بعد مرور عقدين.. أين مهندسو حرب العراق الآن؟ وماذا يفعلون؟ / الصورة: Getty Images (Others)
تابعنا

متذرعين بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل ويشكل تهديداً للسلام الدولي شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها في 20 مارس/آذار 2003 حرباً دموية لا تزال تثير جدلاً واستقطاباً واسعاً تركت بدورها آثاراً سلبية على العراق وشعبه حتى يومنا الحالي.

وفي حين قدم العراق ما بين 151 ألفاً وأكثر من مليون قتيل وأنفقت الولايات المتحدة نهاية المطاف ما لا يقل عن 3 تريليونات دولار على الحرب قبل انسحاب آخر جنودها العام الماضي. فيما لم يدفع الرجال والنساء الذين شنوا هذه الحرب الإجرامية الكارثية أي ثمن خلال العقدين الماضيين. على العكس من ذلك، لقد جرى إغراقهم بالترقيات والمال، وفقاً للتقرير الذي نشره موقع ذي إنترسبت الأمريكي تحت عنوان "مهندسو حرب العراق أين هم الآن؟".

وفيما يلي قائمة بأسماء 10 أشخاص من كبار المسؤولين الأمريكيين الذين كانوا وراء الغزو الأمريكي للعراق، وفق ما أورد كاتب المقال جون شوارز الذي تساءل أيضاً عما حدث لهم بعد الحرب التي لا تزال تثير جدلاً محتدماً حتى يومنا الحالي:

1- جورج دبليو بوش

وصف تقرير موقع ذي إنترسبت الرئيس السابق بوش والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنهما "أكبر مجرمي الحرب في القرن الحادي والعشرين". وأضاف: "في عالم أفضل كان الاثنان يتشاركان الآن زنزانة في لاهاي".

لكن في وقتنا الحالي ينشغل بوش بجمع كميات ضخمة من المال بإلقاء المحاضرات والكلمات الرئيسية في المنتديات والمناسبات المختلفة، حيث يتقاضى ما لا يقل عن 100 ألف دولار نظير كل ساعة يفصح فيها عن أفكاره.

وأشار الكاتب ساخراً إلى أن بوش الذي يكرس جل وقته للرسم ولقاء أصدقائه أدان مؤخراً الحرب الأوكرانية بقوله: "قرار رجل واحد شن غزو وحشي غير مبرر تماماً للعراق". ثم قال: "أعني أوكرانيا!" وقد ضحك هو وجمهوره جميعاً.

2- ديك تشيني

خلال خطاب ألقاه في أغسطس/آب 2002 أطلق ديك تشيني -الذي كان نائباً للرئيس بوش حينها- واحدة من أكثر الأكاذيب الصارخة حول العراق خلال التحضير للحرب. إذ ادعى أنه عندما انشق حسين كامل صهر صدام حسين عام 1995، كشف أن العراق كان يحاول صنع أسلحة نووية مرة أخرى، وذلك رغم إصرار كامل، الذي تحدث لشبكة سي إن إن الأمريكية حينها، على أن العراق ليس لديه أسلحة غير تقليدية من أي نوع.

ومنذ مغادرته منصبه قضى تشيني وقته في الصيد وتأييد دونالد ترمب لمنصب الرئيس عام 2016، وعدم محاكمته بتهمة التعذيب. وظل لفترة من الزمن يعيش بقلب ميكانيكي خارجي لضخ الدم عبر عروقه بشكل مستمر.

3- دونالد رامسفيلد

تشير "ذي إنترسبت" إلى أنه في الوقت الذي كان العالم كله منشغلاً بهول حادثة 11 سبتمبر/أيلول، وبينما كان البنتاغون لا يزال مشتعلاً، كان وزير الدفاع رامسفيلد يتساءل بشغف عما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة الآن مهاجمة العراق.

توفي رامسفيلد عام 2021، ولكن قبل ذلك كان يقضي جزءاً من إجازته بمنزله الصيفي في خليج تشيسابيك بولاية ميريلاند.

وللمصادفة كان لقب منزل رامسفيلد في ميريلاند "جبل البؤس". وكما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز فإن المنزل كان مملوكاً لرجل يُدعى إدوارد كوفي، الذي طالما اشتهر بسمعته السيئة في "تعذيب العبيد من أجل المزارعين الآخرين".

