بعد حادثة FTX.. تَعرَّفْ باينانس أكبر بورصة للعملات الرقمية وصاحبها جاو / صورة: Reuters (Dado Ruvic/Reuters)
تابعنا

أعلن رئيس باينانس (Binance) تشانبينغ جاو الخميس أن منصة تبادل العملات المشفرة ستصدر تقريراً مستقلاً عن احتياطاتها والتزاماتها "في غضون أسبوعين"، مؤكداً رفضه الاتهامات بأنه تسبب بانهيار FTX المنافس الذي هز السوق بإعلان إفلاسه بعد عجزه عن الإيفاء بالسحوبات المفاجأة لأصحاب العملات المشفرة. وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

قبل أيام قليلة أدى انهيار منصة FTX التي قدرت قيمتها سابقاً بـ32 مليار دولار إلى تدهور قيمة العملات الرقمية وقوض ثقة المستثمرين في القطاع برمته. وهو ما دفع جاو للقول في قمة معهد ميلكن للشرق الأوسط وإفريقيا المنعقدة في أبو ظبي إن باينانس ستنجو "مئة بالمئة" حال قرر أصحاب العملات المشفرة سحب أموالهم فجأة منها.

وما فاقم الفوضى في سوق العملات الرقمية بعد انهيار FTX إعلان "باينانس" بيع عملة مشفرة مرتبطة بـFTX ثم عرض شراء الشركة وتراجعها عن العرض في اليوم التالي. الأزمة الحالية جعلت أحد عمالقة التشفير "باينانس" والرجل الذي يديرها "تشانبينغ جاو" يبرزان بشكل أقوى على الأقل في الوقت الحالي.

مَن تشانبينغ جاو؟

تشانبينغ جاو (Reuters)

ولد جاو تشانبينغ (45 عاماً) في مقاطعة جيانغسو الساحلية شمال شنغهاي وتبع والده الأكاديمي إلى كندا عندما كان في الثانية عشرة من عمره، وذلك بعد هروب عائلته من القمع في الصين بعد أن اتُّهم والده بأنه مؤيد للبرجوازية، وفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية.

في المدرسة الثانوية احتل المرتبة العاشرة بمسابقة الرياضيات الوطنية في كندا، ثم درس علوم الكمبيوتر في جامعة ماكجيل في مونتريال. عقب تخرجه من الجامعة وحصله على شهادة في علوم الكمبيوتر عمل جاو على أنظمة البرمجة لبورصة طوكيو للأوراق المالية وبلومبيرج، ثم انتقل إلى شنغهاي في 2005 حيث أسس منصة تداول عالية التردد "Bijie Tech" عام 2015 قدمت برمجيات لتبادل العملات الرقمية بشنغهاي.

بعد أربع سنوات من تأسيسه لأول منصة لتبادل العملات الرقمية في شنغهاي أغلقت الصين جميع البورصات في البلاد. وهو ما دفعه إلى طي صفحة Bijie Tech بعد فترة وجيزة.

وعندما اشتدت حملة الصين القمعية تحرك جاو منذ ذلك الحين للاستقرار في هونج كونج وسنغافورة ومؤخراً في دبي. وحتى بعد انهيار العملات المشفرة تقدر ثروة جاو بنحو 17 مليار دولار.

باينانس: أكبر بورصة للعملات الرقمية

رغم تشديد السلطات الصينية الخناق على منصات العملات الرقمية في البلاد لم يتوانَ جاو عن إطلاق منصته الجديدة "باينانس" في يوليو/تموز 2017، وهي مسجلة في جزر كايمان. فيما واصل عدد من موظفيه العمل من شنغهاي، وذلك رغم حظر عمليات تبادل العملات المشفرة، حيث أعلنوا أن المنصة الجديدة هي مؤسسة "بعيدة" دون مقر ثابت لتجنب التدقيق الحكومي.

عام 2017 ازدهرت منصة باينانس في ذروة ازدهار عرض العملة الأولي، وذلك عندما أثبتت بورصات بطأها في سرد ​​موجة العملات المشفرة الجديدة، على عكس منصة جاو التي صعدت لتصبح أكبر بورصة بالعالم من حيث حجم التداول اليومي للعملات المشفرة، مما يجعلها الوسيط المهيمن لسوق بقيمة تريليون دولار.

حسب الإيكونوميست تطورت باينانس إلى كوكبة كيانات عالمية بعضها أُطلِق من الصفر واستحوذت على البعض الآخر، مما يجعل من الصعب التعامل معها، حتى بالنسبة إلى المطلعين. ما هو واضح أنها تنقل قدراً كبيراً من المال، حيث يجري تداول عشرات المليارات من الدولارات من الأصول على المنصة كل يوم. عادةً ما تأخذ منصة جاو رسوماً نسبة 0.1% مقابل العمليات التي تُجرى عليها.

تجدر الإشارة إلى أنه عام 2021 وُضعت باينانس قيد التحقيق من وزارة العدل الأمريكية وخدمة الإيرادات الداخلية حول مزاعم غسل الأموال والمخالفات الضريبية. فيما أمرت هيئة السلوك المالي بالمملكة المتحدة بوقف أنشطة المنصة هناك في يونيو/حزيران 2021.

هل كان جاو سبباً في انهيار FTX؟

تنافست باينانس مع FTX لتقديم أكبر القروض للمتداولين بسوق العملات الرقمية. وعندما ظهرت أنباء عن متاعب FTX في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري قال جاو إن باينانس ستبيع ملايين الدولارات من العملات الأجنبية، وهو رمز صادر عن شركة FTX. بعد ذلك عرض جاو شراء المنصة التي كانت على وشك الانهيار ثم ألغى عرضه، وهو الأمر الذي يراه الخبراء رصاصة الرحمة التي أطلقها جاو لإنهاء معاناة FTX.

من جهته نفى جاو أن يكون تسبب عن قصد بانهيار FTX بإعلانه السابق، رافضاً ما ورد في تغريدة لبانكمان فريد كتب مدير ومؤسس المنصة المنافسة، جاء فيها "لقد فزتَ". الأمر الذي دفع جاو إلى القول: "لا يمكن إلا لمختل عقلياً أن يكتب مثل هذه التغريدة".

وفي سياق متصل أشار جاو إلى أن حل مشكلات قطاع العمل المشفرة لا يتمثل بتحسين التنظيم فقط، مؤكداً أنه يتوجب على كبار الشخصيات بالقطاع وضع معايير محددة. وتابع: "أعتقد أن التنظيم عنصر أساسي (..) لكن الأهم من ذلك أن يتصرف اللاعبون بالقطاع بأسلوب يحتذى"، مشدداً على صعوبة العثور على "توازن صحيح" بين الحاجة إلى دعم الابتكار وحماية المستهلكين.

TRT عربي