"الموساد" هو اختصار لـ "استخبارات ومهمات خاصة" وهي وكالة استخبارات إسرائيلية خارجية تأسست في ديسمبر/كانون الأول عام 1949، مهمة جهاز الموساد تتمثل في جمع المعلومات وتحليلها بغرض الاستخبارات وتنفيذ عمليات سرية خارج حدود إسرائيل. / صورة: صحيفة يسرائيل هيوم (صحيفة يسرائيل هيوم)
تابعنا

الاستخبارات الإسرائيلية هي أحد أكثر الأجهزة الاستخبارية تأثيراً وفاعلية في العالم، وتاريخها الغني والمعقد يجعلها موضوعاً مثيراً للبحث والنقاش، تأسس هذا الجهاز بعد تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948، ومنذ ذلك الحين لعب دوراً حاسماً في تشكيل سياسة إسرائيل وضمان أمنها.

تتألف الاستخبارات الإسرائيلية من عدة أقسام، منها جهاز الموساد الذي يُعنى بجمع المعلومات والعمليات السرية خارج إسرائيل، وجهاز الشاباك الذي يركز على مكافحة "الإرهاب" والتجسس داخل إسرائيل، والجهاز العسكري الذي يُعنى بجمع المعلومات العسكرية ودعم الجيش الإسرائيلي.

في هذا المقال سنتحدث عن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجي "الموساد" وسنتعرف على هيكله وأقسامه وأهم أدواره، وكذلك سنذكر أهم الرؤساء الذين تسلموا رئاسته منذ تأسيسه إلى الآن، وكذلك سنذكر أبرز عمليات الاغتيال التي نُسبت إليه.

ما اسم جهاز الاستخبارات الإسرائيلية؟

"الموساد" هو اختصار لـ "استخبارات ومهمات خاصة" وهي وكالة استخبارات إسرائيلية خارجية تأسست في ديسمبر/كانون الأول عام 1949، مهمة جهاز الموساد تتمثل في جمع المعلومات وتحليلها بغرض الاستخبارات وتنفيذ عمليات سرية خارج حدود إسرائيل.

يعمل الموساد كوكالة حكومية بتوجيهات من القادة الإسرائيليين وفقاً للمتطلبات الاستخباراتية والمهام المتغيرة، يتميز بالكتمان والسرية في أداء عمله، وتشمل مهامه إقامة علاقات سرية، مثل توقيع معاهدتي السلام مع مصر والأردن، والتعامل مع قضايا الأسرى والمفقودين، بالإضافة إلى البحث والتطوير في مجال التقنيات.

المقر الرئيسي لجهاز الموساد الإسرائيلي يقع في تل أبيب، إسرائيل، تحديداً يقع في منطقة مفترق جليلوت في تل أبيب.

الموساد شهد تورطه في الكثير من العمليات ضد دول عربية وأجنبية، بما في ذلك عمليات اغتيال لأفراد تُعدّهم إسرائيل معادين لها، وعلى الرغم من وجود علاقات دبلوماسية مع بعض الدول الصديقة.

تاريخ جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد":

في عام 1937، تأسست منظمة الهجرة غير الشرعية كجزء من الجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي، كان هدفها الرئيسي في ذلك الوقت هو تنفيذ عمليات نقل اليهود إلى فلسطين، وأصل كلمة "موساد" يعود إلى العبارة العبرية "موساد لعالياه بت" التي تعني "منظمة الهجرة غير الشرعية"، وقتها كانت هذه المنظمة تابعة للجهاز المركزي للاستخبارات والأمن في إسرائيل.

ثم في 13 ديسمبر/كانون الأول 1949، تأسس الموساد الرسمي كوكالة استخباراتية مستقلة باسم "هموساد لموديعين لتفقيديم ميوحديم"، وهي الجهاز المركزي للاستخبارات والمهمات الخاصة في إسرائيل، وبدأ الموساد في تنفيذ مهامه خارج حدود إسرائيل اعتباراً من الثامن من فبراير/شباط 1951.

