تابعنا
يشهد العالم اليوم السبت مراسيم تتويج الملك تشارلز الثالث (74 عاماً)، على رأس المملكة المتحدة، برفقة زوجته الملكة كاميلا.

يعتبر تشارلز الثالث، سابع ملك يرتدي التاج بعد إليزابيث الثانية التي كانت آخر المتوجين قبل 70 سنة.

ويعتكف منذ أيام مئات من المنتظرين ليوم التتويج في الشوارع التي من المقرر أن يمر من خلالها تشارلز الثالث، انطلاقاً من قصر باكنغهام متوجهاً إلى الكاتدرائية التي ستشهد المراسيم. ويرى خبراء أن تتويج تشارلز ليس كسابقيه.

حيث يأتي الاحتفال الرسمي الأكبر الذي تشهده البلاد منذ أزيد من 70 سنة، في ظروف مغايرة لتلك التي رافقت عمليات التتويج السابقة.

ففي الوقت الذي يجري الملك المنصّب وحرسه "بروفات" الحفل الذي سيتابعه ملايين عبر العالم، تستعد المعارضة ببلاده لاحتجاجات، وذلك اعتراضاً على العبء المالي الذي تكلفه العائلة المالكة على خزينة الدولة في ظل تراجع الوضع الاقتصادي في البلاد.

هل تمرّد تشارلز أو قرر مغازلة شعبه؟

يبدو أن عديداً من المؤشرات التي تسبق حفل تتويج الملك تشارلز الثالث تؤكّد خروجه عن قواعد عدة فيما يتعلّق بعادات هذا اليوم.

ويظهر الاختلاف في التفاصيل البسيطة بدءاً من عدد المعازيم، مروراً بما سيرتديه، وعدد ساعات الحفل، وصولاً إلى المسافة التي سيسيرها وسط الجماهير.

فقد حضر مراسيم تتويج والدته الملكة إليزابيث قبل 70 عاماً ما يزيد على 8 آلاف من الجماهير في حين سيحضر حفل تشارلز الثالث 2300 فقط وبالتالي ستستثني القائمة عدداً من النّبلاء والشخصيات الهامة.

ويبدو أن الوضع الاقتصادي للبلاد ألقى بظلاله على الحفل، فقرّر تشارلز على ما يبدو ألا "يستفز شعبه فيه" بالمبالغة في مظاهر الترف بالحفل.

مظاهرات في بريطانيا ضد الملكية (AFP)

على خلاف عمليات التتويج السابقة لن يشاهد الحضور تسلّم الملك تشارلز للسّبيكتين الذهبيتين، حسبما أوردت صحيفة الديلي ميل البريطانية في تقرير سابق لها، حيث تزن الصولجانات نحو رطل من الذهب الخالص.

وتقرر أيضاً تقليص مدة المراسيم إلى نحو ساعة مقارنة بما يقارب أربع ساعات توّجت فيها الملكة إليزابيث.

ولن يسير تشارلز نفس المسافة التي قطعتها والدته سنة 1953 يوم توّجت على العرش، حيث لن تتجاوز مسافته 2.28 كلم، مقابل 6.4 لإليزابيث.

وكانت الملكة إليزابيث غيرت ثيابها أكثر من مرة بحفل تتويجها، الأمر الذي لن يفعله تشارلز الثالث، إذ يرى المهتمون بشأن العائلة الملكية أن في هذا القرار اختصاراً للوقت وتقليلاً لمظاهر الترف.

ويُتوقع أن يرتدي تشارلز الثالث الزي العسكري في التتويج، بدل السروال القصير والجوارب الحريرية التي ارتداها الملوك قبله، وقد التزم ملك بريطانيا الجديد الزي العسكري منذ جنازة والدته العام الماضي.

للمرة الأولى سيُدعى عامة الشّعب لأداء ما يعرف بـ"القسم بالولاء" للملك وولاة العهد في جزء من المراسيم التي تعرف بأداء "جوقة الملايين".

الزيت المقدّس.. من الزيتون الفلسطيني

يعتبر مشهد دخول الملك كنيسة وستمنستر آبي ومشيه وسط الحضور نحو كبير الأساقفة أهم مرحلة بالحفل، حيث يصب كبير الأساقفة الزيت الموجود داخل قارورة مصنوعة من الذهب في ملعقة ويمسح به على رأس ويد وصدر الملك على شكل الصليب.

وصنعت قارورة الزيت الذهبية سنة 1661 ويبلغ طولها 20 سم، أما ملعقة التتويج فمصنوعة من فضة مطلية بالذهب واللؤلؤ. ويعتقد أن تاريخها يعود إلى القرن الثاني عشر ويبلغ طولها نحو 27 سم.

أما عن الزّيت المقدّس، فقد جرت "مباركته" بكنيسة القيامة في القدس بمراسيم خاصة، وصُنع من محصول الزيتون من جبل الزيتون بالقدس. ويتوقع عدم بث لحظة المسح بالزيت على تشارلز نزولاً على رغبته.

مراسيم معاصرة

للمرة الأولى بتاريخ عمليات التتويج بقصر باكنغهام سيحضر ممثلون لمختلف الأديان والمجموعات العرقية لإظهار تنوع بريطانيا الحديثة، كما سيكون لزعماء غير مسيحيين دور ملموس بالحفل.

ويقول د.يوسف مشرية رئيس منتدى جسور السلام في تصريح لـTRT عربي: "حضور مختلف الأعراق مراسم التتويج ما هو إلا رسالة إلى العالم أنه يمكننا التعايش في تسامح وأن التنوع والاختلاف ثراء لا مصدر قلق".

مضيفاً: "المملكة اليوم مثال يحتذى بعالم يعيش مختلف الصراعات العرقية والاثنية، نحن نشهد هذا الشهر اليوم الذي اتخذته الأمم المتحدة يوماً عالمياً للعيش في سلام 16 مايو/أيار".

كما سيشهد الحفل للمرة الأولى بتاريخ البلاد مشاركة أساقفة نساء مع قادة ديانات أقلية ببريطانيا، ما اعتبر رسالة إلى العالم بصورة بريطانيا الحديثة وصورة للتغيّر الديمغرافي الذي طرأ عليها السنوات الأخيرة.

عملية "غولدن أورب" لتأمين الحفل

أطلقت الشرطة البريطانية اسم غولدن أورب على تأمين حفل تتويج الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا، حيث سيُنشر زهاء 10 آلاف رجل أمن.

ووصف وزير الدولة لشؤون الأمن توم توغندهات تأمين الحفل بـ"إحدى أهم العمليات الأمنية التي شهدتها بريطانيا".

وأضاف: "استخباراتنا وقواتنا الأمنية على علم تماماً بالتحدّيات التي نواجهها وهي مستعدة لمواجهتها كما فعلت الشرطة ببراعة مساء الثلاثاء".

وقبضت الشرطة البريطانية على رجل اشتُبه بأنه مسلح بعدما اقترب من قصر باكنغهام وألقى أشياء اعتُقد أنها خراطيش سلاح ناري.

TRT عربي
الأكثر تداولاً