المقاتلة الشبحية الأمريكية من طراز "F-22 رابتور" (lockheedmartin). (Others)
تابعنا

أكّد سلاح الجو الأمريكي السبت وصول المقاتلات الشبحية الأمريكية من طراز "F-22 رابتور" إلى الإمارات، ضمن تحرُّك متعدد الأوجه لإبداء الدعم الأمريكي في حماية الحلفاء من هجمات مليشيات الحوثي بمنطقة الخليج، وفقاً لما جاء في بيان سلاح الجو الأمريكي.

يأتي نشر المقاتلات ووصول المدمرة الأمريكية (USS Cole) إلى مياه الخليج، بعد الهجمات التي شنّها الحوثيون، واستهدفت العاصمة أبو ظبي الشهر الماضي، من بينها هجوم استهدف مستودعاً للوقود أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين.

يُذكر أن الولايات المتحدة كانت نشرت لأول مرة مقاتلات شبحية من طراز F-22 في قطر منتصف عام 2019 ضمن خطة لتعزيز وجودها العسكري في الخليج في ظل التصعيد والتوتر مع إيران.

في هذا التقرير نستعرض أبرز خصائص المقاتلة "إف-22 رابتور" التي تُعتبر فخر صناعة الطيران الحربي الأمريكي، والتي باتت مكوناً أساسياً في منظومة سلاح الجو الأمريكي، وبالأخص "قوات القصف الشامل" الأمريكية، لتفوُّقها على سائر المقاتلات المنافسة، محلياً وأجنبياً، الأمر الذي دفع الكونغرس إلى حظر تصديرها عام 2016، لضمان السيادة الجوية للولايات المتحدة.

مواصفات فريدة

تُوصَف مقاتلة الجيل الخامس " F-22 رابتور"، التي بدأت شركة "لوكهيد مارتن" تطويرها منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي في قاعدة رايت باترسون الجوية - أوهايو، بأنّها مقاتلة التفوق الجوي الأكثر قدرةً في العالم، لجمعها بين تقنيات التخفي والاستشعار عالي الدقة، وهيكل طائرة شديد المناورة ومحرك قادر على التحليق بسرعات فائقة تتجاوز سرعة الصوت.

ويبلغ طول الطائرة 18.92 متر وعرضها 13.56 متر وارتفاعها عن الأرض 5.2 متر، ويصل وزنها وهي غير مسلحة إلى نحو 14.5 طن، فيما يبلغ أقصى وزن لها عند الإقلاع قرابة 25 طناً، وتبلغ سرعتها القصوى 2574 كيلومتراً/ساعة، وبإمكانها التحليق على ارتفاع أعلى من 15 كيلومتراً ومدى يصل إلى 3218 كيلومتراً.

وعلى الرغم من تسليحها المتنوع والكبير نسبياً، من القنابل إلى الصواريخ حتى امتلاكها مدفعاً رشاشاً ضخماً مزوداً بـ480 طلقة، فإنها لم تخسر ميزة التخفي الشبحي الفريد، إذ تُخفِي كل ترسانة أسلحتها في 3 مخازن على متنها.

يُحظَر بيعها للخارج

مقاتلة إف-22 الأمريكية. (USAF) (Others)

ومنذ دخولها الخدمة في سلاح الجو الأمريكي عام 2005 كأول مقاتلة شبحية من الجيل الخامس تحلّق في الأجواء، رفض الكونغرس مراراً طلبات خاصة لشراء المقاتلة "F-22 رابتور"، ليصل الأمر إلى حد إصدار الكونغرس في سبتمبر/أيلول 2016 قانوناً يحظر على الشركة المصنّعة تصديرها إلى الخارج، لاحتوائها على تكنولوجيا شبحية وإمكانيات متطورة تضمن للولايات المتحدة السيادة الجوية.

ولعل تطوير شركة شركة لوكهيد مارتن مقاتلات "F-35" الشبحية من الجيل الخامس، يرجع إلى كثرة طلبات الشراء التي تقدمت بها دول حليفة للولايات المتحدة مثل اليابان وأستراليا وإسرائيل لامتلاك مقاتلات بإمكانيات متطورة شبيهة بتلك التي تمتلكها "رابتور".

وبينما سعت دول لشراء المقاتلة المحرَّم تصديرها إلى الخارج، كانت دول أخرى مثل الصين وروسيا تبذل كل جهودها لاستنساخ أو سرقة أسرار المقاتلة الفريدة، إذ تشير مجلة (The National Interest) الأمريكية إلى أن الصين قد تكون نجحت في الوصول إلى أسرار المقاتلة عام 2016 عندما استخدمت التجسس الإلكتروني ومصادرها الداخلية للحصول على مخططات تصاميم طائرات "F-35" و"F-22"، بالإضافة إلى "C-130".

قصة نجاح لم تدُم طويلاً

حسب موقع "ميليتري فاكتوري"، أنفقت الولايات المتحدة قرابة 34 مليار دولار أمريكي على مشروع مقاتلة الجيل الخامس عالية السرية "F-22 رابتور"، وهو ما يجعل سعر المقاتلة الواحدة يبلغ نحو 150 مليون دولار.

وعلى الرغم من كونها الأفضل على مستوى العالم، لم يوقف البنتاغون العمل في المشروع وهو في منتصف مرحلة الإنتاج وحسب، بل قرر شراء 186 مقاتلة من أصل 750 كان ينوي شراءها. ومن بين 186 مقاتلة "F-22" دخلت سلاح الجو الأمريكي، لم يُشغَّل سوى 130، ولعدم توافر قطع غيارها يقلّ عمرها الافتراضي مع كل طلعة جوية تنفّذها.

فيما شهد عام 2011 خروج آخر مقاتلة من طراز "رابتور" من خط إنتاج شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية، التي فكّكت خط إنتاج رابتور لدعم إنتاج مقاتلة "F-35" الشبحية التي تشارك في إنتاجها دول عديدة من بين حلفاء الولايات المتحدة.

TRT عربي
الأكثر تداولاً