منتخب قطر / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

يستعد المنتخب "العنابي" لخوض أولى تجاربه في بطولة كأس العالم التي تحتضنها بلاده للمرة الأولى في الشرق الأوسط، والتي ستنطلق يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري على ملعب البيت بلقاء منتخب قطر مع نظيره منتخب الإكوادور في المباراة الافتتاحية للنسخة التاريخية من المونديال الذي ستختتم فاعلياته يوم 18 ديسمبر/كانون الأول القادم.

وضمن مساعيها لتجنب تجربة منتخب جنوب إفريقيا عام 2010 الذي أصبح المضيف الوحيد الذي لم يقوَ على تجاوز دور المجموعات في كأس العالم أنشأت الدوحة أكاديمية التفوق الرياضي "أسباير" حيث يتكوّن رياضيو المستقبل في قطر.

ولم تكتفِ قطر بتأسيس الأكاديمية وحسب، بل جلبت إليها أفضل الإداريين والخبراء الفنيين، وعلى رأسهم المدرب الإسباني فيليكس سانشيز باس الذي قدم إلى البلاد عام 2006، ويشرف على المنتخب الأول منذ يوليو/تموز 2017 بعد أن أشرف على منتخبات تحت 19 و23 عاماً، ثم قاد الكبار إلى أول لقب في كآس آسيا عام 2019.

الاستعداد بصمت

بعد نيلها في عام 2010 حقوق تنظيم بطولة كأس العالم 2022 راهنت قطر على المدرسة الإسبانية، ممثلة بسانشيز ومساعديه الثلاثة سيرجيو أليغري وألبرتو مينديس-فيلانويفا وكارلوس دومينيك مونفورتي لتأسيس جيل يصل إلى المستوى العالمي، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

ومن أجل تعزيز حظوظه من خلال مشاركته التاريخية في المونديال بدأ المنتخب القطري استعداداته مبكراً لخوض منافسات البطولة، خاض خلالها "العنابي" تجارب مختلفة في السنوات الماضية للتجهيز بأفضل صورة ممكنة لمباريات كأس العالم 2022.

وقبل انطلاق المونديال نظَّم العنابي بصمت وبعيداً عن وسائل الإعلام معسكراً أوروبياً بين النمسا وإسبانيا يستمر لـ5 أشهر، ويهدف من خلاله المدرب الإسباني إلى الاستقرار على القائمة التي ستشارك في البطولة.

وكان الاتحاد القطري لكرة القدم فرّغ اللاعبين الدوليين منذ انطلاقة الموسم الحالي وأعفاهم من اللعب في الجولات السبع الأولى من الدوري، كي يتسنى لسانشيز تجميع العناصر التي دأب على اختيارها، بعيداً عن الأنظار في أوروبا، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

أهداف كبيرة

مستغلاً سلاحَي الأرض والجمهور يأمل المنتخب القطري تحت قيادة المدرب الإسباني سانشيز تحقيق إنجاز تاريخي في أولى تجاربه في بطولة كأس العالم.

ومتحدثاً إلى صحيفة صحيفة "ماركا" الإسبانية قال فيليكس سانشيز عن حظوظ "العنابي": "نعلم ما هو دورنا، ندرك أنّنا لسنا مرشحين بقوة، ولكننا في الوقت نفسه وفي حدود إمكانياتنا مطالبون برفع سقف التوقعات ووضع أهداف كبيرة ومحاولة المنافسة إلى أقصى حد".

وأضاف سانشيز: "كان من الصعب جداً الاعتقاد أن قطر ستفوز بكأس آسيا 2019، وقد فزنا باللقب، لا أتحدّث طبعاً عن فوز قطر بكأس العالم، لكن تقديم أداء جيد ضدّ تلك المنتخبات الثلاثة في مجموعتنا، بعد ذلك هي كرة قدم ولا تعلم أبداً ما الذي قد يحدث".

وعن حظوظه في تجاوز المجموعة الأولى التي تضم منتخب الإكوادور الذي سيكون بمثابة مفتاح التأهل، خصوصاً أن الاستهلال الجيد سيشكل حافزاً قبل المواجهتين المواليتين أمام منتخبين قويين جداً هما السنغال بطل إفريقيا وهولندا صاحب التاريخ العريق، قال سانشيز: "نحن نختلف جسدياً وبدنياً عن منافسينا، نمتلك لاعبين موهوبين وسنحاول اللعب كوحدة واحدة، وأن نتحلى بالخطورة في الهجمات المرتدة".

تشكيلة مثالية ومتناغمة

يرى نجم المنتخب القطري السابق عبد الله مبارك (60 عاماً) أن وجود اللاعبين بعضهم مع بعض لفترة طويلة جعل كل لاعب يحفظ دوره ودور زميله، يزيد الطيب أن "اللاعبين يعرف بعضهم بعضاً بنظرة العينين، وليس بالضرورة بالصوت أو بالكلمة"، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

فيما يشير المعلق المصري أحمد الطيّب إلى أن النجاح الذي حققته هذه المجموعة ضاعف الثقة عند اللاعبين بقدراتهم أولاً، وبقدرات مدربهم ثانياً، "تشعر أثناء المباراة بوجود سانشيز داخل كل واحد منهم، بل تشعر كأنه بالفعل واحد منهم".

وأثناء حديثه إلى وكالة الصحافة الفرنسية روى المعز علي، المهاجم الأكثر تهديفاً في التوليفة الحالية والذي يعول عليه مشجعو المنتخب لتجاوز الجولة الأولى، قصة النجاحات مع نفس المجموعة التي ظل يشرف عليها سانشيز بالتدرج حتى المنتخب الأول؛ "تُوِّجنا بلقب كأس آسيا تحت 19 عاماً في ميانمار مع فيلكيس ومجموعة من اللاعبين الحاليين على غرار أكرم عفيف ومادبو عاصم وسالم الهاجري وتميم المهيزع ويوسف الحارس، ثم توالت النجاحات ببلوغ مونديال الشباب في نيوزيلندا العالم التالي، ثم برونزية كأس آسيا تحت 23 عاماً 2018 في الصين (تُوّج هدافاً لها) حتى وصلنا إلى الذروة بالفوز بلقب كأس آسيا للكبار".

ولم ينسَ المعز الدور الكبير لزميله عفيف بعد الثنائية الكبيرة التي شكلاها؛ "نحن سوياً منذ أكثر من تسع سنوات، يفهم بعضنا بعضاً على (الطاير) والتواصل كبير بيننا".

TRT عربي
الأكثر تداولاً