في مارس/آذار 1951، أُعيد تنظيم الموساد ليصبح الذراع الخارجية لإسرائيل وتحت إشراف مكتب رئيس الوزراء بشكل رسمي. يمتلك الموساد مقراً في مفترق جليلوت شمال تل أبيب وهو واحد من الوكالات الثلاث الرئيسية للاستخبارات في إسرائيل، إلى جانب جهاز الأمن العام الداخلي (الشاباك) وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان).

أهم أنشطة جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد":

نشاط الموساد يتركز على ثلاثة أمور رئيسية:

  • جمع المعلومات في مجالات متنوعة مثل السياسة والعسكرة والأمن في مختلف أنحاء العالم.
  • تنفيذ عمليات خاصة خارج إسرائيل، وقد نفذ الموساد الكثير من عمليات الاغتيال في هذا السياق.
  • إجراء البحوث والتقييمات لمعلوماتها المجمّعة لاستخدامها في تقديم توصيات وتقارير إلى الجهات الرسمية السياسية والأمنية في إسرائيل.

شعار الموساد يحمل شمعداناً وعبارة "دون حيل يسقط الشعب، والخلاص بالمشورة"، وهذا يشير إلى أن الموساد يعتمد على جميع الوسائل الممكنة لضمان أمن إسرائيل.

هيكلة جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد":

الموساد يتألف من ثلاثة أقسام رئيسية:

1. قسم المعلومات: يقوم بجمع المعلومات وتحليلها بغية الفهم الأفضل للأحداث والتطورات في مختلف أنحاء العالم.

2. قسم العمليات: هذا القسم يخطط وينفذ العمليات الخاصة مثل التخريب والخطف والاغتيال ضمن إطار استراتيجي للدولة.

3. قسم الحرب النفسية: يشرف على تطوير وتنفيذ العمليات ذات الطابع النفسي لنشر الفكر الصهيوني.

بالإضافة إلى ذلك، يدير الموساد مدرسة لتدريب المندوبين والعملاء في مدينة حيفا، حيث يتعلمون قواعد العمل السري والأمور المتعلقة بالأنشطة التجسسية.

الوحدات والأقسام الفرعية في الموساد تشمل:

تيفل: يُعنى بالعلاقات المخابراتية والدبلوماسية.

سومت: مسؤول عن تشغيل ضباط جمع المعلومات وشبكة العملاء في جميع أنحاء العالم.

قيساريا: متخصص في العمليات الخاصة، بما في ذلك التصفيات والاغتيالات، ويضم وحدات مقاتلة.

كيدون: يتألف مما يقارب أربعين عنصراً متخصصاً في أساليب التصفية والاغتيال لمواجهة الأعداء.

نبيعوت: مسؤول عن الحصول على المعلومات الاستخبارية باستخدام وسائل إلكترونية وتكنولوجية متقدمة.

بالإضافة إلى الوحدات التنفيذية، هناك ثلاثة أقسام غير تنفيذية في الموساد:

1. القسم الاستخباراتي: يشمل قسم الأبحاث وتقدير الموقف السياسي، ويهتم بتحديد الأهداف بعيدة المدى للموساد.

2. تسفريريم: يهدف إلى حماية اليهود والدفاع عنهم في جميع أنحاء العالم.

3. الوحدة التكنولوجية: تُعنى بالتكنولوجيا وتعمل بشكل متناسق مع الوحدات التنفيذية في الموساد لدعمها بالتكنولوجيا والأدوات التقنية اللازمة.

في سبتمبر/أيلول 2015، أعلن رئيس الموساد أن نسبة النساء في الموساد تبلغ 40%، وأن 24% منهن يشغلن مناصب رفيعة، وأوضح أيضاً أن 23% من موظفي الموساد تتراوح أعمارهم بين 22 و32 سنة.

في عام 1996، أُعلن للمرة الأولى عن اسم رئيس الموساد بشكل رسمي، وكان اسمه داني يتوم.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أُجريت تغييرات تنظيمية في الموساد بإشراف الرئيس الجديد ديفيد برنياع، أسفرت هذه التغييرات عن استقالة ثلاثة مسؤولين كبار من الموساد، بمن في ذلك رئيس قسم التكنولوجيا ورئيس قسم مكافحة الإرهاب ورئيس قسم المفرق الذي يدير عمليات تشغيل العملاء.

