا البيوت والشوارع والمباني، وقتلوا نحو 150 عربياً، وجرحوا نحو 400 آخرين.

  • - مجزرة قرية "عين الزيتون" في 4 مايو/أيار: هاجمت عصابة صهيونية القرية الواقعة قرب صفد ودمّرت منازلها، وجمعت عدداً من سكانها بلغ نحو 70 مواطناً، وقيّدتهم ثم أعدمتهم.

  • - مجزرة قرية "أبو شوشة" شرق الرملة في 14 مايو/أيار: حاصرت عصابات صهيونية القرية، وبدأت مهاجمتها بقذائف الهاون والقتل العشوائي لرجال القرية، مما أسفر عن مقتل 60 من سكانها، وذلك عشية إعلان قيام دولة إسرائيل.

  • - مجزرة "بيت دراس" في 21 مايو/أيار: هاجمت قوات إسرائيلية القرية الواقعة شمال شرق غزة بعد محاصرتها من كل الجهات، وقصفتها بالمدفعية عشوائياً بكثافة، مما أسفر عن مقتل 260 بينهم نساء وأطفال وشيوخ.

  • - مجزرة "الرملة" في 1 يونيو/حزيران: خدع ضباط إسرائيليون سكان مدينة الرملة حينما خيّروهم بين النزوح من المدينة والسجن الجماعي، الأمر الذي مكّنهم من قتل عدد كبير منهم (قُدّر بالمئات)، وإلقاء الجثث على طريق المدينة العامّ، ولم يبقَ بعد هذه المجزرة إلا 25 عائلة عربية.

  • - مجزرة اللد في 11 يوليو/تموز: ارتكب الجنود الإسرائيليون مجزرة بحق سكان المدينة راح ضحيتها نحو 426 مواطناً، وذلك في عدة أحداث منها اقتحام مسجد يضمّ عشرات المواطنين، كان الجنود أعطوا كل من دخله الأمان، لكنهم قتلوا فيه عدداً من المواطنين وصل إلى 167.

  • - مجزرة "الدوايمة" في 29 أكتوبر/تشرين الأول: جرت على عدة دفعات أسفرت عن مقتل 500 مواطن، أبرزها حادثة المسجد الذي يُطلَق عليه اسم "الزاوية"، حيث قتل الجنود الإسرائيليون نحو 50 شيخاً كانوا داخل المسجد، ويُذكر أنه قُتل أطفال خلال المجزرة بتكسير جماجمهم بالعصيّ.
AA
الأكثر تداولاً