قررت "المفتشية الملكية للشرطة وخدمات الإطفاء والإنقاذ"، أعلى هيئة رقابية على أجهزة الأمن والوقاية المدنية البريطانية، فرض رقابتها على جهاز شرطة لندن، إجراءً عقابياً لسوء أدائه.
ومنذ السنة الماضية، تلاحق شرطة لندن، وهي أكبر جهاز شرطة في المملكة، فضائح عديدة وخروقات متعلقة بانتهاك الخصوصية، كما الاغتصابات والعنصرية. أبرزها كانت الفضيحة التي أدت إلى استقالة رئيسة الجهاز، بعد أن كشف تحقيق داخلي عن تفشي الكراهية ضد النساء وحالات التحرش داخل شرطة لندن.
إجراءات عقابية
وأعلنت "المفتشية الملكية للشرطة وخدمات الإطفاء والإنقاذ" البريطانية وضعها جهاز شرطة لندن تحت المراقبة، عبر تفعيل آلية "إنغيج" في حقه، لأول مرة في تاريخه. وقالت المفتشية الملكية، في تبريرها الإجراء، إنه "يوفر تدقيقاً ودعماً إضافييْن لمساعدة شرطة لندن على إجراء تحسينات، إذ يتطلب الأمر قوة من أجل إنتاج خطة تحسين شاملة".
وسيتعين على جهاز شرطة العاصمة، البالغ تعداده 43 ألف عنصر، الخضوع لفحص دقيق ومتابعة، كما سيتطلب منه ذلك إبلاغ مفتشي المراقبة، بشكل أكثر انتظاماً، بتفاصيل عملياته ونجاعتها في تحقيق أهداف مكافحة الجريمة باحترام للقانون.
ورداً على هذا القرار، قال جهاز شرطة لندن في بيان: "نحن ندرك التأثير التراكمي للأحداث والمشاكل التي يتعامل معها جهاز الشرطة. كما نتفهم تأثير ذلك على المجتمعات ونشاركهم خيبة أملهم". مضيفاً: "نحن مصممون على أن نكون جهازاً يمكن لسكان لندن أن يفخروا به. لهذا نحن في تواصل دائم مع المفتشية حول الخطوات التالية".
وفي ذات السياق، رحبت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل بالإعلان الصادر عن المفتشية، وقالت "أتوقع من الشرطة أن تحترم المبادئ الأساسية. من الجليّ أن شرطة العاصمة لا تلبي هذه التطلعات، لذا أنا أؤيد التدابير المتخذة اليوم".
فضائح شرطة لندن
ومؤخراً تورط رجال شرطة لندن في عدة فضائح نالت من سمعة الجهاز. من بينها تلك التي سجن من أجلها الشرطيان دنيز جعفر وجيمي لويس، بعد تصويرهما جثتي ضحيتين كانا يحققان في مقتلهما، ونشرهما بين شبكات أصدقائهما على تطبيق "واتساب"، مرفقين الصور بنكات عنصرية.
وفي مارس/آذار 2021، اهتزت مدينة لندن على وقع جريمة اختطاف وقتل الشابة سارة إيفرارد، التي اكتُشفت جثتها بعد ذلك في منطقة كنت. وقادت تحقيقات الشرطة إلى أن الفاعل لم يكن سوى عنصر من شرطة لندن، واين كوينز، الذي اقتاد الضحية بدعوى خرقها إجراءات الحجر الصحي، قبل أن يختلي بها ويغتصبها ثم يقتلها ويخفي الجثة. وإثر جريمة سارة إيفرارد، لاحقت انتقادات شرطة لندن بالتستر على السلوك غير السوي لعنصرها.
وفي فبراير/شباط الماضي، وجّه رئيس بلدية لندن صادق خان انتقادات لاذعة لرئيسة شرطة مدينته، إذ قال إنه: "غير راضٍ عن استجابة مفوضة شرطة العاصمة" بعد أن أبلغها بضرورة إجراء تغييرات واسعة "لاستئصال العنصرية والتمييز الجنسي ورهاب المثلية والتمييز وكره النساء" في صفوف الجهاز.
إثر هذه الانتقادات أعلنت رئيسة شرطة لندن كريسيدا ديك استقالتها، معللة الخيار بالقول: "ليس أمامي خيار سوى التنحّي" بعد فقدان عمدة لندن صادق خان الثقة في قيادتها.