أبرز مهام وأهداف الجهاز الخارجي للاستخبارات الإسرائيلية الموساد:

تتلخص أهداف الموساد في:

جمع المعلومات المخابراتية: يقوم الموساد بجمع المعلومات من مصادر متعددة في مختلف أنحاء العالم، سواء كانت ذات طابع سياسي، عسكري، أمني، أو اقتصادي.

تنفيذ عمليات أمنية ودبلوماسية سرية: الموساد ينفذ عمليات سرية لحماية مصالح إسرائيل وتحقيق أهدافها في مجالات الأمن والسياسة والدبلوماسية.

استهداف وإحباط أهداف مدنية وعسكرية للعدو: الموساد يعمل على استهداف وإحباط الأهداف التي يَعدّها تهديداً لإسرائيل، سواء داخل أراضيها أو في الخارج.

إدارة شبكات التجسس وتجنيد العملاء: يقوم الموساد بإدارة شبكات تجسس واستخدام عملاء للحصول على المعلومات والمعلومات الاستخبارية.

إدارة فرع المعلومات العلنية: يرصد الموساد مصادر المعلومات العلنية مثل الصحف والنشرات والدراسات الأكاديمية والاستراتيجية في جميع أنحاء العالم.

وضع تقييمات سياسية واقتصادية: يعد الموساد تقييماً شاملاً للموقف السياسي والاقتصادي للدول العربية، ويقدم توصيات ومقترحات بناءً على المعلومات السرية المتاحة.

رؤساء جهاز الاستخبارات الإسرائيلية:

منذ تأسيس الموساد، كان اسم رئيسه سراً ولم يسمح القانون بالكشف عنه، ومع ذلك جرى تعيين الكثير من الشخصيات لرئاسة الموساد على مر السنوات، ونستعرض أدناه بعض رؤساء الموساد منذ تأسيسه:

1. رؤوبين شيلواح (1949-1952): أول من تولى رئاسة الموساد.

2. إيسار هرئيل (1953-1963): حقّق تقدماً كبيراً في تطوير الموساد.

3. مئير عميت (1963-1968).

4. تسفي زامير (1968-1974).

5. يتسحاق حوفي (1974-1982).

6. ناحوم أدموني (1982-1989).

7. شبتاي شافيت (1989-1996).

8. داني ياتوم (1996-1998).

9. أفرايم هليفي (1998-2002).

10. مئير داغان (2002-2010).

11. تمير باردو (2010-2016).

12. ديفيد برنياع (2016-2021).

13. ديفيد بارنيع (2021-حتى الآن).

هؤلاء هم بعض الرؤساء السابقين والحاليين للموساد، وعلى الرغم من أن هويتهم كانت سرية في السابق، فإن البعض منهم كُشف عن هويتهم بعد انتهاء فترة خدمتهم.

رواتب عملاء الاستخبارات الإسرائيلية:

كشفت دراسة أعدها موقع "المجد" الأمني التابع لحركة حماس عن رواتب العملاء الذين يتعاملون مع الجهاز الإسرائيلي للمخابرات. وبناءً على عشرات ملفات العملاء، تبين أن راتب العميل الشهري يتراوح ما بين 30 و60 شيكلاً شهرياً، وذلك بمتوسط 1.5 شيكل يومياً.

يعد العملاء أهم مصادر المعلومات لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي الذي تحظى به إسرائيل، فإنها تعتمد بشكل كبير على العملاء للحصول على المعلومات أو نفيها.

ووفقاً للدراسة، تقدم المخابرات الإسرائيلية إغراءات أو خدمات للعملاء مقابل تنفيذ مهام محددة، حيث تقوم بمنحهم مبالغ نقدية تتراوح بين 30 و60 شيكلاً شهرياً.

وتشير الأرقام المكشوفة في الدراسة إلى أن المبالغ المالية التي يتلقاها العملاء بسبب تقديم المعلومات للاحتلال لا تتجاوز تكلفة وجبة فطور، وعلى الرغم من هذا تصنف الأموال التي يتلقونها كمكافآت وحوافز من المخابرات.

وفقاً للدراسة، يتقاضى العميل مبلغاً يومياً يتراوح بين شيكل وشيكلين، وهو مبلغ ضئيل يقل عن نصف دولار يومياً.