4- كولن باول

وفق تقرير موقع ذي إنترسبت، أحد الأشياء اللافتة في العرض الذي قدمه وزير الخارجية باول عام 2003 في الأمم المتحدة "أن باول كان يعلم تماماً أنه يكذب". مشيراً إلى أن الحقيقة الأساسية عن باول "أنه كان كاذباً بارعاً للغاية ارتقى إلى القمة من خلال الكذب بشأن مذبحة ماي لاي في فيتنام ثم الكذب بشأن فضيحة إيران-كونترا".

توفي باول أيضاً عام 2021، ولكن قبلها أمضى حياته ما بعد السياسية في الثراء. بين حين وآخر كان الناس يسألونه عن ظهوره بالأمم المتحدة، وكان يخبرهم أنه تعرض لتضليل مرعب من أفراد لم يحددهم قط.

5- جون بولتون

لعب وكيل وزارة الخارجية بولتون دوراً مركزياً في حملة الأكاذيب حول أسلحة الدمار الشامل لإدارة بوش من خلال طرد جوزيه بستاني رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وبينما كان بستاني يخطط لإجراء عمليات تفتيش لتحديد ما إذا كان العراق يمتلك أسلحة كيماوية كان بولتون قلقاً من اكتشاف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن العراق لم يمتلك أصلاً أسلحة من هذا القبيل.

كوفئ بولتون على ذلك بتعيينه مستشاراً للأمن القومي من ترمب في وقت لاحق.

6- كونداليزا رايس

أوضحت مستشارة الأمن القومي رايس في يناير/كانون الثاني 2003 سبب اضطرار الولايات المتحدة إلى غزو العراق إن كان يوجد أي التباس، قائلة: "لا نريد أن يكون الدليل الدامغ مجرد سحابة" ما تلبث أن تنقشع.

وبوقت لاحق نظرت مؤسسة هوفر المرموقة في جامعة ستانفورد في مسيرتها المهنية وقررت تعيينها مديرة لمركزها العالمي للأعمال والاقتصاد بسبب "التزامها المهمة الأساسية للمؤسسة المتمثلة بحماية السلام والازدهار والحرية".

7- ديفيد فروم

كان فروم كاتب خطابات بالبيت الأبيض في عهد بوش، اشتهر بصياغة عبارة "محور الشر" المكونة من العراق وإيران وكوريا الشمالية لخطاب حالة الاتحاد لعام 2002 الذي ألقاه بوش.

بعد مغادرة البيت الأبيض شارك فروم بكتابة كتاب بعنوان "نهاية الشر: كيف تكسب الحرب على الإرهاب". وفي "نهاية الشر"، ذكر فروم وجود "أدلة دامغة على أن صدام كان لديه برامج أسلحة كيماوية وبيولوجية مكثفة". قد لا تتفاجأ عندما تعلم أن هذا كان خطأً مطلقاً.

كوفئ فروم على هذا الأداء من مجلة "ذي أتلانتيك" بوظيفة هناك ككاتب في هيئة تحريرها.

8- ديفيد بروكس

كان الصحفي بروكس من أشد المؤيدين لحرب العراق، إذ ساهم بمقال في "ويكلي ستاندرد" بعد بدء الحرب مباشرة بعنوان "انهيار قصور الأحلام"، حيث اتهم معارضي الحرب بأنهم "غير قادرين على تحقيق انفصال عاطفي كافٍ لرؤية العالم كما هو بالفعل".

ويعمل بروكس حالياً كاتب عمود عادياً بصحيفة نيويورك تايمز.

9- جيفري غولدبيرغ

كان غولدبيرغ أحد أكثر المؤيدين نفوذاً لغزو العراق من خارج الحكومة الأمريكية، وذلك في أثناء عمله كاتباً في مجلة "ذا نيويوركر". وقد أُقحمت كتاباته بسجل الكونغرس خلال المداولات بشأن منح الإدارة تفويضاً باستخدام القوة العسكرية خريف عام 2002.

فيما يعمل غولدبيرغ حالياً رئيس تحرير مجلة "ذي أتلانتيك".

10- جو بايدن

في الفترة التي سبقت الحرب كان بايدن عضواً ديمقراطياً بمجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. أدار في ذلك الوقت جلسات استماع دعا فيها للغزو وأصبح أحد أهم الأصوات الديمقراطية المؤيدة له.

ولا يزال بايدن بارزاً في السياسة الأمريكية بحكم منصبه رئيساً للبلاد.

TRT عربي