لا يزال الخلاف محتدماً بين ولاية تكساس وإدارة بايدن حول السيطرة على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وذلك بعد أن أعلن حاكم الولاية جريج أبوت أنه سيتحدى إدارة بايدن والمحكمة العليا الأمريكية من خلال الأمر بتركيب المزيد من الأسلاك الشائكة لردع الهجرة.
وعلى الرغم من قرار المحكمة العليا بأغلبية 5 أصوات مقابل 4 لمصلحة سلطة الحكومة الفيدرالية لإزالة الأسلاك الشائكة المثيرة للجدل التي جرى تركيبها على امتداد الحدود في تكساس، رفض أبوت، الجمهوري اليميني المتشدد، الامتثال لقرار المحكمة، فيما سربت أخبار لصحيفة نيوزويك الأمريكية عن نية الولاية الانفصال عن الولايات المتحدة.
وفي دعم لحاكم ولاية تكساس، تعهد حكام جمهوريون لـ25 ولاية، الخميس الماضي. وهي الخطوة التي جاءت بعد مطالبة الرئيس السابق، دونالد ترمب، الولايات التي يقودها الجمهوريون إلى التعاون معاً لمكافحة مشكلة الهجرة غير النظامية على الحدود الجنوبية، وهي قضية قال الجمهوريون إن بايدن يفشل في التعامل معها بشكل صحيح.
ومع تحول التوتر بين الإدارة الأمريكية وولاية تكساس إلى صراع بين الديمقراطيين والجمهوريين، بعد انضمام 25 حاكم ولاية–ما يمثل نصف عدد الولايات الأمريكية–لدعم حاكم تكساس الذي لوح بشكل غير رسمي بالانفصال، فيما ينذر باضطرابات وتداعيات اقتصادية سلبية في ظل أهمية الولاية في ميزان الاقتصاد الأمريكي.
ما أهمية تكساس للولايات المتحدة؟
أحد الأسباب الأكثر إلحاحاً لأهمية ولاية تكساس يكمن في براعتها الاقتصادية. باعتبارها ثانية أكبر ولاية من حيث عدد السكان في البلاد، تفتخر تكساس بثاني أكبر اقتصاد للولاية بعد كاليفورنيا. وينافس ناتجها المحلي الإجمالي ناتج دول بأكملها، إذ يبلغ حجم اقتصاد الولاية 2.4 تريليون دولار لتحتل المرتبة الثامنة عالمياً وتتفوق على روسيا وكندا وإيطاليا.
التأثير الاقتصادي للولاية بعيد المدى، مع مساهمات كبيرة من صناعات مثل الطاقة والتكنولوجيا والطيران والزراعة والتصنيع.
فيما يعد اقتصاد ولاية تكساس ثاني أكبر اقتصاد من حيث الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة بعد اقتصاد كاليفورنيا. ويبلغ الناتج الإجمالي للدولة 2.355 تريليون دولار اعتباراً من عام 2022. في عام 2022، قادت تكساس الولايات الأمريكية بأكبر عدد من الشركات في قائمة فورتشن 500 بإجمالي 53 شركة.
واعتباراً من عام 2021، حققت ولاية تكساس أكثر من 300 مليار دولار سنوياً من الصادرات-أكثر من صادرات كاليفورنيا (175 مليار دولار) ونيويورك (100 مليار دولار) مجتمعة.
وإلى جانب تأثيرها في الاقتصاد وسوق العمل، تعد ولاية تكساس ثانية أكبر ولاية أمريكية بعدد السكان بعد ولاية كاليفورنيا، إذ تجاوز عدد سكانها مؤخراً 30 مليون نسمة، الأمر الذي يمنحها نفوذاً كبيراً في المشهد السياسي. وتعد تكساس أيضاً موطناً لثانية أكبر قوة عمل مدنية على هذا الكوكب (أكثر من 14 مليون شخص).
حقائق اقتصادية عن تكساس
يعتمد اقتصاد تكساس على ركائز أساسية، أبرزها:
-النفط: تُنتج تكساس وحدها ما يقرب 43% من النفط الأمريكي، بحسب مجلة فوربس الأمريكية. فيما بلغ إنتاج الولاية اليومي 5.41 مليون برميل خلال السنة الماضية. وتقوم تكساس أيضاً بتكرير نحو ثلث النفط في الولايات المتحدة سنوياً.
-الغاز: وتستحوذ الولاية أيضاً على إنتاج 27% من الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة.
-الطاقة المتجددة: وتعد تكساس في الوقت ذاته الولاية الرائدة في إنتاج طاقة الرياح والثانية في مجال الطاقة الشمسية.
-التكنولوجيا: تعتبر الولاية الجنوبية الأكثر تصديراً للمنتجات التكنولوجية وأشباه الموصلات. وشهدت السنوات الأخيرة انتقال عديد من الشركات الكبيرة إلى تكساس، بما في ذلك "Dell" و"تسلا" و"هيوليت باكارد".
-الصناعة: تنتج الولاية نحو 9% من جميع السلع المصنعة في الولايات المتحدة. وتقوم تكساس بتصدير ما يقرب من 22% من الصادرات الأمريكية.
-صناعة الطيران والفضاء: تعد تكساس الولاية الرائدة في صناعة الفضاء والطيران على مستوى الولايات المتحدة، إذ تستضيف الولاية مركز ليندون جونسون الفضائي التابع لناسا، الذي كان بمنزلة مركز التحكم في المهمات الفضائية. وتعد مركزاً لعملاقة صناعة الطيران الحربي والمدني، بما في ذلك شركات لوكهيد مارتن وبوينغ. ومن المقرر أن تطلق شركة "سبيس إكس" موقع الإطلاق التجاري الأول في العالم في جنوب تكساس.
-مركز لوجستي: تمتلك تكساس 26 مطاراً تجارياً، و19 ميناء بحرياً، وتعد مركزاً للخطوط الجوية الأمريكية وخطوط ساوثويست الجوية.