وأشارت الدراسة إلى أن المخابرات الإسرائيلية تَستخدم استراتيجية ترغيب وترهيب مع العملاء، حيث تَستخدم المكافآت وسيلةً لربطهم بالجهاز وتشجيعهم على تنفيذ مهام للاحتلال.

أشهر الاغتيالات التي نفّذها جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد":

هناك الكثير من عمليات الاغتيال التي تُنسب لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية ومن أبرزها:

محاولة اغتيال خالد مشعل (1997): قاد الموساد محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، في العاصمة الأردنية، خُطِّط لاستخدام سم يجعله يتقيأ طوال اليوم ثم يؤدي إلى وفاته، ومع ذلك فشلت العملية واعتُقل المنفذون بعد تدخل الملك الأردني آنذاك الملك حسين بن طلال.

اغتيال يحيى عياش: يحيى عياش كان أحد قادة حركة حماس وتعرض للاستهداف في التسعينيات.

اغتيال فتحي الشقاقي: رئيس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. فتحي الشقاقي اغتيل في مالطا.

اغتيال عماد عقل: عماد عقل كان القائد في كتائب القسام واستُهدف أيضاً في تلك الفترة.

محاولة اغتيال عباس الموسوي: أمين عام حزب الله، عباس الموسوي تعرض لهجوم بقصف بواسطة طائرتين هليكوبتر إسرائيليتين.

كما اتُّهمت إسرائيل من إيران باغتيال أربعة من العلماء النوويين الإيرانيين بين عامي 2010 و2012. هؤلاء العلماء هم: مسعود محمدي، ومجيد شهرياري، وداريوش رضائي، ومصطفى أحمدي روشن.

وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعلون، لم يردّ على تلك الاتهامات بشكل مباشر وأعلن بدلاً من ذلك أن إسرائيل لن تسمح بأن تمتلك إيران أسلحة نووية وستكون مستعدة للدفاع عن نفسها ضد أي تهديد محتمل.

تمويل جهاز الاستخبارات الإسرائيلية:

تعد ميزانية الموساد سرية وتمويلها يكون عبر تخصيص ميزانية احتياطية في مكتب رئيس الحكومة، هذه الميزانية لا تقتصر فقط على تغطية نفقات العمليات السرية للجهاز، بل تمتد لتشمل أنشطة متنوعة مثل الاستثمار في العقارات وتأسيس شركات ومصالح تجارية في مختلف أنحاء العالم.

في عام 2014، أُبلغ عن ارتفاع حاد في ميزانية الموساد ومكتب الأمان الإسرائيلي (الشاباك)، حيث بلغت ميزانيتهما 1.86 مليار دولار، مقارنةً بنحو 1.68 مليار دولار في عام 2012، مما يمثل زيادة بنسبة 10% في تلك الفترة.

هل يشكل هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول خطراً على الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"؟

نفّذت حركة حماس هجوماً مفاجئاً على إسرائيل يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، حيث أطلقت آلاف الصواريخ، واقتحم مقاتلو حماس داخل الأراضي الإسرائيلية، ووفقاً لديفيد خلفة، أحد مديري مرصد شمال إفريقيا والشرق الأوسط في منظمة "جان جوراس"، قال إن هذا الهجوم الواسع والمنسق جداً يمثل "فشلاً كبيراً" للمخابرات الإسرائيلية.

سُمِّي هذا الهجوم "عملية طوفان الأقصى" وهو الاسم الذي اختارته حماس لهذا الهجوم الواسع الذي بدأ من قطاع غزة مروراً بالهجوم على المستوطنات الإسرائيلية القريبة من القطاع.

رد رئيس الوزراء الإسرائيلي على هذا الهجوم بالتهديد بأن حماس ستدفع ثمناً باهظاً غير مسبوق، مشدداً على أن إسرائيل في حالة حرب وستحقق النصر في هذه الحالة.

ديفيد خلفة في حوار معه، أشار إلى أن هذا الهجوم كشف عن عدم استعداد المخابرات الإسرائيلية لمواجهة عمليات بهذا الحجم والتنسيق العالي.

TRT عربي
الأكثر تداولاً